10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملتقى قراءة النص يضع «حمزة شحاتة» تحت مجهر التحليل النقدي
نشر في الوئام يوم 05 - 04 - 2015


الرميح تمادى في هجومه على القصيدة العربية القديمة
المعيقل: الصبان وشحاتة وعواد أهم دعاة النهضة الأدبية والوطنية
السريحي.. يكشف ما تخفيه مقالات «العواد».. وسماحة يتناول أدبه وكتابه «خواطر مصرحة»
الشنطي: شعر «طاهر زمخشري» يميل إلى الرومانسية الملتزمة
استهل ملتقى قراءة النص الثالث عشر، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة أولى جلساته برئاسة الدكتور عبد الله الحيدري بأربع أوراق بحثية.
جاءت الأوراق البحثية لكل من الدكتور عبد الله المعيقل بعنوان «مقدمات الرواد»، والدكتور عبد الحق بلعابد بعنوان «خطاب العتبات في أوليات الأدب السعودي»، والدكتور حمد السويلم بعنوان «الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد»، والورقة الأخيرة جاءت لعثمان جمعان بعنوان «الطائف ونخبه المثقفة»، فيما عقب الناقد علي الشدوي على مجمل الأوراق، وتداخل عدد من الحضور في جزئيات من المحاضرات.
بداية، تناولت ورقة الدكتور عبد الحق بلعابد، أستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بجامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها، دراسة العتبات، حيث اعتبرها مدخلا مهما لفهم النصوص وتأويلها، وذهب إلى أن بحثه في هذا المضمار يعد جديدًا من حيث مقاربته للمقدمات النقدية الحديثة في بدايات الأدب السعودي والنقدي عند أهم رواده وهما إبراهيم هاشم فيلالي في كتابه المرصاد، وعبد الله عبد الجبار في كتابه التيارات الأدبية الحديثة.
وأوضح في محاضرته أن خطاب العتبات في الرؤية العربية عامة، مرتبط بفنون التأليف والتدوين، وصنعة الكتابة، التي تقوم على قواعد ضابطة، وشروط محكمة، لا يمكن لمن تصدر للتأليف أن يتجاوزها بأي شكل كان، كما وردت في كتب متخصصة كثيرة منها (أدب الكاتب لابن قتيبة والصولي، والأحكام في صنعة الكلام للكلاعي، وصبح الأعشى للقلقشندي).
وانتهى بلعابد بقوله «فالملاحظ عند القدماء أن المقدمة في أغلب تسمياتهم يطلق عليها (الخطبة) وهذا من بقايا العقل الشفاهي العربي، قبل انخراطهم في عصر التدوين أو ظهور العقل الكتابي العربي كما هو ظاهر في ما أشار إليه التهانوي وغيره، لتصبح المقدمة عندهم فضاء للخطط الكتابية، وأفقا لانتظارات القارئ».
وتناولت ورقة الدكتور عبد الله المعيقل خطاب المقدمات في الأدب السعودي – بين إنكار الذات وإثباتها، حيث تعرض لمقدمات ثلاث رواد في الأدب السعودي.
واعتبر المعيقل أن محمد سرور الصبان أحد أهم دعاة النهضة الأدبية والوطنية في المملكة وله دور كبير في الحراك الفكري وتأسيس حركة للنشر والتأليف وفي ما نشره من كتب كثيرة على نفقته الخاصة ومنها كتب في التراث، التي تميزت بفكر تنويري في دعوته للتجديد والتغيير، كاشفًا عن رؤية عميقة في الإصلاح تتجاوز الأدب والثقافة، لتشمل مجالات حيوية في المجتمع والأمة، وكان منزله بمثابة المنتدى يجتمع فيه ناشئة الحجاز يشجعهم ويرعى إنتاجهم.
أما حمزة شحاتة، كما أشار المعيقل، مثقف واسع الاطلاع في مختلف حقول المعرفة من فنون وآداب وفلسفة، كاتب بارع وشاعر مجدد حقق للقصيدة السعودية مكانة مهمة، ومع ذلك كان لا يسمح بنشر شيء من إنتاجه، وبعد تطواف في وظائف داخل المملكة وخارجها لا يمكث في الواحدة منها طويلاً، استقر في القاهرة وفرض على نفسه عزلة شديدة إلى أن توفي هناك.
