في إسبانيا الإرث العربي بأوجه جمالياته المتعددة، ورّث جيناته الحضارية الباهرة حتى في أعماق اللغة الإسبانية فيها ترجع بعض أصول كلماتها إلى اللغة العربية والأثر اللغوي خير دليل وأقوى قياس لمدى الأثر الحضاري بين أي ثقافتين؛ لذا لم يكن غريبا أن يوقع على قصائد عكست تفاصيل تنقلاته وخيال حروفه في كتاب الأدب العالمي توجته ليكون ضمن السلالة النوبلية الأدبية، مثل: «قمر مكتمل»، «ورد البحر» و»موغير» بلدته الأندلسية التي عانق فيها بكلماته: «موغير، الأم والإخوة.. المنزل الطاهر الدافئ.. .... في لحظة.. ينمو الحب بعيدا.. لا وجود للبحر... حقول الكروم تحمرّ وتُمحى.. هي العالم مثل إشراقة لامعة على فضاء... ورقيقة مثل إشراقة لامعة على فضاء.... ساهم بصورة غير مباشرة في إحياء معرفة ثقافة بلد صغير في البحر الكاريبي على خارطة العالم الثقافية، لم تكن تُعرف ثقافة وآداب بلاد بورتريكو على نطاق واسع في العالم؛ إلا في نطاق جغرافي ضيق ما اتصل بالولايات المتحدةالأمريكية أو ما اتصل بإسبانيا قديما، لكنها اتسعت أكثر فور إعلان فوزه بجائزة نوبل للأدب كان مقيما وعمل أستاذا جامعيا في بورتريكو وفيها تُوفي بعد رحيله من إسبانيا إبان الحرب الأهلية، عندها عرف العالم بعض أدبائها ومن ناضل ضد الاستعمار الذين شكلوا الثقافة البورتوريكية مثل: دييجو فارجاس، ولولا رودريجيز ويوجينو ماريا دي هوستس وغيرهم. لم يخلُ خطابه الذي ألقاه نيابة عنه جيمي بنيتيز رئيس جامعة بورتوريكو في الاحتفال النوبلي عام 1956م من الأسى والتواضع قال فيه: «أقبلُ بكل امتنان هذا الإجلال الذي لا أستحقه من الأكاديمية السويدية التي ارتأت أن تمنح الجائزة إلي، يطوقني الحزن والمرض، لا بد أن أبقى في بورتوريكو لا أستطيع المشاركة في هذا الاحتفاء..». كان قلبه وفيا اتجاه زوجته الراحلة زنوبيا الشاعرة والمترجمة: «زوجتي زنوبيا هي الفائزة الحقيقية بهذه الجائزة، رفقتها، مساعدتها، إلهامها لمدة أربعين عاما جعلت أعمالي ممكنة وقابلة للنشر، اليوم بدونها أنا وحيد وعاجز..». إمضاء الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينيز (1881م-1958م): تحرك على أوراق المنفى؛ ليلفت انتباه بوصلة الثقافة العالمية اتجاه البحر الكاريبي..!