شممت يوماً طفولياً ومن نافذة بيتنا العتيق رأيت لوحة الشروق والغروب أي رأيت كل العالم العالم هو وطني وكنت أكتب القصيدة وأسمع القصيدة وأشم القصيدة وألمس القصيدة لا لا ألمس القصيدة بل أسمع القصيدة وأشم القصيدة أنا لا ألمس القصيدة فاللمس ممنوع في شرعة القصيدة يرقرق الجدول المناسب من لوحتي ليملأ الكرسي الهزاز وألون به غيماتي الرقيقة في كوخي الرتيب قرع بابي القشيب إنه القاضي يخلع المسامير ويجلد جدران النحاس الأخضر ويمسك الأرانب أرنباً بعد أرنب ويتحول هو لأرنب كبير يقفز في أحضاني ويسرق أوراقي يخلط الضباب بالرماد يروض الحصان الخشبي الوحيد ليطرد الظلام ويسحق اللون الأزرق ويشوي الذرة ويمتص الهواء كوخي لم يعد به هواء إنه يتضاءل كمشمشة يابسة في ليلة اللون الأزرق شممت يوماً طفولياً - تركي بن رشود الشثري