وأبان الدكتور المعيقل أن محمد حسن عواد من أبرز الأسماء في جيل الرواد وربما أبعدهم أثرًا وتأثيرا في جيله والأجيال التي تلت، وقال «رغم أن العواد شاعر مكثر إلا أن أهمية تعود في المقام الأول تعود لكونه يمثل ظاهرة بما اتصف به من أفكار جديدة سابقة لعصرها وبأسلوبه الذي قدم به هذه الأفكار للمجتمع في دعوته للانفتاح على كل جديد، وهجومه على القديم في صراحة وقوة أصابت الناس بالدهشة، وظل حتى وفاته رحمه الله مستمرًا في الكتابة وفي جهوده الشخصية بما عُرف عنه من نفس إصلاحي».
وكانت الورقة الثالثة للدكتور حمد السويلم بعنوان «الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد» قال فيها هذه وقفات سريعة مع المنجز النقدي الذي كتبه الرواد خلال حقبة زمنية محددة وأن النقد لا يولد كاملاَ وإنما لا بد أن يمر بمرحلة سكون ومخاض بيد أن هذه المرحلة طال زمنها.
وقال سويلم اشتغل بعض النقاد في الصحافة نأى بهم عن المنهجية الدقيقة وكذلك تعاطي النقاد للإبداع جعلهم يضجون من الصرامة العلمية.
إن الناقد في هذه الحقبة ميال إلى التذوق الآني، فهو لا ينشغل بالموضوعات والتقاط صفاتها وخصائصها، وكثيراَ من الذين يمارسون العمل النقدي هم في الأصل مبدعون.
وأبان سويلم بأن الشاعر اعتاد على أن يسبح في فضاء الإبداع في حين تتطلب الممارسة النقدية الإجراء المنهجي الذي يجئ معرفيا على أصول نظرية.
وفي المحاضرة الأخيرة من الجلسة الأولى قدم عثمان جمعان الغامدي رؤية شاملة عن مكانة مدينة الطائف التاريخية والاجتماعية مستعرضًا أدوار الأسر العلمية ومكانتها وتأثيرها على التنوير في المملكة، ورصد عدد من هذه الأسر منها: أسرة آل النجار، ومنهم الشيخ محمد العبود، أحد علماء الطائف وفضلائها، كان له مجلس علمي، وكان من جلسائه صالح كشميري، ومن هذه الأسرة أيضا الشيخ الطبيب أحمد بن علي النجار الطائفي والشيخ عبد الله كمال، والشيخ عبد الرحمن قاضي، والشيخ عبد الحي كمال، والشيخ محمد صالح قزاز، والشيخ سليمان الصنيع، والسيد عبد الرحمن السقاف.
كما ذكر أسرة آل قاري، وأسرة القاضي وأسرة بن حريب وآل سراج وآل الراضي وأسرة المرغني وأسرة آل كمال.
ولفت جمعان إلى الأسماء التي اضطلعت بدور مهم في الحركة الثقافية في الطائف ومنهم السيد محمد بن إبراهيم المؤيد، صاحب مكتبة المؤيد. مشيرًا إلى أنه كان يرتاد مكتبته كثير من المشايخ والأدباء من أمثال القاضي أحمد الحضراني، وعبد القدوس الأنصاري، وعبد العزيز الرفاعي، ومحمد بن عبد الرحيم الصديقي، وعبد الله بن خميس، وعبد الرحمن المعمر، وغيرهم.
ثم أتيحت للناقد علي الشدوي التعقيب على ما ذكر في الجلسة الأولى حيث أشار إلى أن ورقت الدكتور معيقل تعد من المقاربات العددية والدكتور العابد استشراف كاتب المقدمة فالورقتان توصيف خطاب للمقدمات مقررا الشدوي أن الصبان حالة مصدور للشباب الذاتي مبديا أنها حملت الورقات أفكارا مضيئة ولكن غاب عنها الوصف والفحص التاريخي أما ورقة عثمان فهي تطرح صورا من صور السلطة مبديا الشدوي أن الأسرة شكلت السلطة ما بينهما في الكتاب ولم يكن فصل الريادة عن التنوير الاجتماعي ويواصل الشدوي في تعقيبه حول ورقة الدكتور السويلم بأنها علمية انحيازية مسميا إياها (بالضجر والصرامة العلمية) وهي عقل النهضة مختتما الشدوي بأن مفهوم الريادة مرن يطوع للتطوير ثم داخل عدد من الحضور منهم الدكتور معجب العدواني والدكتور محمد الربيع والدكتورة سعاد المانع وإيمان الحازمي والدكتور حسين المناصرة حيث رأس الدكتور محمد الربيع الجلسة الثانية من جلسات الملتقى وقدمت خلالها أربع أوراق بحثية لكل من الدكتور حسن الهويمل مقاربة الاتجاه النقدي عند محمد عامر الرميح ودكتورة فايزة الحربي بعنوان «الخطاب النقدي عند عبد الله عبد الجبار» والدكتور يوسف العارف بعنوان «الفضاء الشعري بين رائدين: الأنصاري ناقدًا والسنوسي شاعرًا» والدكتور صالح بن سالم «نشأة النقد الروائي في السعودية: وصف وتحليل».
