في العهود والأزمان الغابرة اشتهرت سريلانكا بأنها درة المحيط الهندي، وكانت تعرف بجزيرة «مواهب الاكتشاف» أو «ثمباباني» وذلك لما حبيت به من جمال فاتن خلاب. أما في الزمن الحالي، وبعد توحد الجزر الذي أنهى ثلاثة عقود من الصراع العرقي، فقد انتظمت البلاد المشاريع التنموية ذات العوائد الثابتة والمضمونة التي تتقدم بخطوات راسخة وواسعة في مجالات البنية التحتية ومجالات القطاعات الاقتصادية الأخرى، وكان نتيجة لذلك أن اكتسبت البلاد اسم «تحفة آسيا». ويتميز شعب سريلانكا بالهشاشة والبشاشة والإلفة والسكينة والهدوء على نحو منقطع النظير في جميع أنحاء العالم. وقوة وإرادة تلك الأمة ذات التعدد العرقي والثقافي والدين واللغوي تقوم في الأساس على التنوع الذي تتميز به. و»الشاي السيلاني» الذي يمثل الذهب الأخضر لسريلانكا هو علامة قومية يفتخر بها المواطن السريلانكي ما اكتسبته من شهرة وسمعة في جميع أرجاء العالم ولما له من جودة لا مثيل لها. وفي هذا العام 2017م تحتفل صناعة الشاي السيلاني بالعيد الخمسين بعد المائة للمزارع التجارية. وطوال تلك الفترة من الزمان ظلت المزارع التجارية تلعب دور العمود الفقري لاقتصاد جزيرة سريلانكا بلغ معدل الإيرادات السنوية منها حوالي 1.5 بليون دولار أمريكي أي ما يعادل نسبة 15 في المائة من عوائد النقد الأجنبي للبلاد. وتشكل تجارة الشاي نسبة 65 في المائة من الدخل من الصادرات الزراعية، بذلك تسهم بنسبة 2 في المائة في إجمالي الناتج القومي في سريلانكا. ويعمل في صناعة الشاي مليوني شخص سواء كان عملا مباشراً أو غير مباشر، ومع العلم أنه لا يُسمحُ بعمل الأطفال. وذلك يعني أن نسبة 10 في المائة من سكان سريلانكا في كسب عيشهم على «الشاي السيلاني». ولذلك فإنها صناعة ذات تأثير اجتماعي وسياسي واقتصادي كبير لأي حكومة تأتي لسدة الحكم في سريلانكا. ومن خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المائة لصناعة الشاي في سريلانكا المزمع إقامته خلال عام 2017م، هنالك عزم على جعل هذا العام 2017م عاماً متفرداً حيث إن جميع الجهات ذات العلاقة تخطط لتنظيم فعاليات تظل محفورة في الذاكرة للاحتفال بذكرى هذه المناسبة التاريخية محلياً وعالمياً. وسوف يجوب «فريق الشاي السيلاني العالمي» جميع سفارات سريلانكا في جميع بلدان وأقطار العالم وبما في ذلك سفارة سريلانكا في الرياض بالمملكة العربية السعودية ليوم واحد وهو يوم الخميس السادس من شهر يوليو لسنة 2017م عند الساعة الخامسة مساء. وسوف يكون ذلك الفريق هو أكبر وأطول احتفال دولي بالشاي يتم تنظيمه حتى الآن. وسوف تقدم الدعوى لوسائل الإعلام المختلفة ورجال الأعمال والمسؤولين في الدولة وممثلي تجارة وصناعة الشاي والاستشاريين ومتخذي القرارات وغيرها من الجهات والشخصيات الأخرى لحضور فعاليات ذلك اليوم. وفي شهر أغسطس سوف يتم تنظيم تجمع ومعرض دولي للشاي. وتحتل سريلانكا المركز الأول على نطاق العام في إنتاج وتصدير الشاي الأسود الأصيل، حيث إنها تنتج ما يعادل نسبة 6 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي للشاي وتسهم بنسبة 16 في المائة من صادرات الشاي عالمياً. وإن الفخامة والتفرد المنقطع النظير للشاي السيلاني لا يكمن في حجمه بل وكذلك تنوعه الفريد في التخصص. وقد تم تصنيف مزارع الشاي في سريلانكا تحت ثلاث درجات متميزة وهي الدرجة العليا والدرجة الوسطى والدرجة الدنيا. ومن ناحية أخرى يصنف الشاي السريلانكي على سبعة أقاليم زراعية مناخية، وهي تحديداً نوراليا ودبوسيلا وأوفا ودمبلولا وكاندي وسابراقموا ورهونا وذلك حسب الموقع. وبسبب ما تتمتع به سريلانكا من تنوع في الطبوغرافيا والمناخ والارتفاعات والتربة والأمطار الموسمية فإنها قد حظيت بمجموعة كبيرة من الشاي الخاص بمختلف المذاقات والنكهات والقوى والألوان الخاصة فقط بالشاي السيلاني مما جعل عدم وجود أي مثيل له في جميع أرجاء المعمورة. والعلامة التجارية التي تحمل رمز الأسد التي ترمز إلى الشاي السيلاني المعبأ في سريلانكا هي علامة تجارية مسجلة في أكثر من مائتي دولة من قبل مجلس الشاي السريلانكي، هو أعلى هيئة حكومية لتنظيم وتطوير وترويج صناعة الشاي. ويضمن مجلس الشاي السريلانكي التعبئة بالتجزئة التي تحمل رمز العلامة التجارية «الأسد»، إنه شاي سيلاني نقي وتمت تعبئته في المصدر وتؤكد نفس الجودة العالية المحددة من الجهات المختصة. وبذلك فإن الشاي السيلاني النقي لا ينضح فقط بالنكهة والجودة فقط، بل إن السعادة أصبحت جزءًا مكملاً ولا تتجزأ من المنتج النهائي للشاي. والمثل السائر يقول «الشاي السيلاني هو هدية سريلانكا للعالم».