أبو يعرب هو شيخ الباحثين وكبير المثقفين وكاتب السير الذاتية للرواد والمفكرين السعوديين، محمد القشعمي هو راصد البدايات وموثق التحولات، كتب وأبدع في السير الذاتية للمبدعين السعوديين، وأصدر ثلاثين كتاباً وأشرف على إصدار العديد من الكتب وقدم للكثير منها، له العديد من البحوث والمقالات والدراسات في أكثر من طرح، تناولت الأدب والثقافة ورصدت التحولات في مجتمعه وتاريخ صحافتها وروادها.. عمل أكثر من خمسين عاماً موظفاً في وزارة العمل والشئون الاجتماعية في قطاع الشباب - رعاية الشباب - آنذاك. وقد عمل مديراً لمكاتب رعاية الشباب في كل من الأحساءوحائل والقصيم ثم الرئاسة العامة لرعاية الشباب. لقد شكّل مرحلة ثقافية جديدة في حائل حين كان مديراً لمكتب رعاية الشباب، حيث شكل نقطة تحول لمسار الثقافة بها، تحول المكتب بعهده إلى منارة ثقافة من الملتقيات والمهرجانات الثقافية واستقطاب الأسماء اللامعة من الكتّاب والشعراء والروائيين، وكان يتواصل مع كل الشباب المهتمين حتى أني أذكره يرسل لنا إنتاج المكتب الثقافي والأدبي ونحن في جامعة الملك سعود ويحثنا على التواصل مع نشاط المكتب بحائل، هو نموذج للإنسان الذي يحمل مشروعاً ثقافيا نهضوياً حضارياً. كان يؤرقه البحث عن كل إصدار تراثي تاريخي في كل المدن والقرى راكباً أو راجلاً، باحثاً عن مخطوط في كل المدن السعودية وفي المكتبات الخاصة، اشتهر في كتابة السير الذاتية لكبار الشخصيات السعودية المؤثرة، وقد ساندنا حينما أصدرنا المنجز الثقافي الكبير عن الشيخ فهد العلي العريفي رحمه الله، حينما تبنى النادي الأدبي بحائل إصدار هذا المنجز الذي أعده وبلغة رصينة ومنهجاً بحثياً فريداً الأستاذ الدكتور محمد الصالح الشنطي أمدّ الله بعمره ، وكنت أتواصل مع الأستاذ القشعمي في هذا الموضوع، وكان خير معين لنا لأنه كان صديقاً محباً وقريباً من الأستاذ فهد العلي العريفي رحمه الله، حين تتعامل مع أبي يعرب تجده أكثر الناس تواضعاً وبساطة وأكثرهم وداعة لأنه ممتلئ علماً وثقافة وهي تسمو بالإنسان ليكون بهذه الخصال، وكان يتواصل مع كل من حوله بهذه الروح سيبقى أبو يعرب أستاذ الباحثين ومرجعاً لكل دارس، أمد الله بعمره ليواصل مسيرة العطاء في وطنه.