يسعى المؤتمر العاشر للدراسات الموريسكية الذي تنطلق اعماله في التاسع من ايار مايو الجاري وتستمر أربعة أيام الى إلقاء الضوء على أثر المهاجرين الأندلسيين المطرودين من إسبانيا في ثقافات البلدان التي انتقلوا إليها خصوصاً المغرب وتونسوالجزائروالمكسيكوالأرجنتين إضافة الى تأثيرهم في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. وينظم المؤتمر الذي يدور محوره حول "الموريسكيين والبحر المتوسط خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر" كل من مؤسسة التميمي للبحث العلمي واللجنة الدولية للدراسات الموريسكية في زغوان التي كانت إحدى المدن التي استوطنها الأندلسيون في تونس، ويشارك في أعماله اكثر من 50 باحثاً من إسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمغرب والجزائر وفلسطين ومصر وبورتوريكو والأرجنتينوالمكسيك وفنلندا وروسيا وفنزويلا. ويذكر ان الموريسكيين هم المسلمون الأندلسيون الذين رفضوا التخلي عن ديانتهم ولغتهم بعد سقوط الحكم العربي في غرناطة وتعرضوا لحملات طرد جماعية اعتباراً من سنة 1161. وتتوزع اعمال المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية: يتعلق الأول بظروف هجرة العرب من اسبانيا بعد ابعادهم الى سواحل شمال افريقيا ويتحدث فيه كل من لوي امبريال من جامعة ميسوري عن خمسين سنة من السياسة الإسبانية العربية 1585- 1535، وجينات كاماشو من جامعة بورتوريكو عن الموريسكيين ومأساة الطرد، ومريامي ماتيلاينن من جامعة هلسنكي عن الوضعية الاجتماعية واللغوية للموريسكيين في بلنسية وغرناطة وأراغوان في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وعادل بشتاوي عن "أسباب انهيار مبدأ التعايش في ايبيريا وتأثير ذلك في عملية الطرد الكبير" وبحوث أخرى. ويتركز المحور الثاني على الأثر الحضاري الذي تركه الموريسكيون في البلدان التي استقروا فيها. ويتحدث في هذا المحور كل من: روبير لاند من معهد الدراسات الشرقية في موكسو عن "الموريسكيين والنمو الاجتماعي والثقافي في المتوسط"، ومرزاق يحياوي من جامعة الجزائر عن "الحضور العربي الإسلامي في البرتغال"، ورود غريمو من جامعة مدريد عن "هياكل السوق ذات التقاليد الموريسكية الأندلسية في شمال المغرب"، وجوزيف ريكابيتو من جامعة لويزيان عن "الموريسكيين في تونس بوصفها ملتقى الثقافات الكبرى" وفتحي المرزوقي من جامعة تونس عن "الموريسكيين والقرصنة في تونس والمغرب"، ولوي كارديلاك من معهد غاليسكو في المكسيك عن "حضور الإسلام والحضور الموريسكي في المكسيك في عهد الغزو والاحتلال الإسباني"، وفاطمة رشيدي من جامعة فاس عن "تأثير المهاجرين الموريسكيين في المغرب الأقصى". ويتطرق المحور الثالث الى الأدب الألخمياد ونصوص الموريسكيين الموجودة في مكتبات إسبانيا وما تكشف عنه من أوضاع نفسية واجتماعية وسياسية. وفي هذا الإطار تتحدث سوزانا كانتايرو من جامعة بيونس ايرس عن "استمرار الفن الموريسكي في الأرجنتين" وبيان سوتومايرو من جامعة بورتوريكو "عن الطريق الى مكة" أو الحج بوصفه ركن الإسلام الخامس في نظر الموريسكيين المنفيين اعتماداً على مخطوطات موجودة في مكتبة مدريد. إضافة الى دور العنصر الديني في المقاومة التي أبداها الموريسكيون ضد حملات التدجين وهو ما يصفه الباحث البورتوريكي اديل غونزاليس في بحثه المعنون "السورة الأولى من القرآن بوصفها سلاحاً لغوياً ودينياً في إطار المقاومة الموريسكية".