هذا هو عنوان الكتاب الجديد الذي دشنه الأمير سلطان بن سلمان في جامعة الطائف قُبيل افتتاح بدء فعاليات الدورة الحادية عشرة لسوق عكاظ: «الخيال الممكن». الكتاب ينطلق من السيرة الذاتية للمؤلف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ثم يأخذ بيد القارئ خطوة خطوة ويحكي له قصة ولادة هيئة السياحة بتفاصيلها الكثيرة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت مؤسسة كبرى مسؤولة عن قطاع كبير ومتشعب هو قطاع السياحة ومعه أيضا التراث الوطني الذي هو دائماً صنو السياحة في معظم دول العالم. وفي البداية يتحدث المؤلف عن سبب اختيار عنوان الكتاب «الخيار الممكن»، فيقول إنه استوحاه من كلمات تاريخية لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما زار الهيئة عام 1426ه 2005م، وكان وقتها أميراً للرياض، حيث قال إنه يتابع أعمال هيئة السياحة من خلال ما تنشره الصحف ويلاحظ أن البعض يعلق على البرامج والتصريحات بقوله: «هذه مُبالغ فيها، وفيها خيال، وليست ممكنة»، فكان ذلك يذكره بتجربته الشخصية في هيئة تطوير مدينة الرياض «وكيف أن البعض يرى أن الطموح والخطط المستقبلية لتطوير الرياض نسج من الخيال.. والآن نريدهم أن يأتوا ويشاهدوا الواقع». يقول المؤلف الأمير سلطان بن سلمان: «شعرتُ أن التاريخ يعيد نفسه، إذ نرى اليوم بفضل الله خطط الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وطموحاتها تتحقق وترتقي عملاً وتطويراً إلى آفاق لم يتخيلها حتى أكثر الناس تفاؤلاً، واستطعنا وشركاؤنا بتوفيق الله أن نحول ما كان يعتبر في ذلك الوقت خيالاً وغير ممكن إلى واقع ممكن وقابل للاستمرار والنمو والازدهار». تأسست الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عام 1421ه 2000م، وكان قطاع السياحة هزيلاً ويفتقر إلى التنظيم، فتم إيكال مهمة تنظيم القطاع وتطويره إلى الهيئة الوليدة التي كان عليها أن تبدأ من الصفر. وقد وجد الأمير سلطان بن سلمان والمجموعة الصغيرة التي عملت معه أن عليهم أن يسابقوا الزمن من أجل وضع رؤية وطنية شاملة ورسالة وأهداف، فكانت نواة للاستراتيجية العامة للسياحة الوطنية فيما بعد، وتم إعداد مبادرات ومشاريع تطويرية مبرمجة من أجل بناء صناعة للسياحة والتراث الوطني في المملكة. من هذه البداية المتواضعة انطلقت الهيئة، واختارت أن تبني أيضا نموذجاً تنظيمياً مختلفاً عن السائد في الجهاز الحكومي. وكان هذا النموذج يقوم على مرتكزات من أهمها الشراكة الفعالة مع بقية الأجهزة الحكومية ومع القطاع الخاص والمواطن وجميع الفعاليات الاجتماعية والوطنية. يحتوي الكتاب على تفاصيل كثيرة يروي فيها المؤلف قصة قطاع السياحة والتراث الوطني بكامله وليس فقط الهيئة العامة، وكيف استطاع هذا القطاع أن يصبح في النهاية أحد المكونات المهمة في هيكل الاقتصاد السعودي من حيث إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي ومن حيث توفيره للفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين، وكذلك إسهامه في إثراء الثقافة المحلية بكل جوانبها التراثية والمعاصرة. المؤلف يشير إلى أن هذه النسخة «أولية»، وأنه يتطلع إلى ملاحظات القارئ وما يمكن أن يُضاف في النسخة النهائية. سيكون الكتاب مرجعاً أساسياً في كل ما يتعلق بقطاع السياحة والتراث الوطني، وبالتأكيد بكل ما يتعلق بالهيئة العامة للتراث والسياحة، ونتطلع إلى صدور النسخة النهائية قريباً إن شاء الله كما وعد المؤلف.