الهلال يبتعد عن تحقيق الدوري، لخمسة مواسم متتالية، ويسير في السادس! وإرهاصات هذا الموسم، تنبئ أنه فضلاً عن عدم تحقيقه اللقب فإنه ربما يكون مع أندية الوسط عند نهايته! فبدايته كانت (ضعيفة) وخجولة وأسوأ بكثير مما كان عليه في المواسم الماضية، والتي كان ينافس فيها على اللقب حتى النهاية، وحتى أسوأ مما كان عليه إبان تولي المغضوب عليه دونيس تدريب الفريق، فمع دونيس كانت بداية الفريق (حارقة) وساحقة وكان يكتسح الفرق بنتائج قاسية، وما يحدث في الفريق بدا محيراً ومرهقاً لفهم الجميع، فكل شيء يتغيّر في الفريق، اللاعبون المحليون والأجانب، والمدربون، لكن النتائج لا تتغيّر، بل تتراجع! وهذا الموسم خير شاهد، وبعد كل هذا يتبيّن لنا أن مشكلة الهلال في إدارته، خصوصاً أن كل شيء يتغيّر، والفريق يذهب للأسوأ! وما يحدث فقط في هذا الموسم، يكفي للحكم بأن مشكلة الفريق إدارية (بحتة)، فالمدرب السابق ماتوساس يبعد بعد الجولة الثالثة من الدوري، وبديله دياز يتسلّم الفريق من المدرجات، في مباراة مصيرية للفريق، وهو لا يعرف حتى أسماء اللاعبين، فضلاً عن مستوياتهم، علماً بأن الدوري سيتوقف بعد هذه المباراة! وكان من البديهي أن يستمر سيبيريا لحين بدء الدوري مجدداً، لا سيما وقد قدّم مستويات رائعة، وانسجاماً واضحاً في الفريق، أيضاً ما حدث مع كريري الذي جدد عقده، وما لبث أن غادر بعدها إلى الشباب! اللاعبون الأجانب الذين سبقتهم هالة إعلامية كبيرة، ونفاجأ بأن نصفهم أصبح أسيراً للدكة، لأسباب فنية، لكننا نشاهدهم بعدها في مباراة الغرافة وهم يقدمون أروع المستويات! فإذا كانت مستوياتهم بهذه الروعة لماذا لا يشاركون؟ وإذا كانت الإدارة ترى شيئاً لا نراه نحن، وليست مقتنعة بهم، لماذا أحضرتهم؟! الإصابات التي أصبحت تنخر في جسد الفريق، وأتت على جل اللاعبين، على الرغم من التعاقد مع شركة تأمين طبية معروفة، ومزاجية اللاعبين وتراخيهم، وعدم انضباط البعض منهم، التخبط الواضح في تصعيد اللاعبين الشبان، للفريق الأول، وتعزيز الثقة فيهم تارة، وترحيلهم إلى حيث كانوا، أو إلى الدكة تارة أخرى، دون تدخل من الإدارة ودون مساءلة للمدربين، تعزيز الثقة في مدير الفريق، والذي اتفق الجميع على أنه، لا يملك أي شيء يقدّمه للفريق، وغير قادر على ضبط اللاعبين والتعامل بحزم معهم، بقاء لاعبين انتهت صلاحيتهم الفنية والعمرية، من باب إكرامهم والوفاء معهم على حساب الكان، التأخر في إحضار بديل لماتوساس ثم إقحامه، من المدرجات في مباراة الاتحاد وهو لا يعرف أي شيء عن الفريق، كان تهوراً وعدم ذكاء من الإدارة، كلّف الفريق خسارة ثالثة على التوالي من نفس الفريق! ومع نفس الإدارة، عدم الإبقاء على سيبريا، مساعداً لدياز على أقل الأحوال إذا كانت الإدارة تريد الاستغناء عنه، حتى يتعرَّف المدرب على الفريق ومن ثم إعادته إلى الأولمبي، بدلاً عن قيام المفرج بهذا الدور! كلها أشياء تدل على أن علة الفريق هي إدارته، وهذا ما يبدو ظاهراً لنا، وبلا شك أن ما خفي علينا أعظم وأصعب، ختاماً كل ما تقدّم ليس تقليلاً أو نكراناً لما قدّم الأمير نواف بن سعد، فهو رجل محب ومخلص وقدّم كل ما يجب تقديمه للفريق، ولكن ليس كل مجتهد مصيب، والنوايا الحسنة لا تكتب التاريخ.