منذ الوهلة الاولى التي وصل فيها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الامير الشاب منصور بن مقرن بن عبدالعزيز الى ابها نائباً لامير منطقة عسير شعرنا نحن اهالي منطقة عسير اننا محظوظون بهذا الامير الشاب ليكن عضداً قوياً لامير عسير صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حفظه الله في تسيير امور المنطقة وحلحلة المشاكل والقضايا العالقة وفي مقدمتها الخدمات التي تعنى بحياة المواطن وفعلاً لم يلبث هذا التفاؤل بهذا الامير الشاب حتى بدأ دوره رحمه الله يرتسم على ارض الواقع فشمر عن سواعد الجد بجولات ميدانية والوقوف بنفسه على المشاريع المتعثرة يناقش المسؤول والمقاول بصراحة وشفافية بعيداً عن اللجان وتقاريرها التي عادت ما تكون سبباً مباشراً وغير مباشر في تعقيد الامور وتعثر الكثير من المشاريع الخدمية والحيوية بل كان رحمه الله يقف ميدانياً على كل صغيرة وكبيرة ويوجه من الموقع وبحزم بإنها كل الاشكالات التي تعيق التنفيذ فبقدر ما كان حازم مع المسؤلين بقدر ما كان عوناً لهم وسنداً قوياً في حلحلة الكثير من الامور ولم يكن يرحمه الله يعتمد في تنقلاته الميدانية على المواكب والبهرجة الاعلامية وعلى حشد المرافقين له فقد كان متواضعاً وصارماً في ذات الوقت وقد ادركت كغيري ان هذا الامير الشاب قد تخرج من مدرسة والده الامير مقرن حفظه الله وبأمتياز فلازلت اذكر وغيري يذكر عندما كان والده اميراً لحائل عندما استضافه ملتقى ابها قبل سنوات طويلة متحدثاً في مجال فن الادارة عندما قال حفظه الله(( انا لا اهتم بتشكيل اللجان لانك اذا اردت ان تزيد الطين بله وتطيل امد المشكلة فشكل لها لجنة )) ولذلك رأينا كيف ان منصور بن مقرن غفرالله له انتهج نهج والده في ذلك تماماً فكثير من الامور كانت اللجان تتعاقب عليها دون حل فيما وقف سموه على تلك المشكلة العالقة مرة واحدة فقط لنجدها وقد حلت ومنها على سبيل المثال الواجهة البحرية لمنطقة عسير التي ظلت لسنوات عدة بلا حراك فقام بجولات متتالية لتلك الواجهة وعلى الفور بدئ بالعمل فيها وضخ سموه الامل في كل المشاريع التي توقفت في شرايينها الحياة لتعود الحياة اليها ويعود الامل ولكن قدرة الله فوق كل شئ فأحاطت به القدرة الالية هو ومن معه من الرجال المخلصين لعسير والوطنهم ولنبقى نلوك الحزن عليهم رحمهم الله وجعلهم من الشهداء وجعل مثواهم جنات النعيم ولنقول للامير مقرن احسن الله عزاءك فيمن احببته واحببناه فقد تخرج من مدرستك الادرية الفذة منصور وغاب عنا ولكن لن تغب عنا مناقبه ولن يغيب عنا مناقب مرافقيه في الاخلاص والمصير.