واستهل الدكتور حسن الهويمل الجلسة بورقة عن الاتجاه النقدي للشاعر والناقد محمد عامر الرميح، وخصوصًا عما جاء في كتابه (قراءات معاصرة) الذي طبع في بيروت، ثم طبع أخيرًا بدعم من (وزارة الثقافة والإعلام) وبإشراف الدكتور عبد الله المعيقل، مشيرًا إلى أن الرميح الشاعر الناقد لم يثر زوبعة نقدية على الرغم من حضوره تنظيرا، وتطبيقا، وإبداعا، ومرد ذلك غربته الإبداعية، والذاتية.
وتابع الهويمل «لقد كان الرميح من دعاة النقد العلمي المعياري، ولهذا يركز على الأسس، والمناهج، والأصول، والقوانين، والمفاهيم العلمية، ثم لا يستحضر ذلك في العملية النقدية، وإنما يحكم ذائقته، ويعلي من شأن مذهبه الرمزي».
وأبان الدكتور الهويمل في ورقته «أنه في سياق حملة الرميح المتواصلة على القصيدة العربية القديمة، اعتبر الشعر القديم أقل قدرة في استيعاب التجارب المعاصرة، واستقطاب روح العصر كما يرى أن الشعر القديم أدى دوره، واستوعب أحاسيس الشعراء، وتجاربهم في تلك العصور، ولم يعد قادرا على استيعاب أحاسيس المعاصرين، وتجاربهم، وذلك ادعاء لا يسنده أدنى دليل».
وتابع الهويمل «والرميح يقترب من الواقع حين يؤكد أن (أدونيس) لا يعطي الشكل أي قيمة وأنه يتحاشى الحذلقة اللفظية والزخرفية البيانية، وأحب أن أسأل عن دوافع هذا الانصراف، وحين لم يعط الشكل أي قيمة، هل صرف همه لبديل أجمل؟ أم أنه عجز عن توفير القيم الجمالية الشكلية، وصرف نفسه عن توفير القيم الجمالية الأسلوبية، وصرف نفسه عن توفير القيم الدلالية، ولم يطرح أي بديل ينازع ما زهد به، وتخلى عنه».
وقدم الدكتور صالح بن سالم ورقة بحثية بعنوان بحث بعنوان "نشأة النقد الروائي في السعودية – وصف وتحليل"، حيث ذهب إلى الاعتقاد بأن بزوغ النقد الأدبي في تلك المرحلة – مرحلة الرواد – كان بزوغًا بطيئًا وضئيلا جدًا مقارنة بالإبداع الأدبي.
وقال «يغلب على تلك المرحلة أدب الشعر؛ فظهر من الشعراء الكثير كحمزة شحاتة والعواد ومحمد فقي وحسين القرشي وغيرهم إلا أن النقد الأدبي كاهتمام خاص جاء على استحياء، وغلب عليه المقالة النقدية لا التأليف الخاص، واقتصاره على المقالة النقدية دليلُ ضعفه؛ إذ إن المقالة لا تعطي للناقد فسحة في الطرح والتوثيق واستيعاب النص بل إنها تفرض انطباعات الناقد على النص أكثر من تحليله النقدي المستفيض لنصوص الأديب إجمالا».
وأشار ابن سالم إلى أن النقاد في تلك المرحلة يفرقون بين النقد والتقريظ، فالنقد إظهار مساوئ النص بينما التقريظ إظهار لمحاسنه، وهذا ما انتهجه القرشي في نقده للفلالي حينما سأله عن نقده لديوان العطار: أنقدٌ هو أم تقريظ؟! لأن الفلالي قد امتدح شاعرية العطار، والتساؤل ذاتُه يطرحه القرشي على الفلالي في نقده لرواية (فكرة) للسباعي «فلست أدري أنقدها أم قرظها؟، وما ذاك إلا لأنه أثنى عليها، ولعل القرشي اعتمد في هذا على ما اصطُلح عليه في نشأة النقد الروائي عند العرب من التفريق بين النقد والتقريظ» قد سماه يعقوب صروف في مجلته باسم التقريظ، وشرحه للكلمة بما لا يخرج عن التنويه بالرواية أو الخبر ذي التعليق بالمعنى العصري للكلمة، ويشمل بيانات ومعلومات عن عنوان الرواية ومؤلفها.
