عندما يلف الليل هذا الجزء من العالم ويملأ الصمت الأفق ,ويثير السكون الروح الهائمة الكئيبة تنبعث الموسيقى فيجد الفنان فيها العزاء ويشعر بروحه وقد ارتفعت بعيداً وعلت ويشعر بعوالم جديدة وينتقل إلى حالة أخرى .. حالة من السحر يحس فيها بأسرار الكون وعظمته : أيّها الكون الشاسع هل فيك كوكب مثل كوكبنا وفيه أناس مثلنا يحبون ويبغضون ويحيون ويموتون ؟ أيتها النجوم لماذا لا يقدّر أبناء شعبي الفن وقد رأوا جمالك ؟ أيتها النجوم الأخاذة يامن تشُّعين منذ آلاف السنين هل ناجاك مثلي اليوم فنان معذب دفعوه الناس لطريقٍ غير طريقه؟ أيتها الأرض يا وطني الذي فيه ولدت وفيه متُّ حيا لماذا يقتل الإنسان أخوه الإنسان؟ لماذا يبغضه لأجل رأيه ودينه ولونه وعرقه ؟ أيتها المرأة لقد وهبك الله الجمال وملأ قلبك بالرحمة والعزاء فلماذا تشوحين بوجهك عن الفنان المعذب فتحرميه رؤية جمالك ,ولماذا يطلب منك العزاء فلا يجده؟ أيتها الآمال الكبيرة لماذا لا تذهبين إلى إنسان آخر فتسلبين منه النوم والراحة ؟ أيها المستقبل هل لي مكان فيك ؟ وكيف هو ؟ أيتها الصديقة أين مكاني الذي كان ؟ هل بقي أمل لأستعيده أم إن الحشود قد سلبته مني ؟ أيها الفرح يا غاية الإنسان وآمله لماذا تبطئ علينا وإذا زرتنا تمضي على عجل ؟ أيها الجسد النحيل كم ستحتمل بعد؟ ثم تتوقف الموسيقى فيناجيها الفنان: أيتها الموسيقى .. أيها النغم الخالد .. لو علم أبناء شعبي سحرك لما حاربوك!