الموت سنة الحياة والفقد يقترن بالصبر والاحتساب والدعاء للمتوفى بالمغفرة ومما يخفف من ألم الفقد والحزن على المصاب السيرة الطيبة للمتوفى فهي من الأشياء التي تخفف من وقع المصيبة وتهون الحزن إنه إن شاء الله من أهل الخير فهذا الطريق سيسلكه الإنسان مهما طال عمره أو قصر فلقد افتقدنا العم ناصر بن علي المبيريك عميد أسرة المبيريك (أبو أحمد) الذي وافته المنية ثاني أيام عيد الفطر المبارك في مدينة بريدة وكان صابرا محتسبا يفعل الخير دائما ويقدم المساعدة على استمتاعه بملذات الدنيا فالخير عنده هو الأهم، حيث افتقده الكثير ممن عرفوا طيبته وكرمه، ومحبته للخير، لقد كان رغم يسر الحال وثرائه زاهدا في هذه الحياة لا ينظر إلى ملذاتها وزخرفها وما بها من رفاهية وتنعم وكان بسيطا جدا يعيش عيشة البسطاء حيث كان يسكن بيتا شعبيا بأثاثه المتواضع ويركب من السيارات أبسطها رغم أنه أوقف من ثروته أكثر من 40 مليونا للصرف منها على أوجه الخير للفقراء والمساكين والمحتاجين وكان كثير المساهمة في فك أسر السجناء أملا منه في فرحتهم وفرحة لقائهم بأسرهم ويعتبرها سعادة عندما يلتم الشمل ويقضى الدين عن المدين ويفرح السجين بالعيد مع أسرته ولم يكتف -رحمه الله- بفك أسر السجناء بل قدّم كل ما يستطيع للجمعيات الخيرية وبناء المساجد وصيانتها وترميمها، حيث يقع أحد هذه المساجد على طريق الملك عبد العزيز بمدينة بريدة وقد كلف أكثر من خمسة ملايين ريال فمثل هذه الصفات والكرم في طلب الآخرة والبعد عن ملذات الدنيا يسعد المرء في آخرته إن شاء الله ويسعد محبيه عند فقده رغم مرارة الفقد والحزن على الفراق إلا أن فعل الخير يسعده ويفرح من حوله إنه إن شاء الله من أهل الخير نحسبه والله حسيبه. لقد كان الشيخ أبو أحمد أحد خريجي كلية الشريعة وعين في بداية حياته معلما في المعهد العلمي بحائل وعرض عليه القضاء ولكنه رفض واستمر في عمله يدرس الشريعة وأصول الدين بحائل بعدها انتقل إلى رياض الخبراء بمنطقة القصيم وعمل بالتدريس هناك حتى انتقل إلى مدينة بريدة معلما بها بعدها تقاعد وبدأ العمل بالتجارة وبحمد من الله وفق في تجارته وتنامت ثروته حتى أنه مع بساطته اتهمه البعض بالبخل لابتعاده عن المظاهر رغم بذله وعطائه في أوجه الخير وبسخاء وكان محبوبا من الجميع ومعروفا بأعماله الخيرية وحسن تعامله وبساطته وكرم نفسه وخلقه، وعزاؤنا فيه دعوات كل من عرفه بأن يتغمده الله بحمته وأن يسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **