إلى عهد قريب كان تصوير الشخص لوجهه أكثر من 3 مرات في اليوم - دون سبب واضح - من أعراض (الاضطراب العقلي) من الناحية النفسية، اليوم نحن في الخليج العربي أمام شخصيات مفتونة بالتصوير طوال الوقت، وللأسف معظم هؤلاء (المجانين) بحسب الدراسات الغربية يُصنفون من مشاهير العرب؟!. الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA جددت مرة أخرى دراستها السابقة لتؤكد أن من يقوم بتصوير نفسه أكثر من 3 مرات يومياً، وينشر هذه الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو في الحقيقة مُصاب بمرض ال Selfitis، الذي تظهر أعراضه عادة على من يعانون الوحدة، ويفقدون الحنان أكثر من غيرهم، ويعيشون اضطرابا نفسيا لتعويض نقص الثقة الحاد في النفس أو الشكل، وقد تم تصنيف المرض إلى ثلاثة مستويات: من يصور نفسه 3 مرات فأقل يومياً دون أن ينشرها، يعاني من (أعراض خفيفة) يمكن التخلص منها بسهولة، في حال تم نشر الصور بشكل مُنتظم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتحول الأعراض هنا إلى (الحالة الحادة) التي تحتاج تدخلا من المُقربين، إضافة لنصائح ومُراجعة نفسية، أمّا في حال أدمن الشخص على نشر 6 صور وأكثر عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي يومياً فإن الحالة هنا (مُزمنة) وتحتاج جلسات علاجية، وتدخلا طبيا، وجهدا مُضاعفا للتخلص من هذه الأعراض؟!. أكاد أجزم أن 70% من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من مرض نفسي مؤلم تجاه أشكالهم الخارجية - تبعاً لدراسة علمية - وأذكر هنا أن بعض من نقابلهم عبر شاشات التلفزيون يُطالبون ويختارون (زاوية مثالية) لإخفاء عيب خلقي في وجوههم أو أشكالهم، بل إن مرضاً نفسياً جديداً ظهر في بريطانيا مع كثرة تصوير (السلفي) والصور الشخصية ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلق عليه BDD (اضطراب تشوه الجسم)، قد يؤدي إلى الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس، نتيجة عدم الرضا عن المظهر الخارجي مُقارنة بصور الآخرين المنشورة عبر الشبكات الاجتماعية؟!. يُخشى أن معظم من تخلصوا من هذا المرض من مشاهيرنا، سقطوا في أعراض أخرى للهوس؟ وهي حُمى الفرز والاختيار؟!. فما يظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع للمُتابعين ليست (بريئة أو عفوية)، بل هي نتاج عشرات الصور والمقاطع التي تم الاختيار من بينها، والبحث عن الأجود؟!. المساحة انتهت، والحديث يطول عن أمراض المشاهير التي سنتناولها لاحقاً. وعلى دروب الخير نلتقي.