هذا الكتاب للمؤلف محمد صابر عبيد يلقي الضوء على إسهام السيرة في تكوين الخطاب الإبداعي.. وقد جاء في 196 صفحة من الحجم الصغير.. ويقول المؤلف: من المؤكد أن خطاب السيرة ذو مرجعية واقعية (ذاكراتية) تنطوي على أهمية كبيرة على صعيد التجربة الحيوية يؤهلها كي ترتقي إلى مصاف النصوص القادرة على الاستحواذ في منطقة القرائي، بما تختزنه من ثراء وخبرة وحكايات وتجارب تصلح لأن تكون درساً من دروس الحياة القادرة على التعليم، وهو ما يجعل مضمونها لائقا بما ينطوي عليه من قيمة ودلالة ومعنى وعمق وغنى وثراء خفي. غير أن الكتاب السيرية على الرغم من تقييدها بمرجعيتها الواقعية فإنها تسعى ما وسعها ذلك إلى التحلي ببعض الخصائص التعبيرية الأسلوبية المشتغلة أساسا في حقل المخيلة، إذ تشتغل المخيلة بطبيعتها على إنتاج خاصية السحر في الخطاب الإبداعي بمختلف أجناسه. وهي الوسيلة الأولى للإبداع الأدبي والفني والجمالي بما تنفتح عليه من أرضية خصبة لكل هذه التمظهرات، لذا لا يمكن لأشكال السيرة حين تتفاعل مع فنون الإبداع الأخرى أن تستكمل شرطها التشكيلي من دون المرور الاشتغالي الحي على أرض المخيلة الحافلة ببذور الإنتاج الجمالي. وقد اشتمل كتاب (الخطاب الخفي) على تجربة السفر: سيرة المسافر.. عنف الغربة.. ومتعة المعرفة.. بلاد الرافدين.. سيرة الواقع وواقع السيرة.. السياب: سيرة الوهم والظمأ (انكسار النسق وهزيمة الفحولة الشعرية) علي الوردي: رؤية مبكرة في النقد الثقافي. الفضاء السيرذاتي: الخفاء والتجلي: قراءة في مسيرة العقاد الذاتية «أنا» الفضاء السيرذاتي المغاير التصوير والتأمل رواية الرحلة