جامعة المجمعة ليست كأي جامعة، فهي جامعة ناشئة تبلغ التاسعة من عمرها، تخطت الحواجز، وحلقت في سماء العلم والمعرفة والتميز بكل ثقة واقتدار متجاوزة عمرها الزمني، ومعانقة لجامعات سبقتها بعقود طويلة بل ومنافسة لها. حصدت جامعة المجمعة الجوائز والميداليات وشهادات التقدير في مجالات عديدة علمية وتقنية وأدبية وابتكارية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كل ذلك بفضل الله تعالى، ثم رعاية هذه الدولة وما وفرته لها من مقومات وإمكانيات ضخمة. وكللت بقيادة محنكة مخلصة وأمينة، بقيادة وريادة مديرها النشط الدكتور خالد بن سعد المقرن، وفريق العمل المتوائم المتناغم معه من وكلاء الجامعة وعمدائها وموظفيها، الذين شقوا فوق ظهر هذه السفينة عباب الأمواج المتلاطمة من المصاعب والمتاعب. والسؤال هنا.. هل هنالك أشد صعوبة من مرحلة التأسيس؟ حتى تخطوها بل وتجاوزوها بمراحل في فترة زمنية قياسية، ووضعوا جامعتهم في مصاف الجامعات العريقة التي سبقتهم بعشرات السنين. فهنيئا لأهالي محافظة المجمعة والمحافظات المجاورة هذا التوفيق وهذه المنحة الغالية من دولتنا المحبوبة. لقد حققت الجامعة الكثير من الإنجازات وحصلت على العديد من براءات الاختراع والميداليات الذهبية في المؤتمرات والمعارض الدولية، آخرها حصولها على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف الأولى في معرض الابتكارات العالمي في سويسرا عبر كرسي الشيخ عبد الله التويجري للجلطات الدماغية، باختراع نسبة الكلسترول بالدم، ومشاركتها بكل تميز في المعرض الدولي السابع للتعليم العالي بالرياض مؤخرا . وفي سلسلة الندوات والمحاضرات التي تنظمها الجامعة، تلك المحاضرة القيمة التي نظمت مؤخرا للشيخ صالح بن حميد. هذا فضلا عن الكثير من المشاركات الأخرى كخدمة الحجيج والخدمات الطبية المتنقلة. كما نظمت الجامعة العديد من اللقاءات والمؤتمرات، كلقاء الجامعات السعودية المستجدة، وملتقى الجامعات الخليجية والمسئولية الاجتماعية، حيث استضافت حلقة النقاش العاشرة للتعليم الإلكتروني في الجامعات السعودية، ولا ننسى تبنيها للمرصد الفلكي على مستوى المملكة في مدينة الحوطة، وتزويده بأحدث الأجهزة العالمية، بمشاركة خبراء من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات العالمية المتخصصة، وفريق من الخبراء اليابانيين. هذا غيض من فيض من مناشط هذه الجامعة ومشاركاتها التي ترفع رؤوس طلابها ومديرها والعاملين فيها، وتبعث النشوة والفخر والاعتزاز لأهالي هذه المنطقة.. كم يكون الشرف لجامعة المجمعة أن يكون حفل تخريج دفعتها الثامنة لطلابها في مختلف التخصصات، من كلياتها في محافظة المجمعة، ومحافظة الزلفي، ومحافظة الغاط ،ومحافظة رماح. كم يكون الشرف لها أن يكون هذا الحفل برعاية وحضور أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، فما رعايته هذه الا تتويج لهذا التميز والجهود الخارقة.. رحمك الله ياعبد الله بن عبد العزيز. يا من غرست هذه البذرة المباركة، فلن نستطيع أن نوفيك بعض حقك. وهذه نقطة من بحر أياديك على هذه البلاد الطاهرة «وحفظ الله» لنا سلمان الحزم والعزم وسدد خطاه، وأدام لنا نعمة الأمن والاستقرار والتنمية في ظل حكومتنا الغالية بقيادته ورعايته.