وفي ورقتها المعنونة «الخطاب النقدي عند عبد الله عبد الجبار» قدمت الدكتورة فايزة الحربي قراءة خطابه النقدي الذي قدم به الأديب عبد الله عبد الجبار مؤلفات المبدعين في النقد والشعر والقصة والفكر في محاولة للكشف عن أهم القضايا التي عالجها ورؤيته الفكرية حولها.
وقالت «إن الخطاب النقدي لا يتوقف عند حدود النص الأدبي بل يتعمد قراءته وتأويله خارج سياقه الزمني وفق المناهج النقدية المتجددة ليتلمس من خلاله كل ما ينهض بالمجتمع، محكمًا العقل في التحليل والتفسير في ضوء موضوعي متجرد تماما من الأهواء».
وأشارت إلى أن عبد الله عبد الجبار عقل نقدي عني بالتحليل الموضوعي العلمي، وقيمة معرفية تشابكت خيوطها في كل ما قدم عبر تاريخه الثري؛ كونه أحد أهم رواد عصر النهضة الأدبية والفكرية في المملكة العربية السعودية.
وأضافت الدكتورة فايزة الحربي خاصة أن له الكثير من المؤلفات: فقد اشترك مع محمد عبد المنعم خفاجي في تأليف كتاب «قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي» و«التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية» ودراسات نقدية قدم بها عدة مؤلفات متنوعة الاتجاه سواء في النقد، الفكر، الشعر، القصة لأشهر الكتاب، منها: مقدمة كتاب "الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث" لصديقه الناقد مصطفى عبد الله السحرتي وكتاب «كيف لنا» لعبد الله الخطيب و(موانئ بلا أرصفة) لانتصار العقيل، وغيرها.
وقدم الدكتور يوسف العارف ورقة بعنوان «الفضاء الشعري بين رائدين: الأنصاري ناقدًا والسنوسي شاعرًا» معتبرًا أن أبرز التجليات النقدية التي جعلت من الأنصاري فتى مهمومًا بالدرس النقدي الذي زاحم كل اهتماماته وآفاقه الأدبية من شعر أو قصة أو مقالة وغيرها، تلك الافتتاحيات والدراسات النقدية التي نشرها في مجلة المنهل منذ صدورها.
وذهب الدكتور العارف إلى أن من الملامح النقدية لدى الأنصاري التراثية والأصالة والخوف من الطارئ والجديد وهذا يؤكده موقفه من الشعر الحديث – الحر والمنثور. وإن كان هنا يبدو تمام التناقض بين آرائه النقدية وبين قبوله لنشر مثل هذا النوع من الشعر والاحتفاء بأصحابه في مجلة المنهل.
وجاء في ورقة العارف لقد تميزت الشاعرية السنوسية بالروحانية والمشاعر الإيمانية / الدينية ودقة الوصف في الطبيعة والمحافظة بلا تقليد، والتجديد بدون تكلف أو تزمت، وملامسة القضايا الوطنية والإسلامية. كما تميزت الشاعرية (السنوسية) بالروح الإصلاحية والواقعية الحياتية، والعروبية البارزة انتماءً وانتصارًا، يقول عنه أحد الدارسين لديوان القلائد: «قصائد الديوان انعكاس وبوح عما يجول بخاطر الشاعر، دفقة من مشاعره وأحاسيسه المرهفة، غناء عذب للجزيرة والوطن، نشيد للعروبة وأمجادها، تمسك بالإسلام مثلاً وسلوكًا، صدق في التعبير والإحساس، لغة سلسة ومهذبة ولينة عذبة كجدول رقراق، خيال خصب، وشاعر مطبوع وليس نظامًا».
تم التعقيب على الجلسة الثانية من قبل الدكتور عبد الله الخطيب وحيث حظي الأديب الرائد المرحوم محمد حسن عواد بالنصيب الأوفر من محاضرات الجلسة الثالثة في ملتقى قراءة النص الثالث وطرحت في الجلسة أربع أوراق تناولت ثلاثة منها أدب ومكانة العواد، أولها كان للدكتور سعيد السريحي بعنوان «المقالات العشرة: ما وراء نقد يوسف ياسين لخواطر مصرحة» والثانية للدكتور أحمد سماحة بعنوان «محمد حسن عواد وطموح التجديد بين الرغبة والتحقق: قراءة في خواطر مصرحة» أما الثالثة فقدمتها الدكتورة شيمة الشمري «الحجاز بعد 500 سنة بين فن الرسائل والتخييل السردي: دراسة في كتاب خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد» والدكتور عبد الرحمن المحسني «صورة العقاد عند أدباء الحجاز في الفترة من 1351 – 1400ه» ورأست الجلسة نورة الشملان وعقب عليها محمد العباس.
