اختتم «منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي» مساء أمس الأول موسمه الثقافي، وذلك بتكريم «شخصية العام» الأديب محمد السليمان الشبل، بحضور راعي المنتدى الشيخ عبدالله سالم باحمدان، وجمع من المثقفين والأدباء، وبمشاركة المتحدثين الرئيسيين: الدكتور حسن بن عبد الله الهويمل، والدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن المطوع، وذلك في قاعة نيارة للاحتفالات والمؤتمرات في الرياض، حيث بدأ الاحتفال الذي قدمه الدكتور عبد الله الحيدري، بآيات من الذكر الحكيم رتلها محمد صالح بافضل. وفي كلمة صاحب المنتدى الدكتور عمر بامحسون، التي استهلها بالترحيب بضيوف موسم المنتدى، قال فيها: إنه من دواعي سروري أن أرحب بالحضور في ختام موسم المنتدى الثقافي، عبر موسم متميز قدم المحاضرون في المنتدى خلاله خلاصة علمهم وخبراتهم، الذين أثروا بأوراق تجاربهم جوانب مختلفة من المعرفة، وقدموا نورا مضيئا من الثقافة، شاكرا في ختام موسمنا الثقافي 2016-2017م اللجنة التي قامت باختيار الشخصية المحتفى بها لهذا الموسم الأستاذ والمربي الفاضل محمد بن سليمان الشبل، إذ درج المنتدى في ختام كل موسم على تكريم شخصية ذات عوامل معيارية تؤهلها للتكريم، التي يأتي من ضمنها الغزارة في الإنتاج العلمي، من كتب ومؤلفات وبحوث وترجمة وغيرها من المناشط البحثية والعلمية المختلفة، إلى جانب دورها في مجالات خدمة الوطن والثقافة. بعد ذلك ألقى عبد الله باحمدان كلمة جاء فيها: نجتمع كما هي عادتنا في ختام موسم كل عام لمنتدى بامحسون الثقافي، بعد عام حافل بالعطاء، وبمواضيع مواكبة لما تعيشه بلادنا الحبيبة محليا وعربيا، ورسم لسياسات المنطقة، من خلال ما شهدته من عقد ثلاث قمم، إلى جانب تدشينها لمرحلة تحولية اقتصادية ومعرفية، وفي كل موسم بمنتدى بامحسون تذهب الأيام وتبقى الأفكار، يذهب الأول ويأتي الآخر، هكذا تعودنا في مواسم المنتدى الثقافية منذ ثمانية وعشرين عاما، وفي ختام كل موسم نجد أنفسنا شاكرين للقائمين على كل موسم والمشاركين فيه، باختيارهم عناوين لمحاضرات أثرت جوانب مهمة كانت بحاجة إلى تسليط الضوء عليها من خلال أصحاب خبرات بارزة في مجالاتها، وأسماء لبوتقة من أبرز المتخصصين، في شتى الفنون والمجالات، قدموا تجاربهم بأساليب علمية عميقة، وإحاطة شاملة، ما جعلنا كل موسم عاجزين عن شكرهم تجاه ما قدموه من جهد فكري، وإبداع ثقافي. وفي كلمة للدكتور سعيد محمد باسماعيل، الذي تتلمذ على يد المحتفى به قبل خمسين عاما، استهلها مستعرضا مسير الشبل التعليمية عبر انتقاله من عنيزة بعد المرحلة الابتدائية إلى الدراسة في مكةالمكرمة التي واصل بها تعليمه ليتخرج من كلية الشريعة، ومن ثم انتقاله إلى المحطة (العملية) من حياته معلما بمدرسة الرحمانية ثم مديرا لها، لينتقل مدير للعزيزية الثانوية لمدة ثلاثين عاما، مستعرضا العديد من جوانب حياة المحتفى به بوصفه المربي الفاضل، والشاعر المحافظ، والأديب المنتمى لوطنه ولعقيدته، مشيدا خلال كلمته باختيار منتدى بامحسون الثقافي لمحمد الشبل وذلك بتكريمه شخصية لموسمه الثقافي، أما المتحدث الرئيس - الأول - عن الشخصية المكرمة، الدكتور حسن الهويمل، فقدم ورقة بعنوان:»قراءة في شعر الشبل» التي بدأها من خلال «الغرائبية» التي تستوقف دارسي شعر الشبل، من خلال اغتراب يبدأ بالمكان، فالدراسة ثم الحياة العملية، بوصفها حالة متواصلة مع المحتفى به حتى تقاعده عبر العديد من المحطات الغرائبية في حياته، وما صحبها من تحولات عربية كان يعيشها الشبل شاعرا، واصفا الهويمل المحتفى به في هذا السياق قائلا: لم يفصح شاعرنا إلا عن 70 قصيدة، تمثل في مجملها 1770 بيتا، فلقد كان بعيدا عن الأضواء لا يميل إليها رغم ملاحقتها له، فقد ظل عازفا عن الأضواء عزوفه عن الشعر أيضا، الذي يعد فيه عطفا على نتاجه صاحب «حولية» في كل عام، فهناك محطات في حياته بوصفه الطالب، المعلم، المربي، الشاعر، وغيرها من المحطات التي يأتي ضمنها أسفاره، التي ظلت جميعها مرتبطة بجذر هام لكل من درس شعره، إذ تظل الغرائبية بمثابة جذر يمد كل تلك التفريعات في حياة الشبل، ولها تأثيرها في اتجاهات الشعرية. من جانب آخر، قدّم المتحدث الثاني الدكتور إبراهيم المطوع ورقة بعنوان:»محمد الشبل: إنسانا ومربيا» التي تحدث عبرها من خلال محورين رئيسيين، الأول الشبل من منظور اجتماعي، عبر حياته الممتدة إلى ما بعد تقاعده وعودته إلى عنيزة مرة أخرى، من خلال بعد النشأة في حياته وتأثره ببيت العلم الذي نشأ فيه، ما أكسبه روح القارئ والأديب والشاعر، ودماثة الخلق، والتواضع، وما تميز به خلال مسيرة حياته من قدرة الاتصال الشخصي والتواصل مع مختلف من عرفه وفي مقدمتهم فئة الشباب عامة، وتلاميذه بصفة خاصة، مضيفا: رصدت العديد من شهادات طلاب الشبل الذين دونها عنه بعد تقاعده، بمعنى أنها لم تدون في وقت نفعي، وإنما عبروا عنها بعد سنوات من تقاعد الشبل، أو بعد أن أصبحوا أصحاب وظائف مختلفة، الذين أجمعوا على صفات الإخلاص، وحبه للميدان التربوي، ولطف تعامله، والحزم والتواضع والجدية.. مستعرضا العديد من الجوانب التربوية في البعد الثاني من ورقته، الذي أشاد خلاله على اختيار المنتدى شخصية مكرمة لدوره التربوي الرائد خلال مسيرته العملية. ثم ألقى سليمان محمد الشبل كلمة والده التي منعته ظروفه من الحضور، قدم فيها شكره للمنتدى الذي يقوم عليه ويرعاه رجلان آمنا بالثقافة، وقدما من خلال المنتدى للثقافة اسهامات جليلة في مختلف مجالاتها، معبرا عن شكره للقائمين على المنتدى على تكريمه.. بعد ذلك قام عمر بامحسون، وعبد الله باحمدان، بتقديم درع المنتدى لنجل الشخصية المكرمة، وتكريم المتحدثين في الأمسية، والمشاركين في ندوات المنتدى خلال موسمه الثقافي .