يمثِّل كتاب (الخيال الممكن) لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مرجعاً إدارياً وخارطة طريق لتأسيس قطاع سياحي متكامل، بدءاً بمراحل التأسيس ووضع الإستراتيجيات والخطط، مروراً ببناء الأنظمة والتشريعات، وانتهاءً بتنفيذ المشاريع وتحقيق الإنجازات، والتغلّب في كل مرحلة من هذه المراحل على أنواع العقبات والتحديات. ويتضمن الكتاب قصصاً ومواقف لا تتعلّق بالسيرة الذاتية والشخصية وإنما بالتجارب الإدارية التي تضيء الطريق لكل من يعمل على إنشاء مؤسسة حكومية متخصصة وفق أحدث الأنظمة الإدارية. كما يحيط القارئ بالخطوات التي بدأتها الهيئة منذ الصفر إلى أن تمكنت من تأسيس قطاع منظم بعد أن كان مشتتاً، وتابعاً لأكثر من جهة. وكان الأمير سلطان بن سلمان قد دشَّن الكتاب الأربعاء 18 شوال 1439ه الموافق 12 يوليو 2017م، في جامعة الطائف، وذلك بالتزامن مع الدورة (11) من سوق عكاظ، وأهدى سموه النسخ الأولى من الكتاب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ووالدة سموه الأميرة سلطانه السديري -رحمها الله- كما أهداه للملك فهد، والملك عبدالله، والأمير سلطان -رحمهم الله- والأمير خالد الفيصل. وقال سموه: «أهدي النسخة الأولى من الكتاب لوالدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووالدتي، وأهديه أيضاً للوطن الذي لن نوفيه حقه طول العمر، كما أهديه للملك فهد -رحمه الله- الذي كلّفني برئاسة الهيئة، والملك عبدالله -رحمه الله- الذي دعم الهيئة في مرحلة مهمة، والأمير سلطان -رحمه الله- الذي هو معلمي الأول ومن سُميت عليه، كما أهدي نسخة لسمو الأمير خالد الفيصل وهو المدرسة الذي تعلَّمت منه الكثير، ونسخة إهداء لأمراء المناطق الذي كنا نعمل معهم». مدرسة سلمان بن عبد العزيز وأكَّد الأمير سلطان بن سلمان أن عنوان الكتاب نابع من «مدرسة سلمان بن عبد العزيز»، وقال: «بينما أنا أراجع عشرات الأسماء المقترحة للكتاب، والعناوين المرشحة لذلك، وأراجع بعض الوثائق الصوتية والمكتوبة التي تمثِّل جزءًا رئيسيًّا من هذا الكتاب، تذكّرت كلمة تاريخية ومهمة لوالدي الرجل المسؤول الذي تعلّمت منه الكثير في حياتي الشخصية والمهنية، فخلال زيارته للهيئة عام 1426 ه تشرّفنا بعرض الملامح الأولى للخطة الوطنية للتنمية السياحية، وقال - حفظه الله -: (الحقيقة، أنا أتابع في الصحف أعمال هيئة السياحة، وبعض من يشاهد البرامج أو التصريحات يقول هذه مبالغ فيها، وفيها خيال، وليست ممكنة، وهذا يذكّرني بتجربة هيئة تطوير مدينة الرياض، وكيف أن البعض يرى أن الطموح والخطط المستقبلية لتطوير الرياض من نسج الخيال وليس ممكناً، والآن نريدهم أن يأتوا ويشاهدوا الواقع، فنحمد الله على ذلك، ونطالب بأكثر وأكثر)، وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «عندها لم أجد عنواناً أفضل من «الخيال الممكن» الذي هو نابع من مدرسة سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - واليوم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خططها وطموحاتها تتحقق وترتقي عملاً وتطويراً إلى آفاق لم يتخيلها حتى أكثر الناس تفاؤلاً». تجربة مؤسسية ويتضمن كتاب (الخيال الممكن) تجربة شخصية ومؤسسية عن مسيرة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجميع مراحلها منذ إعلان تأسيسها عام 1421ه 2000م ويشمل قصصاً وتجارب إدارية منذ بداية مسار السياحة والتراث الحضاري الوطني وحتى الانتهاء من تطوير القطاع، وتأسيس بنيته النظامية والتشريعية، وإطلاق المشاريع والمبادرات والقرارات المتعلّقة به. وفي تمهيده للكتاب قال سموه: «لقد حرصت أن يضم هذا الكتاب في ثناياه المواقف الإدارية والقرارات والأحداث التي خاضتها الهيئة منذ تأسيسها وكيف عملنا على الاستفادة من الفرص ومحاولة إيجادها أحياناً من لا شيء، وحاولت قدر الإمكان أن أعرض التجربة بأسلوب يحاكي الجميع من منطلق أن الجميع هم شركاؤنا في تحقيق الإنجاز وتخطي التحديات والصعوبات، ومن المهم أن أشير إلى أن طبيعة مهام الهيئة منذ تأسيسها تضمنت عدداً كبيراً من القضايا والمهام المتشعبة والمعقدة التي قد يصعب أحياناً تصديقها دون وجود دلائل أو قرائن تجسد وصف الأحداث كما قد يصعب أيضاً ذكر كل من أسهم في تلك الأحداث أشخاص أو مؤسسات». وقال سموه: «الكتاب لم يقصد فيه أبداً قصة تمجيد لشخص أو مجموعة أو جهة، بل يهدف إلى عرض تجربة إدارية بكل ما فيها من نجاحات وتحديات وقصص معقدة، أبرز ما فيها قصة تحول المواطنين للسياحة، والسياحة لو وجدت المساحات والدعم في البدايات لكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول السياحية على مستوى منطقتنا وأنا أستطيع أن أثبت ذلك بالأرقام والمشاريع». وأشار إلى أن الكتاب يتحدث عن الشراكة وأهمية الشركاء، مضيفاً: «عندما نظرنا إلى الخلف وجدنا أعداد كبيرة من الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ممن ساندوا الهيئة في بداياتها ودعموا وشاركوا في برامجها ومشاريعها، ومن العيب علينا أن لا نذكر وقفتهم معنا وصبرهم علينا، فقد تعلما من بعض، وحققت شراكتنا نجاحات وإنجازات متتالية، وهناك أمر آخر يبرزه هذا الكتاب وهو أننا لم ننهض إلا بالشراكة مع المواطن ووجود التزامن والتضامن بين المواطن والمسئول». ونظراً لأهمية الكتاب فقد أعلن أمين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرباعي، أن المنظمة ستقوم بترجمة كتاب «الخيال الممكن» إلى عدد من اللغات المعتمدة دولياً، والعمل على نشره على نطاق أوسع وأشمل على مستوى العالم؛ للاستفادة مما يحويه من تجارب رائدة ومفيدة عن العمل الإداري؛ وخاصة فيما يتعلّق بتأسيس وتنظيم البنية السياحية.