في سبع وأربع مئة صفحة من القطع الكبير، جاء الجزء الرابع من السلسلة الخامسة من " جمهرة الرحلات" بعنوان : (رحلات الحج) من تأليف أحمد محمد محمود، من مواليد السودان في عام 1945م الذي تلقى تعليمه الأولي حتى الثانوي بالمدينةالمنورة، وتخرج في كلية الشريعة بمكةالمكرمة عام 1964م ، حيث عمل بعد التخرج عدة سنوات معلما، لينتقل بعد ذلك إلى العمل في وزارة الإعلام لسبع سنوات، حيث اتجه بعدها للعمل في الصحافة المحلية متعاونا إلى أن تفرغ للعمل الصحفي الذي تدرج فيه حتى رأس فيما بعد أول جريدة إنجليزية يومية "عرب نيوز" ثم رئيسا لتحرير جريدة "المدينةالمنورة" ومنها إلى مدير عام لمطابع دار العلم، لينتقل بعدها للعمل في شركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة بمحافظة جدة، ليترأس بعد ذلك جريدة "المسلمون" الأسبوعية، حيث عمل بعد ذلك مستشارا فمديرا عاما للشركة السعودية للأبحاث والنشر حتى عام 2001م ثم مديرا لمؤسسة المدينة للصحافة لمدة ستة أشهر، حيث تحول بعد هذا المشوار إلى التقاعد. وفي رحلة "أسرار الحج" التي دونها أبو حامد الغزالي، يستعرض في بابها الأول عن فضائل الحج، وفضائل مكة، والبيت العتيق، فأركان الحج، وشرائط وجوبه، ومحظوراته.. أما في الباب الثاني من هذه الرحلة فيتناول الغزالي ترتيب الأعمال الظاهرة من أول السفر إلى العودة منه، وسنن الرجوع من السفر، وزيارة المدينةوالمنورة، وآداب زيارتها، ليعقد المؤلف في الفصل الثالث رصدا للآداب الدقيقة للحج وأسرارها المخفية، والأعمال الباطنة فيها، مستندا على كل ما يورده عن هذه الموضوعات إلى أدلة شرعية من نصوص الكتاب والسنة النبوية، وما يجده ويطمئن إليه مما ورد حول هذه الموضوعات من آثار. وفيما أورده الغزالي عن آداب زيارة المدينةالمنورة يقول: عند زيارتك للمدينة المنورة، فأول ما يقع بصرك على حيطانها، فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله – سبحانه وتعالى – لنبيه – صلى الله عليه وسلم – وجعل إليها هجرته، وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه – عز وجل – وسننه، وجاهد عدوه، وأظهر بها دينه، إلى أن توفاه الله – سبحانه وتعالى – ثم جعل تربته فيها، وتربة وزيريه أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما- القائمين بالحق بعده، ثم يمثل في نفسك مواقع أقدام الرسول – صلى الله عليه وسلم – عبر تردداته فيها، وأنه ما من موضع قدم نطؤه إلا وهو موضع من موضع أقدامه العزيزة عليه الصلاة والسلام. ويمضي الغزالي في حديثه عن "آداب زيارة المدينةالمنورة" قائلا: اذكر أنك قد فاتك رؤية النبي – صلى الله عليه وسلم – في الدنيا، وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر، وأنك ربما لا تراه إلا بحسرة، وقد حيل بك وبين قبوله إياك بسوء عملك.. وإذا دخلت المسجد النبوي، فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله – سبحانه وتعالى – لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – ولأول المسلمين وأفضلهم، وأن فرائض الله أول ما أقيمت في تلك العرصة، وأنها جمعت أفضل خلق الله حيا وميتا، فليعظم أملك في الله، أن يرحمك بدخولك إياه، فادخله خاشعا معظما. ومن الموضوعات التي ضمها هذا الجزء: الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، لأبي تراب الظاهري؛ حجة الوداع، للشيخ محمد زكريا الكاند هلوي؛ أسرار الحج، لأبي حامد الغزالي؛ رحلات قريش أهل التجارة والسقاية والرفادة؛ المحمل المصري.. والحج؛ رحلات الحج في زمن المماليك بمصر؛ رحلة خالد بن عيسى البلوي للحج – تاج المفرق في تحلية علماء المشرق؛ مكةالمكرمة في رحلات الكنز الصينية العملاقة؛ رحلة أبي عبدالله محمد القيسي- أنس الساري والسارب؛ يوميات دمشقية، لمحمد عنان؛ وصف المدينةالمنورة سنة 1303ه لعلي بن موسى المدني؛ رحلة الشتاء والصيف، لمحمد بن عبدالله الحسيني الموسوي؛ الدرة اليمنية في أخبار الرحلة إلى مكةوالمدينة، لعبدالمحمود الطيبي؛ رحلتي إلى المدينة، لجمال الدين القاسمي الدمشقي؛ على طريق الحج، لجناب شهاب الدين؛ من كانوا إلى مكة – رحلات الحج من نيجيريا؛ رحلة الحج، لعبد الماجد الماليزي؛ خواطر حاج – رحلة الطيب بن عيسى؛ مشاهداتي في الحجاز، لعباس متولي حمدة؛ الرحلة إلى الحجاز ومصر والشام، لعبدالرحمن بن زيدان؛ رحلتي إلى البقع المقدسة، لباعزيز عمر. أما الجزء الخامس من سلسلة الجمهرة عن "رحلات الحج" فقد ضم سبعا وثلاثين وخمس مئة صفحة من القطع الكبير، الذي واصل خلاله محمود، رصد رحلات الركن الخامس، واصفا هذا الجزء بقوله: قدمنا في هذه السلسلة من جمهرة الرحلات نماذج لأشهر – رحلات الحج – التي كتبها مسلمون من شتى البلدان، ومن مختلف الأعراق وبمختلف اللغات.. فصدر منها جزءان للرحالة المسلمين، وجزء ثالث للرحالة من غير المسلمين – الرحلات المحرمة - ممن انتحلوا الإسلام، وأدوا الحج وكتبوا عنه.. وأقدم في هذا الجزء عددا آخر من رحلات الحج، فضمن هذا الجزء سيجد القارئ تلخيصا لعدد من الرحلات النادرة، التي لم تعد منه نسخ مكتوبة في الأسواق، حيث نهجت في هذا الجزء كما كان في الأجزاء السابقة، بالاستفتاح بهجرته – صلى الله عليه وسلم – وأتبعتها بصفة حجته – عليه الصلاة والسلام - كما كتب وحقق وألف فيها عدد من علماء المسلمين، تبركا بتقديمها في كل جزء، وكما كتب في مقدمة الجزء الأول من هذه الجمهرة، أعود فأكرر في هذا الجزء منها أن هذا السفر ليس من تأليفي، بل أن مؤلفيه، هم مجموعة من علماء وفقهاء ومهنيين في شتى تخصصات الحياة، أدوا حجهم، وقضوا نسكهم، ووفوا نذرهم، واطوفوا ببيت الله العتيق، وزاروا المدينةالمنورة، وكتبوا عن رحلتهم إلى الحج، وإلى الزيارة.. وأسأل الله – سبحانه وتعالى – أن ينفع بهذه المجموعة، وأن يعين على تمام أكثرها، لتكون موسوعة لهذا اللون من أدب الرحلات، وأن أكون بهذا قدمت خدمة لمن يشاركني حب أدب الرحلات، الدينية منها والدنيوية. أما المجلد الأول من جمهرة الرحلات (7) فقد جاء بعنوان " الرحالة السعوديون" متضمنا سبعا وثماني مئة صفحة من القطع الكبير، التي قدم خلالها محمود العشرات من الرحلات في هذه السياق، والتي جاء منها الرحلات التالية: المسيرة لداعية جنوب الجزيرة، لعبدالله بن محمد القرعاوي؛ عامان في عمان، لخير الدين