وسعت ورقة الدكتور سعيد السريحي إلى اكتشاف ما يتخفى خلف المقالات العشرة التي نشرتها جريدة أم القرى في العشرينات من القرن الماضي تحت توقيع قارئ لنقد كتاب محمد حسن عواد خواطر مصرحة والتي اتضح فيما بعد أن كاتبها هو يوسف ياسين الذي كان يرأس تحرير تلك الصحيفة آنذاك، وهي قراءة لأولى معارك الأدب الحديث في بلادنا والتي مثلت ذروة الصراع بين دعاة التجديد والقوى المحافظة التي تقف من ذلك التجديد موقف المناوئ.
وذهب الدكتور السريحي إلى أن يوسف ياسين وسم الأدباء الشباب في الحجاز بالغرور، وأضاف السريحي لم يكن ما ذهب إليه يوسف ياسين من نعيه على الأدباء الشباب تأثرهم بأدباء المهجر يخرج عما ذهب إليه قبله أحمد الغزاوي في مقاله الذي تضمنه كتاب المعرض حين تحدث عن أدباء المهجر مشيرا إلى كتاب «الأرواح المتمردة» لجبران خليل جبران.
وتابع السريحي «غير أن للمسألة وجها آخر لم تلبث المقالات العشرة أن انتهت إليه وهو وجه يتجاوز بالعلاقة بين الشباب ومن يناوئونهم أن تكون خلافا أو اختلافا حول الحفاظ على اللغة أو تقبل التجديد فيها، كما أنها لا تتصل بالجمود أو الرغبة في التجديد، ذلك أنها تشي بصراع كان يدور آنذاك حول مفهوم الاستحقاق للمواطنة ومن ثم الظفر بما يمكن أن تتيحه هذه المواطنة من مراكز قيادية ووظائف متقدمة في الدولة الجديدة الذي حلت محل دولة الأشراف».
واستهل الدكتور أحمد سماحة ورقته بقوله، لا يمكن لنا أن نقيم إبداع وآثار محمد حسن عواد دون أن نعرف وندرس الواقع الذي نشأ فيه حتى يمكننا القول بريادة هذا الشاعر والكاتب وحتى نتوخى العدالة في الحكم ولا نطرح حكما عليه كالذي طرحه د. عبد الله الغذامي حيث قال: «ما نجده عند العواد لا يعدو أن يكون حزمة من النيات الطيبة ولكن أعماله لا ترتقي إلى مستوى التجديد الإبداعي اللافت وهي مجرد أصداء أولية للإبداعات العربية في مصر تحديدا وفي العراق بعض الشيء».
وتطرق سماحة في ورقته لمراحل نشأة ومكونات العواد الاجتماعية والثقافية، مشيرًا إلى أهمية التوقف عند الصحافة كمؤثر مهم ومباشر في الصحوة الفكرية والأدبية ناهيك بالتعليم الذي سنتجاهل دوره عمدا والتطورات «التي طالته خاصة بعد العهد السعودي، فهذا يحتاج إلى بحث آخر»، وتابع: وقت بروز العواد كانت الصحافة الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الناس فهي الناقل للفكر والإبداع، وقد نشرت الصحافة قصائد وكتابات محمد حسن عواد قبل أن يصدر كتابه الأول الذي يعتبر أولى طلائع الأدب الحديث ومن هؤلاء د. منصور الحازمي الذي اعتبر كتاب «خواطر مصرحة» الذي صدر عام 1927م أول حركات الصحوة في الأدب ويتحدث بلسان عصري ويدعو إلى نهضة شاملة وأنه تأثر فكريا وأسلوبيا بأشقاء من الأدباء العرب.
وتناول سماحة بإسهاب إلى أدب العواد وكتابه خواطر مصرحة، وأوضح قائلاً: لقد مثلت «خواطر مصرحة» علامة على طريق الصحوة وتمثلت قيمتها فيما طرحته وقتها من آراء كانت مساحة الأدب فيها قليلة، فكيف ينشأ أدب كبير في مناخ صغير؟ كان هذا سؤال العواد الذي طرحه مرارا بين ثنايا خواطره.
