ثناء هنا، ومدح هناك، تغريدة تُسجل موقفاً، ورسالة تحكي قصة، وصفوه بقاضي الحوائج، لقبوه بصاحب الفزعات، نادوه بالشهم الكريم. إن الله إذا أحب عبداً أنزل محبته في قلوب الآدميين، وأنزل له القبول في الأرض كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمحبة الناس الطاغية له دليل محبة الله بإذنه تعالى كما أشار لذلك عليه الصلاة والسلام. لقد أجمع الشعراء على رثاء وفاة فوزان، والمغردون على ذكر مناقب أبي عبدالرحمن، نعم فقد أجمع الناس بمختلف أعمارهم وأماكنهم ومناصبهم على حبه، وحزنوا على رحيله، ووقفوا طويلاً على قبره، وتكبدوا عناء السفر لمواساة أهله، إنها رسالة واضحة أن من يعمل خيراً يجده أمامه. شخصياً لا أعرفه ولا أذكر أنني قابلته ولكنني وللأمانة أحببته من واقع الكم الهائل من المديح الذي طاله، والذكر الحسن الذي أجمع الناس عليه في حقه، والجموع الكبيرة التي شيعت جثمانه. قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه) فقد شهد الناس له بالخير والصلاح، وقضاء الحوائج وتفريج الكُرب، والكرم، وغيرهما مما لا يتسع المقام لذكره، فنسأل الله أن تكون شهادتهم في موازين أعماله الصالحة. كلما أتذكر الجموع الهائلة والهائلة جداً في المقبرة أجزم أن فوزان قد زرع حبه في قلوب الناس بابتسامة صادقة، وقضاء حاجة، وإزاحة هم، وشفاعة في مكان ما. من روائع الشعراء في رثائه ما كتبه الشاعر أحمد النافع: نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يُفرج عنه كرُب يوم القيامة كما فَرج لإخوانه المسلمين، وأن يجعله من أهل اليمين، وأن يجعل مسكنه في عليين، ويرزق أبناؤه بره بعد موته، وأن لا ينقطع عمله بصدقة جارية أو وقف دائم، وعلم ينتفع به، وولد صالح بارٍ يدعو له.