لعل من اصعب مايكتبه المرء عندما يريد ان يكتب كتابة الرثاء خاصة رثاء اولئك الرجال العزيزين الكبار في تعاملاتهم وتواضعهم وفي اخلاقهم العالية اولئك الرجال الذين تمتعوا بحبهم للخير ومساعدة الآخرين في شتى مناحي الحياة ولعل الصعوبة في ذلك تكمن عندما تقف الكلمات عاجزة عن رثاء تلكم الهامات الشامخة الواثقة من ان افتقاد شخص في منزلة ومقام الفقيد الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالله الجميح رحمه الله صعبة جدآ على محبيه ومما يدلل عظم فقده وشدة رحيله مارأيناه من مبادرة ومواساة قيادتنا الرشيدة ابتداء من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وكافة الامراء والوزراء والمشائخ والعلماء وتعزيتهم في وفاة الفقيد وكذلك الامراء والوجهاء والاصدقاء من داخل المملكة وخارجها رجالاً ونساء يتوافدون للعزاء على منزل الفقيد في جدة ومنزل العائلة في الرياض وكيف كان ابناء الفقيد وإخوته يستقبلون المعزين بكافة شرائحهم وهم يذكرون افراد اسرته بمناقبه ومحاسنه الخيرية وأنه من رجال الأعمال السباقين للخير وأصحاب الايادي البيضاء على القريب والبعيد. هذا الرجل تحدث عنه بحزن عميق صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض عندما جاء معزياً في منزل الاسرة بالرياض وكذلك عندما تحدث عنه صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة عندما زاره في المستشفى في جدة مواسياً أبناءه وقائلا لهم: انه رجل من رجال جدة في مجالات البذل والعطاء... إن مسيرة عبدالرحمن الجميح مسيرة كفاح وبذل وعطاء، مسيرة جمعت كافة الخصال الحميدة والاخلاق الفاضلة التي تحلى بها هذا الرجل في حياته اليومية والتي شهد بها أصدقاؤه ومحبوه أنها خصال كسبها بسبب قربه من ربه وحبه لدينه حباً جماً جعلته قريباً جداً من الفقراء والمحتاجين والجمعيات الخيرية وكسب بذلك الدعاء الصادق من الجميع الذين توافدوا للصلاة عليه في المسجد الحرام وشيعوه من كل حدب وصوب في مقبرة العدل بمكةالمكرمة وتزاحموا على منزله للعزاء معبرين عن حزنهم العميق لفقدانهم واحداً من اعظم وانبل الرجال الصالحين المحبين لعمل الخير والمخلصين للبذل والعطاء جاء الجميع ليودعوا رجلا من أسرة الجميح التي قال عنه رئيس شؤون الحرمين الشيخ / صالح الحصين انه شجرة مباركة في هذه البلاد المباركة فهنيئاً للفقيد بهذا الحب وهذه الخاتمة الطيبة التي صاحبها دعاء من قلوب تقية ونقية نسأل الله ان يجعلها خالصة لوجهه الكريم .. وهنيئاً لهذه الاسرة الكريمة محبة الصغير والكبير سائلين الله ان يديم عليهم المحبة والود والاخلاص لكل عمل خير يقربهم الى الآخرة في هذه الحياة الفانية التي لايبقى منها الا العمل الخالص لرب العزة والجلال ومنها ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) وهو مايتمتع به إن شاء الله ابناء هذه الاسرة الغالية. * مدير مكتب جريدة الرياض في محافظة شقراء