في نصها «تمتمات أنثى» تفصح عن مكنون الروح التي تتوق للحياة الهانئة، والهرب من منغصات الزمن الكثيرة، لتصف لنا الكاتبة مقدار أحزانه، ولواعجها بأسلوب آسر، وبلغة شفيفة تلامس الشعر، وتنهل من معينه؛ فتأخذ من فضاء حياتنا مشاهد معبرة على نحو: الزهور، والمواعيد، والقلوب، ودمى الأطفال، والبحر وأمواجه، والجو العاصف وما إلى تلك الصور المعبرة.. لتصوغ منها بكاء القلب على شكل قصيدة أو نص مفتوح يتداعى بجمالياته على أفق المعاني الخصبة، وبهاء الإنشاد الجميل. فالكاتبة «ليلى» هنا وفي هذا النص تحديداً تستحضر صورة الشعر ذهنيا، وتكتب بلغة النثر، وتثبت للمكان حضوره وللزمان أفقه المستديم.. لذلك فنحن أمام قصيدة لم تكتمل، وقصة بقي فيها لحظة التنوير، لنركن معها إلى مزيج من كتابة الممتعة في هذا «النص المفتوح». - المبدع القاص جاسم علي الجاسم في قصتيه القصيرتين «الحبيب» و»البحر» يستطلع وبخبرة الكتاب والحياة المعاصرة أن النص القصصي يستند في مفهومه على الفكرة الوامضة؛ حيث تتجلى صورة النص أمام القارئ وكأنها لوحة فنية مكتملة المعالم، إلا أنها مصغرة ومكثفة، لتلتقط منها صور المعاناة والتجربة الإنسانية للشخوص الذين يطرقون أبوب النص، ويتركون أثرهم بوضوح. فالجاسم وفي قصتيه هاتين يستخلص لنا تجارب الناس في الحياة العامة لا سيما منهم يقيمون على حواف البحر؛ بحثا عن الرزق؛ لتختلط في النص الأول الرؤية الوجدانية المفعمة بالإيمان، وفي النص الثاني يرصد لنا مشهد من حياة البحارة وهم يمعنون في تفاصل حياتهم الشاقة ليعرض نزرا بسيط منها أمام القارئ. - المبدع مقبل الفهد في نصه «للصبر برهة» يستعيد صورة المعاناة التي يعيشها أهل الريف والمناطق النائية عن المدن وأضوائها وزحامها .. ليأتي النص محملا على رؤية شاعرية تتمثل في وصف مغيب الشمس وخروج القمر في الثامن من شوال؛ أي أن الكاتب أراد أن يجمع رقة القمر وأيامه القليلة مع أيام العيد ليكون لنا مشهدا جميلا ومعبراً. مقبل الفهد ومن خلال هذا النص وضع المرأة ممثلة بنون النسوة في صيغة مقولات وأفعال تنشد الخلاص من منغصات كثيرة، ليأتي النص حاملا الكثير من المفارقات والمواقف التي تبين حجم العلاقة بين المدن وأهلها لا سيما في حالات التحول والارتحال.