فقد الوسطان الإعلامي والصحفي في المملكة أمس الأول الأحد قامة صحفية سامقة، وعموداً من أعمدة الصحافة السعودية، إنه الأستاذ تركي بن عبدالله السديري الذي انتقل إلى الحياة الآخرة بعد عمر طويل قضاه في بلاط صاحبة الجلالة. شخصية تركي السديري الصحفية كان لها الأثر الكبير فيما وصلت إليه (الرياض الصحيفة) فقد وضعها في مقدمة الصحف السعودية، وكان ومازال الانتماء إلى صحيفة الرياض مدعاة فخر للصحفي، كما كانت (الرباض) وجهة المعلن. وكان تركي السديري متحدثاً سياسياً ومعلقاً مرموقاً في الأحداث التي عصفت بالمنطقة طوال عقود من الزمن، وكانت آراؤه السياسية تؤخذ بعين الاعتبار في وسائل الإعلام الدولية التي كانت تتسابق إليه لتحصل منه على تعليق في هذه الأزمة أو تلك. ومن أبرز قدرات الأستاذ تركي السديري الصحفية مقالته اليومية (لقاء) في صحيفة الرياض التي كانت في مجموعها مدرسة في الكتابة الصحفية. ولكل تلك الخبرة والمقدرة والوطنية فقد حظي الأستاذ تركي السديري -رحمه الله- بتقدير واحترام من ولاة الأمر. وداخل الصحيفة نسمع دوماً من الزملاء الصحفيين في جريدة الرياض عن مدى تقدير الأستاذ تركي السديري لهم، كما كان يعتني بالمصورين ويكافئهم.. وإن نسيت فلن أنسى وقفته مع أحد الزملاء الصحفيين الذين كانت بدايته الصحفية حارس أمن سعودي على بوابة صحيفة الرياض، ولأنه كان شاباً سعودياً طموحاً فقد حظي بتشجيع ودعم الأستاذ تركي السديري ليكمل تعليمه المتوسط والثانوي وكذا الجامعي ومن ثم يبتعثه الأستاذ تركي السديري على حساب مؤسسة اليمامة الصحفية إلى بريطانيا ليحصل على درجة الماجستير. ومن يعمل في الوسط الصحفي يعرف جيداً كم خرجت صحيفة الرياض من القدرات والكوادر الصحفية الذين تسنم بعضهم رئاسة تحرير صحف أخرى. كما كانت للأستاذ تركي السديري مساهمات بارزة في الاتحادات والهيئات الصحفية محلياً وخليجباً وعربياً.. رحم الله الأستاذ تركي بن عبدالله السديري وأسكنه الجنة. وخالص العزاء والمواساة لأبنائه وبناته وأسرة السديري عموماً.