وفقاً لصحيفة « واشنطن بوست «الأمريكية، فقد دعا - المتحدث باسم الخارجية الأمريكية - مارك تونر: «إيران إلى تغيير سلوكها السياسي في المنطقة برمتها، - خاصة - تجاه أزمتي سوريا، واليمن»، مؤكداً أن: «السلوك الإيراني في المنطقة، لم يتغير حتى بعد الاتفاق النووي». - وفي تقديري - أن تصريحا كهذا يناقضه التحالف المشترك حول إدارة الوحدات السياسية في المنطقة بإستراتيجية أمريكية منحازة، والتي تخدم المصالح الإيرانية - في نهاية المطاف -؛ حتى وإن لم يمكن اعتماد إيران بالنسبة إليها كحليف مستقبلي، إلا أن تحديد قدرات إيران الصاعدة في تنظيم أمن المنطقة، هي الطريقة المثلى للاستقرار - كما يراه الساسة الأمريكيون-. تُعتبر أمريكا من أكبر المستفيدين من وجود الخطر الإيراني على العرب، وهي بذلك تمارس التحريض على استمرار الفوضى الخلاقة، بعد أن عززت من وضع إيران، وجعلتها من أقوى لاعبي المنطقة؛ من أجل إحداث حالة من الإرباك في المحيط السياسي - العربي والإسلامي -، وذلك من خلال التركيز على الخطر الإيراني، والمشروع الشيعي في المنطقة، وهو ما أضعف وحدة المسلمين، وشتت جهودهم، وطاقاتهم، بما يساعد على الإبقاء على نفوذ أمريكا، والغرب على بلاد المسلمين. العمل وفق سياسة «القيادة من الخلف»، يترجمها الواقع في أهمية حماية إيران؛ كونها جزءا من سياسة أمريكا في دعم التطرف، والإرهاب، وهو ما يجعلها تعمل على تكافؤ في المصالح، والرؤي المشتركة؛ لرسم الأهداف العليا للحلفاء، والخصوم، - لا سيما - في أوقات الأزمات الدولية، إذ من أهم الأهداف التي من أجلها تسعى أمريكا لدعم الموقف الإيراني، هو الحفاظ على الوجود الإسرائيلي في المنطقة، وحماية مصالحه، وحماية المصالح الأمريكية، والمساعدة في فرض نفوذها في المنطقة، كتأمين وجود القواعد الأمريكية في العراق - على سبيل المثال -، - إضافة - إلى التفرغ لمنطقة المحيط الهادئ، والصين، وكوريا الشمالية، ودعم حلفائها الاستراتيجيين، وهما : اليابان، وكوريا الجنوبية. سياسة الاحتواء الأمريكية هذه غير حيادية، ولايمكن تطبيقها بشكل فعال، فطبيعة الخطر الإيراني في المنطقة، ونتائج إجرامها الكارثي، والتي ترتب عليه التحالف - الأمريكي الإيراني -، يؤكده - أستاذ متخصص في شئون الشرق الأوسط بجامعة برنستون الأمريكية - برنارد هايكل في تحليله المهم، بعنوان: «إيران هي المشكلة، وليست الحل» ، وهو ما أراه على أرض الواقع من غرق العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن بفوضى كارثية، أدت إلى تأجيج التطرف، وصناعة الإرهاب، الأمر الذي سيترتب عليه تواجد أمريكي طويل المدى، ومكلف في الشرق الأوسط. تبقى مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية فوق كل اعتبار، - ولذا - فإن من أهم توجهات السياسة الأمريكية - اليوم - إعداد إيران لدورها المستقبلي، باعتبارها دولة مهمة في مشاريعها الاستعمارية. وما نراه، ونسمعه من خلافات بين الدولتين من جانب آخر، ما هي إلا أزمات مفتعلة؛ لحبك اللعبة التي تدار من الباطن؛ ولأن المعادلة - اليوم - تبقي المصالح الأمريكية فوق كل اعتبار، فإن المفارقة في كل هذا، أن ولاية الفقيه تأخذ بركات الشيطان الأكبر.