كثيرا ما تتبادر إلى ذهني تلك التساؤلات المتبادلة حول المزاجية المتقلبة وهل لها علاقة مباشرة بأهل الإبداع والفن؟ ومامدى تأثيرها الكبير على علاقاتهم مع العالم الخارجي والمجتمع حيث لايتفهم من حولهم لماذا تحدث مثل تلك الحالات لهم فجأة ؟ ممايجعل أولئك الخلاقون منعزلين أو منكسرين في أعماقهم بسبب علاقاتهم المضطربة مع الآخرين بشكل خاص هذا عدا عن علاقتهم بذواتهم ، مايؤثر في سلوكياتهم بمرور الزمن ويجعل منهم شخصيات عدوانية. وهناك دراسة خططتها الباحثة جاميسون بوست لتختبر النظرية التي تقول إن التطرف في المزاج أو التفكير أو السلوك مرتبط بالتحديد بالإبداع الفني (1989). وقد توصلت إلى ذلك من خلال دراسة معدلات العلاج من الاضطرابات المزاجية في عينة من عمالقة الكتاب والفنانين البريطانيين ، ودرست الاختلافات في حال وجودها بين فئات المجموعة نفسها من حيث نوعية المهنة (شعراء ، كتّاب الرواية ، كتّاب مسرحيين ، كتّاب السيرة الذاتية ، والفنانين). وقد تضمنت النتائج وجود نسب انتشار أعلى من القصص المرضية للنوبات الدورية للاضطراب المزاجي الشديد عند الفنانين والكتاب ، مقارنة مع نسب الانتشار عند عموم الناس. وعملياً فإن جميع الحالات المدروسة قد أوضحت أن لديهم نوبات مكثفة ومنتجة وإبداعية. وأن 90 بالمئة منهم أوضحوا أيضاً أن هذه الفترات المزاجية والمشاعر كانت جزءاً ضرورياً أو على الأقل مهماً ، في تطويرهم وتنفيذهم لعملهم (1989). بالإضافة إلى ذلك لاحظت جاميسون «أن كتّاب السيرة الذاتية والذين وفروا عينة مقارنة بكونهم متميزين ولكن ربما أقل إبداعاً ، أنه لم يكن لديهم نوبات من التقلبات الدورية للمزاج أو نوبات من زيادة المزاج» (1989). ويتفق معظم الخبراء على أن للحالة المزاجية أسسا وراثية وبيولوجية، وتعتبر الاختلافات بين الأفراد في الحالة المزاجية والأنماط السلوكية من الأمور غاية في الأهمية في الحياة الأسرية. حيث إنهم يؤثرون على ردود الفعل بين أفراد الأسرة. في حالة من هذا النوع يلفت نظري الدور الجليل للموسيقى واستطاعتها على تبديل المزاج من حال سيئة إلى حال أفضل مماكانت عليه وبالرغم ذلك مازلنا نتجاهل دور الموسيقى في الشفاء من كثير من العلل التي تنتابنا.وتصمت الموسيقى لتنطق الصرخات محتجة على شفاء ذواتنا.