تمر علينا الذكرى الثانية لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-أيده الله- ملكًا للمملكة العربية السعودية لنجدد من خلالها الولاء والانتماء لقيادتنا الرشيدة، ولهذا الوطن ذي العطاء والقداسة.أطلت علينا هذه الذكرى العزيزة والمملكة قد أضحت محط أنظار العالم هيبة ومنعة وأمنًا رغم الأزمات التي تلازم المحيط العربي والإقليمي المعاصر. فأعوام المملكة في عهد ملك الحزم والعزم هي في عمر الزمان أيام معدودات، ولكنها في حجم الإنجاز أعوام مترعات بالفخر والمجد. وقد شهدت المملكة في هذا العهد الزاهر تحولات كبيرة تجسَّدت في الأوامر الملكية التي توضح نهج القيادة أيدها الله في السير على طريق تثبيت دعائم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به بلادنا منذ تأسيسها لتعضد دعائم هذا البناء الراسخ، والكيان الشامخ الذي يزداد شموخًا واقتدارًا بفضل ما حباه الله تعالى من النعم الجليلة والمكانة السامية ثم بما تهيأ لها من القيادة الحكيمة على امتداد تاريخه. وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم مؤخرًا ومنها انخفاض أسعار النفط، وكذلك التزام المملكة بدعم عديد من الدول الشقيقة والدفاع عن سيادتها وأمنها فإن اقتصاد المملكة الذي يعد الأكبر في المنطقة قد شهد في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-أيده الله- صلابة وثباتًا، ولا شك أن برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030م سوف تكون دعامة قوية للاقتصاد الوطني. إن هذه الرؤية الطموحة الشاملة والتنوع الذي حدث في بنية الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة يعزز الثقة في اقتصادنا وهو ما تؤكده مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين الأخيرة فقد صنف الاقتصاد السعودي في المركز الثامن عشر على مستوى العالم رغم الظروف التي يمر بها الاقتصاد الدولي. الأمر الذي يعزز رفاهية الحاضر ويضمن استقرار الغد بمشيئة الله تعالى. فقد تواصل الاهتمام بجميع القطاعات في المجالات التعليمية والصحية والإسكان والنقل والعمل وغيرها من المجالات سعيًا نحو استمرار الحياة الكريمة والرخاء المستديم للمجتمع السعودي. ولقد أثبتت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أعزه الله أنها الدولة الأكثر قدرة على تحقيق أمن واستقرار محيطها الإقليمي والدولي من خلال حسم الفوضى وقمع المعتدين ولعل في «عاصفة الحزم» أصدق دليل على ذلك، فقد ناصرت الشرعية وأسعدت انتصاراتها الشعب اليمني وشعوب المنطقة. وفي ذات الإطار ساندت المملكة قضية الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع أنواع العدوان حيث تستضيف المملكة أكثر من مليونين وخمسمائة ألف سوري منحتهم حق الإقامة والتعليم والعمل تمامًا كما فعلت مع الأشقاء في اليمن الشقيق دون منٍّ أو أذى أو متاجرة بمأساتهم، كما قامت المملكة بتقديم مئات الملايين لمساعدة اللاجئين السوريين في البلدان الأخرى في سعي حثيث لتنظيم أعمال الإغاثة وبرامج العمل الإنساني التي ما فتئت المملكة تقوم بها وهي تقدم مساعداتها أينما حلت الكوارث والأزمات على وجه الأرض، فالعمل الخيري والإنساني يأتي في مقدمة المسلمات لهذا البلد المعطاء. حتى أضحت المملكة الدولة المانحة الأولى عربيًا والثالثة عالميًا وبلغ مجمل ما قدمته المملكة خلال السنوات الماضية ما يزيد على 139 مليار دولار وهو ما أوضحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- أمام الأممالمتحدة في اجتماعها الأخير، مبينًا أن المملكة إِذ تقوم بهذه الأعمال الجليلة فإنها تنطلق من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي تتخذه هذه البلاد المباركة منهاجًا ودستورًا ومن كريم الأعراف العربية الأصيلة دون منّ أو أذى. وتجدر الإشارة هنا إلى الأمر الملكي الكريم بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فأعمال البر بكل صوره ومستوياته هي نسق متسق في شخصية خادم الحرمين الشريفين منذ نشأته، فالمجتمع السعودي بكل فئاته العمرية يعلم ما كان وما يزال يقدمه سلمان بن عبد العزيز من أعمال جليلة في مجال البر، فرعايته للمؤسسات الخيرية ودور الأيتام وكذلك اهتمامه بالمرضى والمحتاجين والسجناء المعسرين وغيرها من مناشطه الخيرية أصبحت من المحطات المهمة في برامجه اليومية- حفظه الله- حيث اعتاد ممارسة البر حتى عجز الشح أن يجد إليه طريقًا، فأضحى العمل الإنساني يحتل مساحة واسعة من اهتماماته - حفظه الله-.