هناك دار تحتفل بيوبيلها الفضي وتنتصب احتفاليتها ببهاء في وسط المكان. وهناك صوت حكواتية يعانق خيال الصغار . وهناك ثلاثة معلمين جماليين يغنون مع الأطفال أغنيات للبنان عبر ثلاث آلات موسيقية. وهناك احتفالية الجامعة الامريكية بمناسبة مرور قرن ونصف على تأسيسها في بيروت . وهناك ورود وحلوى ، كل هذا في معرض بيروت العربي الدولي 60 ، والذي ينظمه النادي الثقافي العربي . معرض الكتاب التظاهرة التي سرد فضائلها وزير الثقافة اللبناني روني عريجي في كلمة الافتتاح قائلا «إنها تشكل منصة ثقافية إنسانية فكرية يلتقي في رحابها الكتاب والناشرون والطابعون وجمهور القراء والطامحون إلى نعمة المعرفة». كان المكان مركز بيال للمعارض ببيروت ، وقبل أن أصل تخيلت أنني سوف أقطع مسافة طويلة حتى أصل للمعرض ، واستعديت لذلك ،وكانت المفاجأة التي ابهجتني ، انني وقفت أمام بوابة المعرض الزجاجية ، وفي ثوان كنت في قلب المعرض ، تحيط بي أجنحته الوارفة، لفت انتباهي كبر مساحة الأجنحة ووجود مقاعد وثيرة في زواياها، وهذا ما اعجبني ، حتى يستطيع المثقف او الباحث أو زائر المعرض الذي يمر بالجناح ، ان يرتاح قليلا كما ان هذه الزوايا تحولت إلى منتديات ثقافية صغيرة ، يتجاذب فيها الجميع أطراف احاديث ثقافية شيقة. مررت بأحد الأجنحة واعجبني احتواء الجناح على اصدارات من ابداع الطلبة في المراحل المختلفة وهنا تنمية لمواهب النشء وتفكيرهم، كما لاحظت التركيز على موضوع ( الآخر ) ، وكم هو جميل ان ينشأ الأطفال على احترام الآخر، والأجمل ان يكتبوا عنه. في اجنحة الجامعات وجدت كتبا شيقة رغم انها في حقل الدراسات ولكنها ليست دراسات جامدة، بل دراسات تناقش قضايا معاصرة ،وتقترح حلولا معاصرة لها. كانت معظم تواقيع الكتب تتم في الاجنحة يصحبها بهجة المؤلف والحلوى والورود وتستمر ساعتين، وأحياناً تتجاوز لأنه بمفرده ، في ذلك المساء ، وتوقيع الكاتب الكتب في جناح كتابه من وجهة نظري أفضل من أن يكون في منصة ولمدة ساعة فقط. صاحب المعرض معرض للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والنحت لمحترفين وواعدين ، فتلاقت هنا الفنون .كما صاحبه ندوات ولقاءات ثقافية وامسيات شعرية وغنائية وموسيقية. انهيت زيارتي لمعرض بيروت ولازال المطر ينهمر وصوت فيروز يمتزج بأصوات تلاميذ المدارس الغضة.