وختم الدكتور سماحة «إننا هنا لا نقرأ خواطر مصرحة قراءة أدبية ناقدة فثمة مجال آخر لذلك، ولكننا نقدم إشارة لعمل أول كان له صداه ودوره، ونقدم لرائد تناولته أقلام كثيرة وكتب كثيرة ودراسات كثيرة، رائد نهضوي ظل حتى وفاته عام 1980م مفكرا وشاعرا وناقدا عنيدا وصلبًا، يتوخى الحق ولا يقبل الرياء، فالعواد الذي ظهر بظهور الدولة السعودية في الحجاز على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، أديب شاب يجسد طموحات التغيير والتجديد وكان الأشد عنفا والأكثر اقتحاما وجرأة».
وفي ورقتها التي جاءت بعنوان «الحجاز بعد 500 سنة بين فن الرسائل والتخييل السردي» قالت الدكتورة شيمة الشمري «يعد فن الرسائل من أهم الأعمال الأدبية التي تسر بها النفس؛ لكونه موجها إلى أشخاص بأنفسهم، وكونه يكشف عن رؤية المرسل ووجدانياته وبراعته في هذا الفن، وهذا الفن يندرج ضمن إطار المنظومة الأدبية، ذلك أن كُتَّاب الرسائل استطاعوا تبادل الرؤى والأفكار التي تحمل طابعا أدبيا يتبين من خلال مشاعرهم وعلاقاتهم الاجتماعية والأدبية والوجدانية، بل إن الرسالة الأدبية هي شكل من أشكال الكتابة يختزل مقوماتها وخفاياها وأسرارها(1)، ومن هنا فإن للرسالة الأدبية علاقة وثيقة بالسرد بكل مجالاته؛ لأنها بطريقة أو بأخرى تحكي مواقف كاتبها وتجاربه وأفكاره، وتصور شخصيته وترسم علاقته مع المكتوب إليه».
وتابعت الشمري «نص (الحجاز بعد 500 سنة) الوارد في كتاب خواطر مصرحة للعواد يقوم على فن الرسائل العريق في مجال الكتابة الأدبية قديمها وحديثها، الذي يمكن النظر من خلاله إلى هذا الفن باعتباره خطابا تواصليا يقوم على أفعال كلام ينتجها متكلم ويوجهها إلى مخاطب بقصد التفاعل معه. كما يمزج بينه وبين نمط من أنماط السرد المرتبطة بما يعرف بقصص الخيال العلمي».
ورأت الشمري أن فن الرسائل يضطلع بوظائف تداولية معينة، «فإن قص الخيال العلمية يقوم على وظائف تخييلية تواصلية وجمالية ومعرفية، تهدف إلى إشباع الفضول المعرفي وحب الكشف عند الإنسان الذي يكاد يكون غريزة بشرية تطمح دومًا لمعرفة المستقبل وحب اكتشاف أحداثه».
وتحدثت الشمري عن التقنية الكتابية في الرسائل «هي تقنية تقليدية ربما لا يرضي الخيال البشري أن تكون هي وسيلة التواصل بعد 500 سنة، على الرغم من محاولة السارد إلباسها حداثة متماشية الزمن، وكما نرى الآن وسائل التواصل المتعددة والسريعة ونحن على مقربة من زمن الكاتب، فكيف بها بعد هذا الزمن؟ وقد يرى البعض أن الرسالة صالحة لكل الأزمنة وإن تغير أسلوبها، وهاهي هنا قادرة على حمل خطاب الخيال العلمي».
وأوضح الدكتور عبد الرحمن المحسني أن ورقته المعنونة «صورة العقاد عند أدباء الحجاز في الفترة من 1351 – 1400ه، تسعى إلى التعريف بعباس محمود العقاد من رؤية مهمة، حيث تعطي هذه الشخصية العربية والإسلامية بعدًا آخر في رؤية أدباء الحجاز مطلع نهضتها الأدبية، الذين فتنوا بالعقاد مفكرًا وكاتبًا وشاعرًا. وهي تقدم تعريفًا للعقاد من خلال رؤية الحجازيين أنفسهم لهذه الشخصية».
وعرج المحسني لتأثير فكر العقاد على أديبين حجازيين مهمين: الأول محمد حسن عواد الذي كان معجبًا بالعقاد إلى درجة كبيرة، وكرم في دارة العقاد باعتباره واحدًا من الديوانيين الذين يحملون الفكر التجديدي ويبشر به في البر الشرقي للبحر الأحمر. كما نراه على خطى العقاد في مهاجمة شوقي ودعوى إمارة الشعر المزعومة التي منحت لشوقي في حين يرى العواد أنه: ليس للشعر من أمير سوى الفكر وحي الشعور.
وتعرض المحسني لشخصية أخرى ظهر تأثرها الفكري البالغ بالثقافة المصرية عمومًا وبالعقاد على وجه الخصوص، وهي شخصية أحمد عبد الغفور عطار من خلال كتابه العقاد ومؤلفاته الأخرى.