الزركلي، صفحات مطوية من تاريخنا الحديث، لخليل إبراهيم الرواف؛ الرحلة الثمينة إلى حمى المدينة، لعلي عبدالقادر حافظ؛ لمحات من الماضي، لعبدالله خياط، بين التاريخ والآثار، لعبدالقدوس الأنصاري؛ وسم على أديم الزمن، للدكتور عبدالعزيز الخويطر؛ في ربوع عسير، لمحمد رفيع، ذكريات ورحلات، لصالح محمد جمال؛ حكاية الفتى مفتاح، لعدالفتاح أبو مدين؛ رحلتي مع العقيلات، لإبراهيم المسلم، دورة مع الشمس، لعبدالكريم الجهيمان؛ شهر في دمشق، لعبدالله بن محمد بن خميس؛ من وحي الرحلات، للدكتور عبدالله بن صالح العثيمين؛ رحلة الثلاثين عاما، للدكتور زاهر بن عواض الألمعي، من ذكريات مسافر، لمحمد عمر توفيق، من سجل ذكرياتي، لمحمد محمود الصواف؛ من شمال المملكة العربية السعودية إلى أطراف الشام، لفهد قاسم الموسر؛ رحلة إلى الرياض، لعبدالقدوس الأنصاري؛ رحلات إلى الغرب، لأحمد علي الكاظمي؛ في سراة غامد وزهران، لعلامة الجزيرة حمد الجاسر؛ للبحث عن التراث: رحلات، لحمد الجاسر؛ مشاهداتي الباهرة من الرياض إلى القاهرة، لمحمد بن عبدالرحمن السديري؛ رحلات في بلاد الغرب، لعاتق بن غيث البلادي؛ رحلة إلى أمريكا، لعبدالله الداري؛ ما لم تقله الأيام، لخلف بن أحمد عاشور؛ رحلة على الإبل في القرن الخامس عشر الهجري، لعبدالعزيز المسند؛ العالم رحلة، للدكتور عبدالله مناع. وضمن سلسلة جمهرة الرحلات (8) جاء المجلد الأول منها بعنوان "رحلات الخواجات إلى البلاد العربية" وذلك أربع عشرة وخمس مئة صفحة من القطع الكبير التي ضمنها المؤلف عشرات الرحلات التي قام بها رحالة خواجات إلى العديد من الأقطار العربية، التي جاء منها: رحلة هيرودوت إلى بلاد العرب، رحلة ابن يونة الأندلسي إلى الشرق الإسلامي، رحلة طافور في العالم في القرن الخامس عشر الميلادي، من حلب إلى البصرة: دوجلاس كاروثرس، رحلة الهولندي ليونهارت راوولف إلى طرابلس لبنان وغيرها، مشاهدات بريطاني في العراق- الإنجليزي جاكسون، رحلة سبستيان – الأب جوزيبه الكرملي إلى العراق، رحلة الأسير مويط إلى المغرب، المجتمع البيضاني في كتب الرحالة الأجانب، رحلتان عبر ليبيا: فردريك كونارد هورنمان، مشاهداتي في بوادي العرب لروجرد أبتون، مذكرات "هوية" ضابط من الحملة الفرنسية على مصر، ساحرة الصحراء – الليدي أيسترا ستانهوب في الشرق، رحلة البريطاني ريج – إلى بغداد وتركستان وإيران، المصريون المحدثون: شمائلهم وعاداتهم في القرن التاسع عشر الميلادي، لأدوارد ويليام لين، التوغل في موريتانيا: استكشاف وغزو، للرائد الفنسي جلييه. وقد جاءت إصدارات السلسلة ضمن تتبع لرحلات الحج في صورة بانورامية، وذلك لما استقصاه محمود من أشهر الرحلات مما كتبه المسلمون وغيرهم عن رحلات الحج، التي جاءت عبر عدة عصور مختلفة تتبعها وصولا إلى العصر الحديث فيما استقصاه عن رحلات الحج، إلى جانب ما كتبه عن أدب رحلات الخواجات إلى البلاد العربية، وأخرى جاءت عن أدب الرحلة عند جمع من الرحالة السعوديين، إضافة إلى ما حفلت به إصدارات السلسلة من الصور، والرسوم، التي جاءت ضمن ما حوته كتب السلسة من موضوعات في هذا الجانب الأدبي التوثيقي التاريخي.