في حوار خاص للجزيرة مع الجنرال «ويسلي مارتن» بالشرطة العسكرية للجيش الأمريكي، وهو قائد عسكري لمكافحة الإرهاب في جميع قوات التحالف العراقية «سابقًا»، تحدث عن عنف الجيش اللبناني وتعذيبهم اللاجئين السوريين، وعن النشاط المكثف للحرس الثوري الإيراني لتصدير الأسلحة للمجموعات الإرهابية عن طريق شركات وهمية في جنوبإيران.. كما جاء في الحوار الآتي: 1 - أفادت التقارير بأن الحرس الثوري الإيراني يمتلك شركات وهمية لتصدير الأسلحة للمليشيات الإرهابية، فهل من الممكن للمجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات بحقه؟ - الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية كاملة الطيف، كما أنها تابعة لقوة القدس، وهي تعمل كمنظمات «أمامية» من أجل تحقيق الربح ولزيادة تصدير الإرهاب، ويجب أن تتعرض كل منظمة من هذه المنظمات الأمامية لأنشطة تجارية إرهابية. ولا بد تجميد أصول هذه الشركات التجارية، وتوجيه رؤساء هذه الأعمال إلى المحاكم الجنائية. 2 - المرشد الأعلى لإيران «خامنئي» ارتكب مجازر وإبادة جماعية ضد شعبه، فهل ينبغي إحالته إلى المحاكمة الدولية؟ - (علي خامنئي وحسن روحاني وقاسم السليماني) مع عشرات آخرين من حكومتهم المصدرة للإرهابيين بطريقة وحشية يجب أن ترفع أسماؤهم بتهم إلى المحاكم الدولية عن الجرائم المرتكبة في إيران وفي حق دول أخرى أيضًا، إضافة على أن «خامنئي» يدرك تمامًا أن المحاكم الدولية والحكومات الأجنبية تفتقر إلى الشجاعة للقيام بذلك؛ إذ إن الرئيس دونالد ترامب حاليًا يثبت نفسه ليكون أكثر عدوانية على إيران أكثر من الرئيس السابق أوباما الذي رسم «خطوطًا حمراء» مع اختفاء الحبر، أما ترامب فيفرض «الخطوط الحمراء» مع الصواريخ، ولم يعد هناك عملاء ومتعاطفون إيرانيون في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقد لاحظ «خامنئي» بالفعل أن أيامه الذهبية للاستبداد تقترب على نهايتها، ولكن السؤال الوحيد المتبقي هو: مع من سيموت «خامنئي». مع شيخوخة عاجله أم حكومته الوحشية؟ 3 - هل تعتقد أن المليشيات الموالية للنظام الإيراني قد تمردت على المعايير الدولية المتعلقة بسلامة المدنيين بالمناطق؟ - المليشيات المسلحة الموالية للنظام الإيراني لم تمتثل أبدًا للقوانين والقواعد الدولية بخصوص المدنيين، وقد استخدمت إيران تنظيم «داعش» لتدمير سكان أهل السنة، وعندما انتهى تنظيم «داعش» من الإبادة الجماعية، وخرج من المناطق، جاءت بعده المليشيات الإيرانية والحشد الشعبي، واستأنفت الإبادة الجماعية مدعية أن الناجين هم من المتعاطفين مع تنظيم «داعش». 4 - ارتكب بعض عناصر الجيش اللبناني جرائم قتل وتعذيب ضد اللاجئين السوريين، فمَن سيحاكمهم؟ وهل ستعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدة على محاكمتهم؟ - لا أستطيع أن أتكلم عن نية الحكومة الأمريكية، ولكن هناك ملاحظة، هي أن إدارة الرئيس ترامب لن (تدفن رأسها في الرمال) كما فعلت إدارة الرئيس السابق أوباما، وإذا كان أوباما لا يزال رئيسًا فإن المساعدة الأمريكية في هذه المحاكمات ستكون بالتأكيد (بلا شيء)، ونحن الآن بحاجة إلى معرفة ما تقوم به إدارة الرئيس ترامب حاليًا. 5 - برأيك هل هناك جزء من الجيش اللبناني ينفذ أجندات خفية لصالح «حزب الله» رغمًا عن إرادة حكومة دولته؟ - عناصر الجيش اللبناني هم موالون ل»حزب الله» وموالون لإيران، وأيضًا نفس الشيء عناصر الجيش العراقي الموالون لفيلق بدر؛ فهم موالون لإيران، وفي كلتا الحالتين اليوم لا بد أن يكونوا مخلصين للنظام الإيراني، وكذلك لبنان فهي ليست أكبر دمية من الحكومة الإيرانية، وكذلك حكومة المالكي التي كانت في العراق. أما رئيس الوزراء العبادي الحالي فيثبت أنه أكثر استقلالية، ولكن المالكي لا يزال يحاول دفع طريقه إلى السلطة. 6 - ما هي المسؤولية القانونية الموجهة للنظام الإيراني بسبب ممارسات الحشد الشعبي في العراق؟ - بدأ الحشد الشعبي عام 2011 م، وفي ذلك الوقت كانت حركتهم صادقة في العراق، ولكن عندما تسللت الفئات السياسية داخلها لم يكن حينها فعّالاً كما كان في مصر ضد «حسني مبارك»، ولكن لا تزال حركة الحشد الشعبي مستمرة حاليًا في بغداد، وأصبح بينهم تسع محافظات أخرى، وكان «مقتدى الصدر» خصمي القديم وشريك الجدال منذ أن كنت الضابط الأقدم لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العراق، وكان حينها يقوم بنشر أتباعه في هذه الحشود، ولكن كان لطهران دائمًا مشكلة في التعامل مع مقتدى الصدر، لكن الآن سيطرة طهران على مقتدى الصدر أضعف من أي وقت مضى، بينما تحاول إيران السيطرة من خلال المالكي والمليشيات والحشد الشعبي والحركات بأكملها، ولكن حزب الدعوة انكسر جدًّا، والشعب العراقي يدرك تمامًا كيف كان المالكي فاسدًا ويدرك أنه هو المصدر للعديد من المشاكل المستمرة. ولقد سبق للمجتمع الدولي أن قال إن المالكي ألحق أضرارًا جسيمة بالعراق، وهناك العديد من العراقيين الشرفاء الكرام الراغبين في القيام على المسار الصحيح لبلدهم، بينما كانت حكومة الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة تتمتعان بشكل خاص بهذه القدرة على اختيار الشعب للدعم، وفي الوقت نفسه لم تحقق أوروبا الغربية الأفضل، ولكن يجب على المجتمع الدولي التقليل لأدنى حد من تأثير إيران السلبي الفعال على المنطقة في الوقت، وبالتزامن الذي تستمر فيه أفعال هذه الحركة «الحشد الشعبي». 7 - هل المحاكم الدولية رصدت جرائم للحشد الشعبي بالعراق؟ وكيف سيتعامل المجتمع الدولي معها؟ - لم تقدم المحاكم سوى الإسبانية اتهامات ضد المالكي وعدد قليل من أتباعه فقط لارتكابهم جرائم في العراق، وبقيت كبقية العالم، خاصة في إدارة الرئيس السابق أوباما، كانت صامتة أمام الجرائم الصارخة داخل العراق، ولكن (الصمت العالمي لا يمكن أن يستمر). 8 - هل هناك مخاوف أمريكية من إمكانية الحشد الشعبي للوصول إلى كرسي الحكم في العراق؟ - إذا كان الحشد الشعبي تحت قيادة صحيحة فسيكون أمرًا جيدًا، ومع ذلك فإن حركة الحشد الشعبي الآن مكسورة جدًّا في الوقت الحاضر، ويجري دائمًا على استمرارية تشكيل الائتلافات، ولكن الوحدة ستكون بعيدة المنال، ومن الأسوأ ما يمكن أن يحدث هو (عودة المالكي إلى السلطة التي ستمكِّن النظام الإيراني كثيرًا). وبما أن رئيس الوزراء الحالي «العبادي» من نفس حزب المالكي لكن العبادي لن يتمكن أبدًا من التغلب على مصالح المالكي التي تخدم مصالحهم ومصالح إيران، فإذا كان حكيمًا ومتحدًا خلف «إياد علاوي» فإن مستقبل العراق سيكون أكثر احتمالاً. 9 - النظام الإيراني امتد إلى ليبيا والجزائر، فهل تستطيع الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تضع حدًّا لهذا الامتداد؟ - لسوء الحظ، فإن صفقة الرئيس السابق أوباما للأسلحة النووية تفتح عشرات المليارات من الدولارات للمتطرفين الأصوليين في طهران، والرئيس السابق أوباما لم يفوت أي فرصة للقيام على شيء خاطئ في أي مكان بالشرق الأوسط، وبدلاً من دعمه للرئيس «السيسي» فقد دعم «مرسي»، وبدلاً من دعم الجنرال «حفتر» قدم أوباما الدعم لحكومة الوفاق الوطني، وهي منظمة مختلة الدماغ، وكذلك دعم سفير الأممالمتحدة «مارتن كوبلر»، وقد كان كوبلر قد تسبب بالفعل في أضرار جسيمة في العراق، وإلى الآن يحدث له آثار كارثية في ليبيا. ومن جهة أخرى لم يكن الرئيس «القذافي» شخصًا طيبًا، ولكنه كان هو العليق على باب إفريقيا المغلق أمام الإرهابيين الدوليين، كل من القاعدة والنشطاء الإيرانيين، ومن خلال دعم الرئيس السيسي والجنرال حفتر يمكن للولايات المتحدة وأوروبا الغربية أن تغلق باب التوتر هذا، وتساعد المنطقة كلها على الاستقرار. 10 - هل تعتقد أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي البديل الأفضل عن النظام الإيراني الحالي؟ - إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ستكون بديلاً جيدًا جدًّا، وسيكون من الخطأ إذا لم تعلن أمريكا أو أوروبا عن المنظمة كأفضل بديل عن النظام الإيراني الحالي، وهذا قرار يجب أن يتخذه الشعب الإيراني من خلال انتخابات شرعية، لم تحدث في إيران منذ ثورة 1979. ولو استوعبت أمريكا وبريطانيا في آنذاك العواقب السلبية طويلة الأمد التي تسبب فيها النظام الإيراني بالتدخل ولتنفيذ رغباتهما الخاصة فإن الإطاحة بمحمد مصدق في عام 1953 ما كان ليحدث أبدًا. إن الديمقراطية في إيران هي أفضل بديل، وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على ثلاثة مبادئ: (المساواة بين من هم في السلطة، رجال الدين ليس لديهم الحق الوحيد في تفسير القرآن، ورجال الدين لا يمكن أن نتوقع لهم الولاء الأعمى من التجمعات). منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ليست حول السلطة في إيران فهي حول الديمقراطية في إيران، ولأنها منظمة تنظيمًا جيدًا ستكون حكومة فعالة جدًّا للشعب الإيراني، وعلى الساحة العالمية، ولا بد أن يترك القرار لما هو الأفضل للمواطنين المحرومين في إيران، ويجب على الشعب الإيراني أن يستعد لاتخاذ هذا القرار، وترك أيام «خامنئي». والسؤال الرئيسي: من هو الذي سيموت أولاً من نظام فشل جسده وفشلت حكومته؟