كثيرون يحتاجون لإجازة بعد الإجازة، فأحيانًا نشعر بتكاسل شديد وعدم رغبة في الذهاب إلى العمل، ويسمي هذا الإحساس، في علم النفس ، ب«اكتئاب أو اضطراب بعد العودة من الإجازات». ومن الأعراض التي يمكن أن تصيبك نتيجة هذا الاضطراب: الإرهاق الشديد حتى بعد الراحة، وفقدان الشهية، واضطراب النوم، والأرق المستمر مع شعور بفراغ داخلي يتوافق مع شعور دائم بالانفعال والتوتر الذي أحيانًا يصاحبه حالات من البكاء. وأن الشعور بالضيق والحزن عند العودة من السفر على عكس ما هو متوقع، ليس شعورًا مخيفًا، وإنما هي حالة وجدانية يشعر بها العائد من رحلة سفر ممتعة، وتُعرف ك«رد فعل» لما يتوقعه الإنسان بعد العودة من السفر والدخول من جديد في عالم الروتين والضغوط المختلفة. وشعور الفرد بانتهاء الإجازة والعودة للدراسة أو العمل أو حتى الروتين اليومي، يعيد إحساسه بتجارب مؤلمة ومزعجة عايشها وقت العمل، فتكرار هذه الصور العقلية تزعج الشخص وتشعره بالحزن والضيق، ولهذا كيف نستطيع أن نتعامل مع هذا الاضطراب الذى يؤثر سلبيًا على نشاط الشخص؟». وتجيب على هذا التساؤل أن هذا الإحساس يمكن إزالته من خلال اتباع عدد من الخطوات: 1 - تأكيد أن السعادة لا تكمن فقط في السفر، ولكن هناك مناحٍ أخرى، كالعلاقات الاجتماعية، والزيارات الأسرية، والأعمال الخيرية كلها نشاطات يمارسها الشخص تجدد نشاطه وتكسر الروتين اليومي. 2- تصحيح فكرة أن الإجازة تعني البعد عن الواقع وبالتالي ترتبط في ذهنه بأنه لا راحة إلا مع السفر وأن الوجود في بلده يعني التعب والمشقة، وهكذا يتكون الارتباط الشرطي الذي يجب أن ندركه ونفطن إليه حتى نستطيع التعامل معه. 3 - لا يجب العودة إلى العمل في اليوم التالي مباشرة بعد الرجوع، بل يجب تقسيم الإجازة، كأن يقضي الشخص يومًا أو يومين من الإجازة في بلده للاستمتاع بها. 4 - الحرص على تحديد فترات للراحة اليومية وإجازة نهاية الأسبوع مع الأسرة أو الأصدقاء في أماكن متغيرة، وفي الهواء الطلق إذا أمكن، وأخيرًا يجب أن تسترجع الصور وذكريات الرحلة مع الأهل والأصدقاء وما بها من طرائف وذكريات لطيفة حتى تسترجع الشعور السابق بالراحة، فتتجدد طاقتك وتتغلب على عسر المزاج وتختفي هذه الحالة سريعًا.