كانت وستظل السعودية وهي قائدة الخليج مبادرة وسباقة دوما في لم بيت الشمل الخليجي في مواقف واحدة ومصير واحد ووحدة لا تفرقها المواقف الفردية ولا تشتتها القرارات الذاتية.. ومنذ عام 2014 وبعد عودة قطر إلى البيت الخليجي كانت شروط التصالح والتسامح واضحة المعالم، وكانت الخارطة السياسية تركز على الأخوة والتي تصب في توحيد الرؤى أمام الأعداء وأولها إيران واتحاد الاهداف والسياسات نحو التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون تحت مظلة البيت الخليجي الكبير.. وقد وقفت السعودية كعادتها وهي تلم هذا الشتات وتجمع الاشقاء وتقرب وجهات النظر حتى تم احتواء الخلافات وابلاغ قطر بأهمية المرحلة القادمة التي تتطلب وعيا أكثر وتحديا أعظم.. ولكن القيادة القطرية سارت في مسارات منفصلة عندما تجرأت وانحازت إلى نظام الملالي ووضعت معاه الاتفاقيات السرية والمقابلات والتعاون، وهي بذلك تخون البيت الخليجي ولحمته وتتعدى على الثوابت والمنطلقات التي اسست من قبل قادة الخليج في اكثر من قمة ووسط العديد من اللقاءات الثانية مغردة خارج السرب ومعلنة عصيانها على الاطر السياسية ووحدة الشعوب. وقد تم إبلاغها أكثر من مرة بأهمية الالتفات إلى تصرفاتها، وفي الأخير انكشف اللثام عن الوجه الحقيقي للسياسة القطرية من خلال أميرها وأصحاب القرار في الدوحة حيث كشفت التصريجات الاخيرة عن موالاة قطر لايران ودعمها لاثارة الفتن في دول الخليج ودعمها للارهاب، وأيضا تورطها في مساندة المنظمات الارهابية وكل ذلك خرج للعيان بأسماء قوائم ومنظمات كانت تدعمها قطر. وكعادة القيادة السعودية في موقفها الحازم والصارم أمام أي تحديات أو صراعات أو اخطاء تمس البيت الخليجي الواحد لمت الشمل ووحدت الرؤية واعلنت مع شقيقاتها الواجب المفترض والقرارات التاريخية بقطع العلاقات مع القيادة القطرية بعد أن ظهر للعالم اجمع وجهها الحقيقي وسوآت ما اقترفته ايادي هذه القيادة من تصرفات واخطاء مست الثوابت الخيلجية واضرت بسمعة دول مجلس التعاون محاولة هدم ذلك البنيان القويم والعميق من الاخاء بين القيادات، بل وكانت من داعمي الفكر الارهابي والتنظيمات، الامر الذي قوبل بالحزم والعزم وتم عزل قطر لتعرف خطورة ما قامت به وتدفع الثمن باهظا أمام العالم اجمع، حيث حوصرت في المكان الذي اختارته من الخروج عن الصف الخليجي والتصفيق لسياسة اعداء الخليج، وبات مصيرها العزلة والانعزال عن هذا البيت الخليجي القائم على الاخوة وتوحد الكلمة والمصير المشترك في السراء والضراء، والتعاون ضد أي عدو مشترك الخليج وأهله ومستقبله. وأعلنت السعودية وشقيقاتها أن الشعب القطري سيظل شعبا تربطه بكل شعوب الخليج علاقة أخوة وصداقة متينة وانه لا دخل له في تصرفات قيادته وحكومته التي اساءت لشعبها ولمقدراته وسيظل ترابط الشعوب قائما وتفهم الشعب القطري النبيل موقف اشقائه وسير الحياة والعلاقة بين الشعوب على اصولها المبنية على الاحترام والتقدير.. تعامل سياسي محنك من قادة الخليج قادته السعودية ووظفته مصالح الشعوب والحكومات المبنية على التعاون الذي يعد عنوانا للخليج وأهله، وستكشف الأيام القادمة عن الإيجابيات والمستقبل المنير في ظل الوقوف معا ضد أي اخطاء والتعاضد سويا لردع العدو ومن تشارك معه.