العظماء يرسمون الحروف وعلى تلاميذ العظماء أن يضعوا النقاط على الحروف ليقولوا فهمنا ووعينا، ولهؤلاء التلاميذ يقول مالك بن نبي وصفة مذهلة في تبنيها ووضع دراسة وإستراتيجية لتفعيلها نضع النقاط على الحروف، وبها نكفي أنفسنا الكثير من المشكلات، والكثير من عناء الجهد وإهدار الوقت فيقول: «إن الاقتصاد ليس قضية بنك وتشييد مصانع فحسب، بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات». دور الحسابات الوهمية ومشكلتها مع المجتمع سواء كانت هذه الحسابات لتسلية ورسم الشهرة، أو إباحية، أو إرهابية تحريضية عملها الحثيث يكمل في انتهاك حرية الآخرين بخطاب استعلائي، ولغة ستفزاز. تزيف الوعي، وتشويه الحقائق، وطمس المبادئ حتى المبادئ الإنسانية التي يعنى بها كل دين سماوي. التطاول على الأفراد والمؤسسات والمقدسات بما يتيح أكبر قدر من الفوضى والاضطراب ليس داخل المجتمع فحسب، بل داخل البيت الواحد وبين الإنسان وضميره. ومشكلة هؤلاء اتسع لهم فضاء التواصل فاتسع المفهوم المغلوط عن الحرية، وحب الشهرة، أو ماتت ضمائرهم فرفعوا شعار «الحرب خدعة» في ظل عدم الرغبة بتفقد المروءة وتحسس في الصدور أثرها، أثناء الخصومة واتباع الهوى! مشكلة المجتمع مع الحسابات الوهمية تأخر النضج، غالبًا للأسف لم نجعل من الوعي معضلة تتعرقل جهودهم أمامها، بل خضناً فيما خاضوا وقرأنا منهم فاحش الكلام، وأعطيناهم ضعف ما أخذنا، ظننا أننا نسومهم سوء العذاب والحقيقة أننا نكرمهم حين نجاريهم، فهؤلاء ما وجودوا لتقبّل الموعظة الحسنة، وهم ليسوا باحثين عن الحقيقة، وجودوا لنسير على نهجهم بأي طريقة ممكنة، ويقال إن الحسابات الوهمية لا تقل عن 23000 لتكن 50000 بل مائة ألف لا ضير طالما أنت يا مواطن تملك ما يؤهلك من وعي للحد من أثرها، فدورك لا ينتهي بالشجب ولا يتوقف عند الإنكار، ولا بتبليغ وحدة مكافحة الجرائم المعلوماتية... دورك أكبر، إذ عليك أن لا تعيد نشر ما يراد له أن يُشاع بالمكر، ولا مناقشتهم فيما لا طائل منه، تعامل معهم كأنك لا تراهم، هذا هو الحل وهذه الطريقة المثلى لتلاشيهم وكف أذاهم إن أردت! مشكلة المسؤول مع الحسابات الوهمية ما إن ينشط «وسم» يُعنى بحقوق المواطن إلا وتكالبت عليه حسابات وهمية تنفخ فيه ليترفع ويصل «الترند» ما جعل المسؤول للأسف يدحض الشكوى ويُكذّب ما وجد فيها من مواجع أراد المواطن لها أن تصل إلى مسمع ومرأى المسؤول، ولكن دون جدوى فعذر المسؤول في غالب ما يمر عليه بات معروفًا فكل هاشتاق في نظره لزرع الإشاعة وبث الفرقة بين الطوائف، وضرب وحدة المجتمع وكل ما يراد من هذا الوسم وذاك الإساءة للوطن وشخوصه! فمن يقنع المسؤول أن للحسابات الوهمية سوقًا رائجة اليوم وفي العالم كله، وكثرتها ينبغي أن لا تعميه عن متاعب المواطن، ونجاستها ينبغي أن لا تصم أذنيه عن ما فيها من صرخات مكتوبة أو مسجلة لطلب النجدة، وأخذ الحق الذي كان من المفترض أن يأتي بلا طلب؟!