مع التطور والتنمية التي تعيشها بلادنا، بتنا نقرأ بين فترة وأخرى عن وقوع حوادث منزلية، وحرائق نتيجة إهمال أو تسرب غاز البوتاجاز يروح ضحيتها بعض من المواطنين وحتى المقيمين. وقد تحدث حالات وفاة وإصابات. وقد تقع هذه الحوادث وتلك الحرائق بسبب تماس كهربائي ناتج عن عدم سلامة التمديدات الكهربائية أو زيادة الحمل عليها. وقد يتسبب الحريق بإهمال ربة البيت أو العاملة المنزلية لفرن المطبخ، وذلك بسبب انشغالها بعمل آخر دون الانتباه لما وضعته على الفرن أو حتى داخله من طعام أو مواد قابلة للاشتعال في حال تركها مدة طويلة. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه (الإطلالة) عن السبل الكفيلة في حماية أفراد الأسرة (المواطنة والمقيمة) من وقوع الحوادث أو الأخطار التي قد تنتج نتيجة للإهمال أو القصير أو الانشغال. وفي مختلف دول العالم ومن بينها بلادنا اهتمت في نشر التوجيهات والتعليمات الإرشادية التي يجب على كل أسرة الاهتمام بها بل تعليمها لكل أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، وربما يدهش البعض أن الكثير من المواطنين يجهلون كيفية استعمال طفاية الحريق.. وقليل منهم على علم باستعمالها. وسبب ذلك يعود لأننا لا نعطي أهمية لتدريب الطلاب والطالبات على كيفية استعمال مثل هذه الأجهزة والمعدات. وقد تتوفر في بيوتنا بعض معدات السلامة لكن ربما لا تعرف ربة البيت أو العاملة طريقة استعمالها.. ولقد سعت إدارات الدفاع المدني خلال بعض الفعاليات والمهرجانات إلى تنفيذ برامج توعية وتدريب على معدات مكافحة الحرائق وطريقة استعمال معدات السلامة وحتى كيفية الإنقاذ والإسعاف. وكم نتمنى لو بين برامج التلفزيون تقديم فقرات توعية إرشادية، كما كان يفعل تلفزيون (أرامكو) قبل عقود. ولا يختلف اثنان على ضرورة تأمين الأسر ضد أخطار الحوادث والحرائق وحتى الإصابات التي قد يتعرض لها الأبناء خلال لعبهم أو حتى العبث بأدوات حادة. ومن الجميل التصدي والمواجهة لمختلف الأخطار وهي أسهل من الناحية العملية عما يمكن عمله أثناء أو بعد وقوعها - لا سمح الله. وهذه الأخطار تكمن خطورتها في الأماكن داخل البيت وما فيه من معدات وأجهزة ومواد قابلة للاشتعال، ومن هذه الأماكن الخطرة: المطبخ: كونه يعد أكثر الأماكن خطورة لوجود أجهزة ومعدات تساعد على وقوع الحوادث، نتيجة الإهمال أو الغفلة أو عدم المحافظة على الأجهزة الكهربائية ذات الخطورة كمفرمة اللحم، والفرن، والأدوات الحادة والخطيرة كسكاكين والسواطير.. فلو تركت دون مراقبة قد يستعملها الأطفال دون وعي، وقد يتسبب في تعريض نفسه للأذى.. كذلك ترك (المغلاة) وفيها زيت الغلي بالقرب من متناول الأطفال مما قد يتسبب في إصابتهم بحروق خطيرة لو مسك الطفل يد المغلاة أو عبث بها.. كذلك (مفرمة اللحم) يجب الحذر من اقتراب الطفل إليها خلال قيام ربة البيت أو العاملة بفرم اللحم. فعادة يحب الطفل أن يجرب ويتحسس ما يراه فتقع الكارثة في غفلة من الأم أو العاملة.. مستودع البيت: وهذا المكان يعد من الأماكن الخطرة، حيث توجد فيه بعض الأجهزة الكهربائية وحتى مواد التنظيف، فعادة يطيب لبعض للأطفال اللعب والاختباء في أماكن قد لا تخطر على أخوتهم. وكم من طفل دخل لمثل هذه الأماكن وطاب له العبث بمحتويات المستودع، وهنا قد يتعرض لحادث.. إلخ. حمام المنزل: والحق أن جميع الحمامات ودورات المياه في المنزل تعد خطرة خصوصاً في الزمن الذي باتت فيه أرضيات الحمامات من السيراميك، وفي حالة وجود ماء عليها قد تتسبب في انزلاق كبار السن أو الأطفال، لذلك يجب العناية بالأرضية وأن لا يترك كبار السن لوحدهم وحتى الأطفال. فكثير من الحوادث تقع في هذا المكان غير المتوقع أن تقع فيه.. وماذا بعد.. بصورة عامة جميع الأماكن في بيوتنا خطيرة إذا قصرنا في إهمال أطفالنا أو كبار السن داخل الأسرة. ترك المجال واسعاً للتدخين داخل البيت. فكم من حريق نتج عن إشعال سيجارة أو عود ثقاب. وكم وكم. ولا ننسى أن سوء استخدام بعض الأجهزة الكهربائية في منزلنا وراء وقوع بعض الحوادث..!