كما تناولت ورقة المحسني رأي جملة من أدباء الحجاز في العقاد شاعرًا ومفكرًا وناقدًا. والدراسة جزء من أطروحة موسعة أنجزها الباحث عن العقاد وصاحبيه في رؤية أدباء الحجاز.
انعقدت الجلسة الرابعة والخامسة، وطرح خلالها ثماني أوراق بحثية: الأولى للدكتور عبد الله حامد بعنوان «أيام في الشرق الأقصى (لعلي حسن فدعق): الريادة المطوية»، والثانية للدكتورة منى مالكي بعنوان «المرأة الأنموذج في رسائل «إلى ابنتي شيرين»، وللدكتورة دلال المالكي بعنوان «قراءة في أدب الرسائل عند حمزة شحاتة» وختمت الجلسة الأولى بورقة للدكتور عادل خميس الزهراني بعنوان «التنوير نقديًّا: قراءة في الفعل النقدي لدى حمزة شحاتة» ورأست الجلسة الدكتورة فاطمة إلياس، وعقب على أوراق الجلسة الدكتور صالح الغامدي.
وبدأت دلال المالكي ورقتها معتبرة أن الرسائل فن وثائقي يستند عليه في ملامح للسيرة الذاتية، أو استمداد بعض مكوناتها في بناء الرواية، وأشارت إلى أنه فن يحتفظ بسماته الأدبية المستقلة التي تزيل التباس هويته بغيره من الأجناس الأدبية الأخرى.
وأوضحت أن رسائل حمزة شحاتة المتبادلة بينه وبين أصحابه خاصة صديقه (محمد عمر توفيق)، وبينه وبين ابنته طرائقه التعبيرية وفلسفته الحياتية.
وتعرض الدكتور عبد الله حامد في ورقته لرحلة علي حسن فدعق في كتابه: «أيام في الشرق الأقصى» مبينًا أن رحلة فدعق كانت صورة صادقة لما وعد به، فتجد فيها روح الأديب المنتمي لقضايا أمته المسلمة، ولقوميته العربية، ولوطنه المملكة العربية السعودية، وستجد فيها أيضا شفافية الأديب ومكاشفاته الصريحة الواضحة، وخصوصا حينما يرى النساء والفتيات في صورة من الجمال وكأنه يذكرك بحديث العشاق من الشعراء العرب عن المرأة وجمالها، كما واجد في هذه الرحلة ذات الأديب الفكهة.
وقدمت منى المالكي قراءة في رسائل حمزة شحاتة «إلى ابنتي شيرين» حيث اهتمت بالمقام الذاتي في الخطاب الرسائلي بين الأديب وابنته شيرين يرحمهما الله تعالى، وقصدت بالمقام الذاتي الخطاب الذي يرتكز على «أنا» الكاتب أو على المرسل إليه ذي العلاقة الحميمية بالكاتب إلى درجة يشعر فيها القارئ لتلك الرسائل بأنه متطفل على ذلك العالم الخاص الحميمي الذي يجمع بين الكاتب وابنته وهما يتحاوران ويتجادلان فيختلفان ويتفقان في عوالمهما الداخلية مع تفاصيلهما الصغيرة، في سياق تتحول فيه الرسالة إلى سرد ذاتي في عالم داخلي.
وطرح الدكتور عادل خميس الزهراني قراءة في الفعل النقدي لدى حمزة شحاتة، محاولاً تتبع ملامح الوعي المتطور بأهمية النقد ومركزية الفعل النقدي في مشروع التنمية الاجتماعية في أعمال الشاعر والكاتب حمزة شحاتة.
وأوضح خميس أن حمزة شحاتة ساهم بمشاركات نقدية متنوعة ضمت مقالاتٍ نقدية تنظيرية حول مفاهيم أدبية وفلسفية أساسية وأخرى تطبيقية على أعمال لشعراء آخرين، ومقدمات لكتب أدبية عدها الباحثون خلاصة النظرية الشعرية الشحاتية، كما ساهم في مجالات (تنويرية) أوسع عبر محاضرته الشهيرة عن الرجولة، وعبر كتابات أخرى وجدت طريقها للصحف أو بين دفات الكتب، التي يظهر فيها وعيه بأهمية الأدب والثقافة في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع وتطوير أساليب تفكيره وبث روح التجديد التي تتناسب وقيم العصر الحديث.
