- أحمد حسين الأعجم في قصته «الندم» يصور للقارئ مشهدًا من مشاهد الحياة الاجتماعية، إلا أن القصة وعلى لسان راويتها تغوص أكثر فأكثر في تفاصيل الأسرة التي تنقاد إلى رؤية أحادية تتمثل في الأم التي تسير البيت على هواها، ووفق ما تريده، إلا أن هذا التيه والعجرفة امتدت إلى «البنت» وهي الشخصية المحورية حيث دفعت ثمن هذا العناد والمكابرة والتسلط حينما طلقها زوجها وعادت تجر أذيال الهزيمة فيما اقترن الشاب حينما طلقها بفتاة أخرى. وليكشف لنا القاص الأعجم النهايات الأليمة في هذه الحكاية أنها أصبحت وسمًا حزينًا في حياة الفتاة، فيما تميز الشاب وسار في طريقه على خير ما يرام، لتتكون في حلقها غصة، وفي قلبها ألم حينما رأت بعد حين أطفاله وزوجته الهانئة بهذا الرجل الذي يضرب به المثل.. فقد برع الكاتب في إيصال هذه الرسالة بشكل معبر وبأسلوب سردي متقن. - سلمان الشثري في قصيدته «تأملات النأي» يذيع سر مفاتن القصيدة الجديدة لدى جيل من الشباب المبدع، حيث يكتب بأسلوب رصين وحذاقة واضحة، وتعبير عن الذات بصور حديثة ومبتكرة، ليعتمد على التفعيلة المتواترة كأسلوب في طرح مشهده الشعري. فلم يشأ الشثري أن يُحَمِّلَ قصيدته الكثير من عناء الوزن والقافية إنما جعله خطابًا شعريًا مرسلاً، يحقق فيه النص غايته ومبتغاه، ليصف وبتجرد واضح حالة الغربة والنأي؛ حيث يعيش الشاعر في جوف تفاصيل قصيدته، ويرتحل فيها من مكان إلى آخر، إلا أنه يبرع في تدوينها كحالة إنسانية مذهلة وجميلة يدوزنها على توليفة مقام الحب الذي ينشده كمخرج مهم من معاناته اليومية التي تزداد ألمًا وحرقة مع الشعر والوعي الذي يتسلح فيه هذا الشاعر الشاب الذي يعرف كيف تُكتب القصيدة؟ وكيف تكون كلمتها وحروفها جزءًا من الرسالة الإنسانية التي يعيشها؟ - عادل سعد يوسف في نصه «تطعم الإيقاع..» يسري في الذائقة نحو مظان إبداعية جميلة، لينهل القارئ منها نمير الوصف العذب لمشهدية الحياة التي يصفها باقتدار وإتقان، ليخرج القارئ من محطة إلى أخرى وهو مشبع بنكهة الشعر الذي ينتظم عقده على هيئة كلمات مموسقة تحمل في خبايها صورة البحث عن كل ما هو جميل. بل إن الشاعر «عادل» عمد إلى استقصاء حالة الجمال وأوجه المقاربة بين مكونات الحياة كالبحر والمرأة والقهوة والعناقيد والنهر وما إلى تلك التراسلات الجمالية التي انتظمت بشكل مدهش.