تحدى أكثر من ألف مدني بعضهم حفاة البرد والمطر أمس السبت فراراً من قتال ضار بين ما يسمى (تنظيم داعش) والقوات العراقية التي تواصل توغلها في غرب الموصل. وسار المدنيون وسط المطر والبرد والوحل لعبور الحدود وصولا إلى قطاع تسيطر عليه قوات مكافحة الإرهاب جنوبي الموصل. ويقيم النازحون في مخيمات مؤقتة قبل أن تنقلهم حافلات إلى مخيم في بلدة حمام العليل الجنوبية التي تؤوي بالفعل أكثر من ثمانية آلاف شخص. وقال صالح محمد الذي فر من منطقة تل الرمان جنوبي الموصل مع أسرته إن مسلحي تنظيم داعش يطلقون النار على أي رجل يقبض عليه أثناء محاولة الفرار. ويحتشد المدنيون في محطة وقود مهجورة للحصول على حصص غذاء من الجيش ومنظمة خيرية محلية. في الوقت نفسه انتقد وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف بشدة أمس السبت جهود الأممالمتحدة لمساعدة النازحين الفارين من القتال في مدينة الموصل، فيما أكدت المنظمة الدولية أن تقديم هذه المساعدة في طليعة أولوياتها. وقال الوزير في بيان أصدره مكتبه الإعلامي كنا نأمل ان نلمس دورا واضحا وفاعلا من منظمات الأممالمتحدة في عمليات إغاثة وإيواء نازحي ايمن الموصل (الجانب الغربي) وبالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من النازحين وبالسرعة المطلوبة، إلا أن هناك وللأسف تقصيرا واضحا في عمل تلك المنظمات. وأوضح الوزير في تصريح خاص لفرانس برس ردا على سؤال عن وجه التقصير، أن «الأممالمتحدة تطلق كلاما كثيرا لكن الجهود المبذولة قليلة على الرغم من الأموال الطائلة التي بحوزتهم. وأكَّد الوزير ان أكثر من خمسين ألف نازح فروا من غرب الموصل منذ انطلاق العمليات لاستعادة السيطرة عليه. وأضاف ان معدل النزوح اليومي لأهالي ايمن الموصل تجاوز العشرة آلاف شخص.