تنقل إلى ذهني اسم صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز منذ كان والده أميراً للمدينة المنورة، فقد نقل إلي بعض الأصدقاء من كبار أعيان المدينةالمنورة اعجابهم بنشاط هذا الأمير ومشاركته الفاعلة في مجمل النشاطات الشبابية والإشراف على بناء فكرة جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، لم يكن آنذاك موظفاً رسمياً في الدولة ولكن تربيته وتوجهه وميوله للخدمة العامة ولم يمض وقت قصير حتى عين مستشاراً في ديوان سمو ولي العهد ثم الديوان الملكي قبل أن يعين نائبا لأمير منطقة عسير، وقد سارع بالانسجام مع أهالي المنطقة وكسب اعجابهم وتعاطفهم مع توجهاته للأعمال الاجتماعية والخيرية والميدانية، وقد رأس مجلس التنمية السياحية بالإضافة لمجلس شباب منطقة عسير، وتابع الراحل بحيوية واستمرار زيارات ميدانية للمشروعات، وكان أحد المشاريع يواجه بعض التأخير، وقد قابل بعض السكان في الموقع ووعدهم أن يتم انتهاء المشروع خلال ثلاثة شهور وفي حالة عدم اتمامه في الموعد فعليهم أن يشكوه شخصيا لسمو أمير المنطقة، كما شكل فرقا ميدانية تضم رؤساء الدوائر الحكومية كما شارك زوار المنطقة والسواح في المهرجانات والاجتماعات، واستطاع بسرعة عجيبة أن ينسجم مع أهل المنطقة وشبابها ونشاطاتها التنموية والشبابية، وكان عاملاً مساعداً لنشاطات جامعة الملك خالد ودورها التنموي التي يشرف على كلية الدراسات والبحوث أخي الدكتور عبداللطيف الحديثي، كما ساهم في تشجيع ودعم الأعمال الخيرية والشبابية وقد عمل مع لجنة تراحم باطلاق أكثر من مائتي سجين بسداد ديونهم، وقد ساهم من ماله الخاص في هذا المشروع بتبرع سخي منه ومن أسرته وصاحب السمو الملكي والده، وقد جاءت وفاته المفاجأة وهو في طريق عودته من تفقد مشاريع الساحل وبعض قرى تهامة، فقد فقدت الطائرة التي أقلت سموه ومرافقيه وكيل الإمارة ورئيس البلدية ومحافظ منطقة محائل ومدير المراسم بالإمارة ومرافقي سموه، حيث واجهت الطائرة أجواء ضبابية ربما أفقدت الطائرة توازنها والطيار مهارته وهذا قدر الله وما شاء فعل وكل شيء عنده بمقدار، رحم الله سمو الأمير وألهم أهله ووالده واخوانه وزوجته الصابرة وأمه المحتسبة والأسرة المالكة وأهله ومحبيه الصبر والسلوان {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} رحمهم الله جميعا رحمة واسعة وأسبغ عليهم واسع رحماتهوجزيل مغفرته، فقده فقد كبير للوطن وعلى الخصوص أهالي عسير، فقد كان رحمه الله نموذجا للشاب العامل الطموح الذي لا سقف لتطلعاته، وقد أحب أهل المنطقة وأحبوه وألفوه سكن في قلوبهم وكسب مشاعرهم وكان حزنهم عليه أكبر من أن يوصف، رحمه الله رحمة واسعة وأسكن الجميع جناته.