بإنسانية ولفتة حانية، أخرج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان درساً سياسياً إنسانياً ومنهجاً أخوياً، عندما أمر بالسماح لحجاج قطر بدخول السعودية وأداء المناسك عبر المنفذ البري دون تصاريح إليكترونية، وتوفير عدة طائرات مخصصة لنقل الأشقاء من الشعب القطري، ومنح كل حاج شريحة اتصالات والتوجيه بتقديم كل التسهيلات والخدمات لهم.. فرغم الأزمة التي كان نظام الحكم في قطر وراءها، وتسبب في كل الحصار الذي فرض على دولة قطر، نظراً لما قام به النظام من سنوات من دعم للإرهاب ومن خروج عن البيت الخليجي وانشقاق عن اللحمة والخليجية، ومساعدته وعلاقاته مع أنظمة معادية للخليج، إلا أن السعودية وقفت موقف النبل والعون. إن ما قام به سلمان الحزم من موقف إنساني وقيادي ليس بمستغرب، فهو القريب والأب الحاني لكل شعوب الخليج، يتلمس مطالبهم ويهدف دوماً إلى لحمة الشعوب الخليجية في معانٍ دائمة من الأخوّة الصادقة ومن التعاون في السراء والضراء. مما يؤكد النهج القويم الذي تنتهجه القيادة السعودية منذ الأزل في الوحدة الخليجية، تحت لواء واحد واتحاد تجمعهم الكلمة الواحدة، وستظل للمملكة موقفها الثابت من سياسات الحكومة القطرية التي ارتكبت أخطاء كبيرة بحق الخليج وشقيقاتها دول الخليج، وأضرت بالشعب القطري ومستقبله وكينونته. لقد رد هذا الفعل على كل ما يقال أو يشاع بشأن الحج ومنع القطريين أو غيرهم والتي كانت أوهاماً وأكاذيب وأحاديث باطلة ساقها ورسمها الحاقدون والأعداء، فيما قيادتنا تسجل مواقف الشرف وملاحم النجاح. ولقد شاهدنا ردود الأفعال الفرحة المبتهجة للقطريين أنفسهم، الذين يعرفون مواقف السعودية مع شعبهم وموقفها الإنساني والأخوي من شعوب الخليج، وأنها امتداد من شعب المملكة، وأن الجيران والأشقاء يحظون بكل الحب والتقدير، بعيداً عن ممارسات السياسة القطرية التي ظهر للعالم والقطريين أنفسهم تخبطاتها، وفشلها في التعامل مع الأزمة ومع الحاضر والمستقبل. إنّ القرار الإنساني الحكيم الذي يعكس إنسانية وحب الملك سلمان وحرصه ووقفته وقربه من شعوب الخليج، قد أسهم في تقوية اللحمة الخليجية، وأكد أن الخليج واحد، وأن السعودية البيت الأول والصدر الرحب والواحة التي تحتوي كل الخليجين بكل معاني الود والإخاء.