بعد الأداء الجيد والروح العالية والنتيجة الإيجابية التي خرج بها منتخبنا الوطني أمام أستراليا تأتي مباراة الأشقاء الإماراتيين ليرتفع مستوى الطموح عند الجماهير الرياضية لمواصلة الأخضر مشواره الناجح حتى الآن في التصفيات.. وهذا أمر طبيعي ومطلوب لنقل حالة التطلع للتأهل لنهائيات روسيا هاجساً لدى الجميع وحافزاً يحيط بالمنتخب السعودي ولاعبيه لدفعهم نحو تقديم الأفضل في كل لقاء.. غير أن النظرة للقاء الإمارات يجب أن تكون أقوى من الانطباع السائد حالياً، حيث يعتقد بعضهم أن الفوز متاح وممكن وبسهولة تامة بعد ما قدمه منتخبنا أمام أستراليا.. وهذا أمر غير صحيح من وجهة نظري الشخصية.. فالمنتخب الإماراتي لن يكون سهلاً إلى هذه الدرجة وسيحتفظ بحظوظه في التأهل والدفاع عنها بكل قوة في ملعب الجوهرة تماماً كما فعل أمام المنتخب الأقوى منا منتخب اليابان.. ولذلك يجب أن نحتاط نقاداً وجماهير في نظرتنا لهذه المباراة لما لذلك من تأثير على المنتخب ولاعبيه.. فالمباريات التأهيلية لكأس العالم صعبة جداً جداً ولا يوجد مباراة سهلة أو مضمونة.. وقد أثبتت مباريات التصفيات ذلك فكل الفرق التي فازت وانتصرت لم تفز بسهولة، بل إنها انتزعت النقاط انتزاعاً ومنها منتخبنا أمام تايلند والعراق فلا يوجد تفوق مطلق أو أفضلية لهذا المنتخب أو ذاك.. فالتصفيات قوية جداً ومبارياتها صعبة ونقاطها عصية إلا بعد جهد جهيد يجب أن يبذله لاعبونا إذا ما أرادوا الفوز ومواصلة المشوار.. وبغض النظر عن مستوى المنتخب الإماراتي أو غيره من الخصوم عليك أن تكون حذراً وقوياً بما فيه الكفاية لتحقيق النقاط والتعامل مع المباريات على هذا الأساس بعيداً عما يطرح حالياً عن مستوى هذا اللاعب أوذاك وأفضلية النجم عن الآخر.. فالفريق 11 لاعباً يجب أن يقدموا أقصى ما لديهم لكسب النقاط الثلاث التي هي نفسها ثلاث نقاط سواء كانت أمام الإمارات أو غيرها فنحن يجب أن نلعب للنقاط الثلاث فقط ولا ندخل أنفسنا في الحكم على الخصم وتقييم مستوياته واللعب بناء على ذلك.. فالمهم لدينا الأداء واللعب بكل قوة بحثاً عن النقاط الثلاث مهما كان الخصم لأن هدفنا يفترض أن يكون جمع النقاط والحصول على أكبر قدر منها في كل مباراة.. مع خالص الأماني بأن نوفق في تجاوز الشقيق الإماراتي والاستمرار في رحلة جمع النقاط الناجحة حتى الآن.. الهلال يستحق الأفضل!! وضع الجهاز الفني الهلالي مأساة حقيقية تؤرق الجماهير الهلالية في ظل الفراغ الفني الحالي الذي يعيشه الفريق الأول.. فرغم مضي فترة طويلة على إقالة المدرب السابق لازال الهلال بدون مدرب، بل إنه لازال في طور البحث والتمحيص حتى وصل لمرحلة (التخبيص) بعد تداول عدة أسماء موجودة داخل الملف الهلالي للتفاوض معها أو المفاضلة بينها.. وللأسف فإن جميع الأسماء التي طرحت كانت دون مستوى الطموح ولا تليق بفريق مثل الهلال وهي تؤكد فعلاً أن من يقوم بالبحث والاختيار لا علاقة له بالأمور الفنية، ولا يعلم حاجة الهلال وما يريده من عمل فني حتى يستطيع اختيار المدرب القادم.. ويظهر لي أن من يفاوض المدربين أو يبحث عنهم أو يختارهم ليس لديه إيمان بأهمية أن يكون لدى الفريق جهاز فني كبير ومكلف مادياً وعلى مستوى عال من الكفاءة، وإذا ما أرادوا أن يحقق الإنجازات.. فالوضع الهلالي الحالي مع المدربين يؤكد أن المعني بالأمر يعتقد أن وظيفة المدرب هي وظيفة تكميلية ولا أهمية لها، وأنه حتى يمكن أن يسلم الفريق للمدرب سيبيريا حتى نهاية الموسم فما المشكلة؟ حقيقة وضع مؤلم أن يفشل ناد كبير كالهلال في التعاقد مع مدرب جيد يتوافق وقيمة ومكانة الفريق وما يضمه من لاعبين وأن يتحول الأمر (لمهزلة) حقيقية توضح حقيقة الضعف الفاضح في واحد من أهم واجبات ومسؤوليات من يتحمل مسؤولية قرار في ناد كبير كالهلال.. فإذا كانت الإدارة عاجزة عن اختيار مدرب جيد فماذا تجيد إذاً؟! أسماء تتداول من هنا وهناك وفي النهاية يتم الاتفاق مع مدرب لا يمكن أن يحلم بتدريب فريق كالهلال لمجرد أنه (رخيص) وغير مكلف مادياً (!!) في حين أن كل المدربين الذين يحققون البطولات تتنافس عليهم الأندية وتدفع لهم أموالاً طائلة لمعرفتها، إن المدرب الجيد ليس من السهل الحصول عليه، وان البطولات والإنجازات يدفع لها الكثير ولا تتحقق بالمتردية والنطيحة حتى وإن نجحت في بعض الأوقات! لمسات * يقاس عمل الإدارات بعدد القرارات الصحيحة والناجحة التي اتخذتها وليس بعواطف الناس تجاهها وحكم البسطاء منهم على أدائها! * الحال وأنت تتابع تحركات الإدارة الهلالية في التعاقد مع المدرب القادم كمن يقول (اللهم سلم.. سلم) وأيضاً (اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه) لأنه فعلاً على قدر النجاح في التعاقد مع مدرب قدير على قدر ما يكون نجاح الموسم من عدمه بالنسبة للهلاليين * التفاعل الجماهيري الكبير مع منتخبنا الوطني في الجوهرة أمام أستراليا أسعدنا وأفرحنا لأن الجماهير أكدت أنها لا تتأثر بما يطرح إعلامياً! * اليوم ننتظر أيضاً من جماهيرنا الحبيبة ملحمة جماهيرية أخرى أمام الإمارات حتى بإذن الله نساهم في دعم ومؤازرة نجومنا في مشوارهم الصعب في التصفيات. * منتخب الإمارات الشقيق يعتمد بشكل كامل على نجمه (عموري) ومتى ما نجحنا في إبطال مفعوله ومراقبته جيداً نكون حجمنا قوة الإمارات الهجومية تماماً.