هل شعرت يوماً أن الخيال الإبداعي هو كل ما ينقصنا؟ هل حاولت اختلاق حوار حميماً مع شخص رائع لدرجة ألا يكون حقيقياً! هل جربت أن تختلق رحلة افتراضية لغابات السافانا المدارية، هل خطر ببالك يوماً أن تستخدم عاج الفيل للتزين به أو تصنع منه تعويذة. في الحقيقة، من الصعب تعريف «التفكير الإبداعي» بكلمات محدّدة. فكما لا نستطيع تعريف الشعر أو الجمال أو العبقرية، يصعب كذلك تعريف الإبداع في التفكير والقدرة على اختلاق الفكرة غير الموجودة. إن التفكير القاتل يكون بوضع الافتراضات عن الآخرين عن العالم، عن التوقعات التي تشعر بثقلها على كاهلك، عن قدراتك الخاصة. وإذا تتبعنا بعض خصائص المبدعين، فإنهم يقضون ساعاتٍ وربما أياماً متواصلة في العمل. وبأنهم قارئون من الدرجة الأولى. من منا لم يفكر في يوم ما في تغيير سيناريو حياته أو محو مشاكله، الجميع لدية تلك اللحظات العصيبة التي يتمنى لو استطاع محوها، واستبدالها بواقع آخر، نستطيع افتراض واقع جديد، صناعة واقع مواز، اختلاق أحداث مخالفة للواقع بمسمى آخر الأحلام، أن الاختلاق مجرد أفكار إبداعية تساعد في خلق حياة أفضل وأجمل.. وأن في قلب كل فرد روحاً مبدعه. فإذا ما توافرت البيئة الملائمة، والمشجعة على الإبداع، فإن تلك الروح تتألق وتزدهر. شارلز هولاند دويل (مفوض الولاياتالمتحدة للبراءات والعلامات التجارية) قال ذات مرة «كل شيء كان من الممكن اختراعه فقد تم اختراعه» هذه المقولة بالضبط ما يعنيه التفكير داخل الصندوق، وستتعجب أكثر عندما تعلم أنه قالها عام 1899. عندها كان لا يزال الناس يستخدمون الخيل والقطارات البخارية للتنقل، وقبل اختراع السيارات والطائرات بأمدٍ بعيد.. إذن إن شعور الإنسان بالملل والسأم سيطرا على تفكيره، لذلك تقدمت البشرية، وقام باختلاق الأفكار ومن ثم نقلها للواقع. ربما من أكثر الأمور لتغير من طريقة تفكيرك هي تغيير بيئتك، أو ما تفعله واختبار فِكر والقيام بأشياء جديدة، من الممكن تجربة هواية جديدة، التعرف على أناس من ثقافات وبلاد مختلفة، حضور ورشة عمل لصناعة أخرى غير التي تعمل بها، أو حتى دراسة لغة جديدة، كل هذه الخيارات ستصنع لك عالمًا جديدًا وتستبدل العدسة التي ترى بها العالم بأخرى مختلفة. من أهم العقبات التي تواجه التفكير الإبداعي هي التربية التقليدية السلبية التي لا تسمح بالاطلاع على ثقافات الآخرين وجهودهم العلمية والأدبية والفنية. ولا تتيح الفرصة لأبنائها للتفكير النشط والإبداع في المجالات المختلفة، وهنالك عقبات تنبع من داخل روح الإنسان خاصة إذا اتصف بالكسل والخمول أو الشعور بالنقص، والاعتقاد بالأفكار والآراء البالية، وضعف الثقة بالنفس، والافتقار إلى المرونة، وضعف الحافز الذاتي، وضعف الحساسية نحو المشكلات والمواقف المختلفة، أو الانشغال الزائد في الأعمال الروتينية المملة. الأمر الذي يساعد على إضعاف الروح الإبداعية، وربما العمل على قتلها.