تم التعقيب على الجلسة الرابعة من قبل الدكتور صالح الغامدي فيما طرحت في الجلسة الخامسة أوراق ودراسات للدكتور أحمد الطامي بعنوان «التجديد في موسيقى الشعر عند الرواد بين الوعي والصدى والتمرد: شعر العواد نموذجا» وللدكتور محمد الشنطي بعنوان «خصوصية الخطاب في شعر طاهر زمخشري» وللدكتورة مستورة العرابي بعنوان «التكرار والاختلاف المضمر في تجربة الزمخشري الشعرية» وختمت الدكتورة ليلى الشبيلي بورقة عنوانها «أبرز الملامح الفنية في أدب محمد حسن فقي» ورأس الجلسة الدكتور عالي القرشي وعقب على المحاضرات الدكتور عبد الله الوشمي.
وبين الدكتور أحمد الطامي أن رواد الشعر السعودي لم يكونوا بمنأى عن هم الموسيقى الشعرية، بل اعتبره هما رئيسا استحوذ على تجاربهم الشعرية، فكان التجديد في موسيقى الشعر أحد أبرز مظاهر التجديد في الشعر السعودي، فقد رفع شعراء مدرسة الصبان لواء التجديد وخصوصا عمر عرب ومحمد حسن عواد وحسين سرحان وحمزة شحاتة وطاهر زمخشري.
وتناول الدكتور محمد الشنطي خصوصية الخطاب في شعر طاهر زمخشري، وقال «كان طاهر الزمخشري من بين أبناء جيله – من أكبرهم سنا – قد ارتاد أرضا بكرا غير موطّأة الأكناف بما يكفي لنشوء تيار رومانسي واضح المعالم، وكان إنتاج الزمخشري غزيرا، بلغ ما يقرب من ثلاثين مؤلفا، أغلبه مجموعات شعرية فيما عدا بعض الدراسات القليلة، وله فضل الريادة في جوانب متعددة، فقد كتب شعرا للأطفال، وكان إعلاميا مرموقا وشاعرا غنائيا ألف ما يقرب من مائتي أغنية، أداها مشاهير المطربين، أصدر مجلة الروضة، وتولى تحرير جريدة البلاد فضلا عن نشاطه الإذاعي الذي اشتهر فيه باسم (بابا طاهر)».
وأشار الشنطي إلى أن ما حدا به إلى اختيار الحديث عن خصوصية التجربة الشعرية عند طاهر الزمخشري، الرومانسية التي تتصف بالتمرد والتحليق الحر في فضاء الخيال لم يكن شيوعها في الشعر العربي في المملكة العربية السعودية على النحو الذي حدث في بلدان عربية أخرى، خصوصا وأن الحياة الاجتماعية فيها قامت على ركائز ثابتة، ومن هنا انطلقت تجربة الزمخشري.
وتداخلت مستورة العرابي مع شعر الزمخسري وقدمت نماذجًا كثيرة من قصائده وحللتها ووقفت على جمالياتها، خصوصًا في تضاعف حنينه واعتزاز فؤاده طربًا واشتياقًا للمكان الذي نشأ في مكة المكرمة، ووصف حالته التي كان عليها في الغربة أثناء إقامته بمصر، فجعل من التكرارات في ثنايا شعره فضاءات ممتدة داخل النص الشعري لتؤكد شوقه لوطنه وتعبيره الصادق عن حُبّه له.
وفي ختام الجلسة تقدمت الدكتورة ليلى الشبيلي بورقتها عن أدب الشاعر محمد حسن الفقي، ووصفته بالشاعر متعدد الأغراض الشعرية فالتجربة لديه قد صقلتها الثقافة وارتفعت بها المعاني السامية التي تنشد الفضيلة وتسعى إلى تدمير الرذيلة والصورة لديه مغلفة بالحزن فهو شاعر الغزل وشاعر الإسلام وشاعر الوطن وشاعر الأمة وشاعر بالإنسان في كل بقاع الدنيا ينزف من فكره عصارة فكره وعمره ليسود الأمن والسلام والحب ربوع المعمورة.
وأشارت الشبيلي إلى تأثير المكان عند الشاعر محمد حسن فقي «فالمكان لديه يمثل شيئًا وهو يتحدث عن أشرف وأطهر بقاع الله في الأرض «مكة المكرمة» وليس مجرد ساحة للعرض فقط أو تقليدًا لنمط شعر سار عليه الشعراء القدماء والمحدثون إنها مسقط رأسه ومرتع شبابه وذكرياته وموطن شيخوخته فحديثه هو حديث القلب للقلب».
تم التعقيب على الجلسة الخامسة من قبل الدكتور عبد الله الوشمي.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: ملتقى قراءة النص يضع «حمزة شحاتة» تحت مجهر التحليل النقدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.