الذين تسنى لهم زيارة بلدة العوامية وتجولوا في أحيائها وشوارعها، خاصة من أبناء البلدة أو من أهالي محافظة القطيف يعرفون تماماً حي «الماسورة» وهو حي مبانيه ومنازله قديمة معظمها طينية وشوارعها ضيقة، أكبرها عرضاً لا يصل إلى المترين، وتصل بعض الأزقة إلى النصف متر، تكفي فقط لمرور شخص واحد. ولهذا فقد وضع تطوير حي «الماسورة» ضمن أولوية تطوير البلدة ككل مثلها مثل مدن وبلدات المملكة العربية السعودية بكل مناطقها ومحافظاتها وتطوير وتأهيل المدن والأحياء تطالب به كل المناطق الحضرية والريفية، وتضعه مجالس المناطق والمحافظات والمجالس البلدية في أولى أولوياتها واهتماماتها، ولهذا فإن شمول حي «الماسورة» في مدينة العوامية يعتبر مكسباً للمدينة وأهلها، وكان المفترض أن يحصل على تقدير وشكر جميع أهل المدينة وهو مشروع تنموي وتطوير، وقد حصل وقوبل بتقدير وشكر معظم أهل العوامية، إلا أن قلة قليلة ممن كانوا يستعملون «خرائب ودواعيس» أزقة العوامية ومنازلهم القديمة كمخابئ وأماكن لشن عملياتهم الإرهابية والتخريبية ضد أهالي ومواطني العوامية خاصة وأهل القطيف عامة واستهداف رجال الأمن وموظفي الدولة، لا يريدون أن يفقدوا أماكنهم التي كانوا يختبئون فيها ويشنون منها أعمالهم الإجرامية، ومثلما وقفوا ضد إرادة الأهالي والمواطنين في القطيف والعوامية ينشرون الإرهاب والإجرام في مدن المحافظة والمنطقة، ولأنهم يعتنقون عقيدة القتل والموت وكره الحياة والتطور فقد كانوا صيداً سهلاً لأعداء العقيدة الإسلامية والوطن والأمة فجندوهم لتخريب الوطن من خلال تنفيذ الأعمال الإرهابية والإجرامية، وكان سهلاً عليهم توظيفهم لإحداث هذه الأعمال لأنهم يتوافقون معهم في الفكر واعتناق أفكار القتل والتدمير والتطرف. وهكذا جندوا لتدمير وطنهم وأمتهم ومدنهم واستهداف أهلهم ومن يعيشون بينهم فتحوّلت بلدة العوامية إلى مدينة ينشر الخوف والقتل فيها من خلال عصبة شريرة ارتهنت إرادتها بإرادة أعداء الوطن والعقيدة والأمة، وبدلاً من أن يساندوا إجراءات التطور والتنوير وتحسين أوضاع مدينتهم العوامية اعترضوا تنفيذ مشروع تطوير وتحسين وضع مدينة العوامية وتحديث حيث «الماسورة» إذ أقدموا على ارتكاب جريمة قتل لطفل بريء ومقيم باكستاني وإصابة عشرة من منفذي مشروع تحديث حي «الماسورة». اعتراض تنفيذ مشروع تحديث وتطوير مدينة العوامية الذي يحظى بمساندة وتقدير أهالي العوامية جعل هؤلاء المجرمين الإرهابيين في مواجهة أعداء الأمة والوطن، وأنهم مخربون منبوذون من جميع السعوديين وبالذات أبناء العوامية والقطيف الذين عانوا من شرورهم، إذ تعرض الشرفاء من أبناء القطيف إلى إيذاءاتهم بمحاولات قتلهم وخطفهم وتخريب ممتلكاتهم من سيارات ومنازل. مثل هؤلاء الإرهابيين المخربين لا وجود لهم في مدننا وأهلنا والواجب الإبلاغ عنهم وتحصين المجتمع من شرورهم، ولقد أساؤوا كثيراً لأهل القطيف الذين لا يكفي التبرؤ منهم بل العمل على التصدي لهم وكشفهم للجهات الأمنية التي أخذت على عاتقها حماية المجتمع من شرورهم.