يؤكد الدكتور مبارك الخالدي، الناقد والقاص والمترجم، أن في داخله قارئاً قاسياً وصعب الإرضاء، لافتاً إلى أن هذا القارئ، أحياناً يخرس هديل طائر الكتابة الجميل. ويقول حول الترجمة التي يعد هو أحد ممارسيها المميزين، إن الاجتهاد أساس الترجمة الذي تنهض عليه، مشيراً إلى أنه يستطيع الادعاء بأنه لا يستخف بها، وأنه يجتهد في أن ينجز ترجمات أمينة. ويرى الخالدي ان الأمكنة التي يحاسب فيها الإنسان حتى على نواياه ووسوسته، لا تزدهر فيها السيرة الذاتية. موضحاً أنه يمكن الكتابة حتى تحت سقف الحرية المنخفض، وفي اشد الظروف قتامة وحلكة. «الحياة» التقت الناقد والمبدع مبارك الخالدي وحاورته حول عدد من القضايا الثقافية. فإلى تفاصيل الحوار: بداية يتساءل بعض المثقفين إذا ما كنت قد توقفت عن كتابة القصة القصيرة، ذلك أن مدة طويلة تمر قبل أن تنشر نصاً جديداً؟ - سؤال يستدرجني إلى الولوج في الخاص، والى أن أقول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. والحقيقة هي أنني لم أتوقف عن كتابة القصة القصيرة، ولا أدري إذا كان بمقدوري اتخاذ القرار بالتوقف عن كتابتها. لكن من ناحية أخرى، لا استطيع نفي حدوث انقطاعات عن الكتابة تمليها ظروف شخصية وموضوعية، انقطاعات تتفاوت في امدائها الزمنية والمسافات الفاصلة بينها. لكن بين كل انقطاع وآخر، ينفض طائر الكتابة عن أجنحته ذرات السبات ويهدل بنص أو نصين يكون مآلهما إلى ظلمة الأدراج أو ظلمة تجاويف ذاكرة الحاسوب. أحياناً لا يكتمل هديل طائر الكتابة الجميل إذ يخرسه ذلك القارئ القاسي وصعب الإرضاء، الذي أخذ، مع مرور الوقت، يتمدد في داخلي. وغالباً ما تكون نتيجة هذا التمدد قصصاً غير مكتملة، أو مكتملة ولكن تحمل ختم عدم رضاه عنها. يسهم عدم حرصي على النشر في ترسيخ الاعتقاد بأنني توقفت عن الكتابة. قد يبدو غير قابل للتصديق قولي لا أذكر أنني أرسلت نصاً واحداً للنشر من تلقاء نفسي. فنصوصي القليلة المنشورة هنا وهناك وفي أوقات متباعدة، خرجت من مخابئها إما بتحريض وطلب من الأصدقاء، وبعضهم ممن يعملون في الصحافة الثقافية، أو تم تهريبها للنشر من وراء ظهري. النص الوحيد الذي أرسلته من دون «تدخل خارجي!»، هو آخر نص أنجزته، وهو قصة «تباريح وحيّد بن فياض»، نشرت في «الحياة»، 26 أيار (مايو) 2009. وينطبق هذا على ما أترجمه من نصوص سردية. لهذا وكخطوة أولى للخلاص من أغلال هذه العادة، سأرسل ل «الحياة»، بعد أن أفرغ من هذا الحوار، ثلاثة أو أربعة نصوص مترجمة دفعة واحدة. نصوص ترجمتها لأسباب تختلف من نص لآخر، وحاولت أن أكون أميناً في ترجمتها. قمت بترجمة عدد من النصوص الإبداعية، من خلال تجربتك، ما نسبة تحقق الأمانة التي يستطيعها المترجم، لدى نقله لإبداع الآخر، عبر الترجمة؟ - إذا كان السؤال عن الترجمة على وجه العموم، فأنني لا استطيع التكهن والتنبؤ بنسبة تحقق الأمانة في الترجمة، فالتفاوت في ذلك أمر متوقع، والاختلاف بين المترجمين وارد. فهناك المترجم الذي يحرص جداً على أن يكون أميناً في ترجمته قدر استطاعته، وعليه تكون خيانة ترجمته للنص الأصل خيانة محببة، وهناك من لا يكترث بقيمة اسمها الأمانة فيقترف خطيئة التشويه للنصوص المترجمة، مرتكباً بذلك الخيانة الممقوتة، أو غير المحببة. الاجتهاد أساس الترجمة الذي تنهض عليه، وأنا أستطيع الادعاء بأنني لا استخف بها، وأجتهد في أن أنجز ترجمات أمينة. ويبقى الحكم للآخرين. برأيك ما الإشكال الحقيقي، الذي يواجه كتاب السير في الأدب السعودي؟ - في قاعة الدراسة، وجدت نفسي، ذات ضحى، في مواجهة سؤال ألقت به أمامي البروفيسورة ديردرا بير، مؤلفة سيرة صامويل بيكيت وسيرة سيمون دي بوفوار وسيرة اناييس نن. كان السؤال عن السيرة في الأدب السعودي. ولأن النبش في ذاكرتي لم يهدني، آنذاك، إلى سيرة سعودية واحدة استطيع لو الادعاء بأني تصفحتها فقط، رحت أتحدث عن الإشكالات والصعوبات التي تكتنف كتابة السيرة محلياً وفق شروط وتقاليد النموذج الغربي للسيرة الذاتية. إن السيرة، السيرة الذاتية خصوصاً، هي فن بوح الذات عن الذات في المقام الأول، قبل أن تكون مشروع الذات لتشكيل هويتها وشخصيتها، أو عرض وعيها وهويتها في صيرورة تشكلهما. هذا البوح الذاتي الخالص لا يمكن توقعه في مجتمعات يضطر أفرادها دائماً إلى ارتداء الأقنعة. إن الأمكنة التي قد يحاسب فيها الإنسان حتى على نواياه ووسوسته، لا تزدهر فيها السيرة، أعني بذلك السيرة التي يضع من يتصدون لكتابتها أنفسهم تحت القسم بأن يقولوا الحقيقة، فكاتب السيرة «روائي تحت القسم» بحسب جيمس بويل. وكاتب السيرة في مجتمعات الشك والارتيابات متعددة الأسباب لا مناص له من ارتكاب «الحنث العظيم» بالقسم. أو أن يلجأ، تفادياً للقسم والحنث الحتمي به، إلى تجزئة سيرته إلى أجزاء، يعرض كل منها جزءاً من تجربته كما فعل د.غازي القصيبي، هروباً من مواجهة ما لا يمكن البوح به. في ضوء إدراك هذه الحقيقة والوعي بها، يبدو تهريب «السيرذاتي» إلى الرواية تصرفاً حتمياً وتعبيراً عن تعذر البوح. قد تحقق السيرة ازدهاراً لافتاً من المنظور الكمي، لكن لا يخامرني الشك في أنه سيكون ازدهاراً مغلفاً بطهرانية ومثالية مدعاتين، وبنقاء غير حقيقي. هنالك إشكالات أخرى تتعلق بكتابة السيرة، بيد أن المجال لا يتسع لذكرها. ما مشاريعك الإبداعية التي تعمل عليها حالياً؟ - لا أعمل على أية مشاريع إبداعية في اللحظة الراهنة. لكن من يدري، ربما يدخل طائر الكتابة من نافذة المخيلة فجأة ليهدل بنص جديد. يشغل ذهني حالياً التفكير والاشتغال على مشاريع بحثية من أجل الترقية الأكاديمية. كيف يسير مشروع الترجمة في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وهل من عوائق تكتنفه؟ - مشروع الترجمة في النادي جار على قدم وساق. يتابعه ويشرف عليه بجهد دؤوب الزميل الدكتور أحمد الشويخات. في الوقت الذي أجيب خلاله عن أسئلة «الحياة»، يكون المترجمون منكبون على ترجمة النصوص التي اختارتها الهيئة الاستشارية للمشروع، الذي يتألف من أنثولوجيتين، واحدة للشعر وأخرى القصة القصيرة. ما الذي دفع لجنة التحكيم في الدورة السابعة من مسابقة مسرح الدمام للعروض المرئية، التي كنت أنت أحد أعضائها إلى التوصية بتغير المسمى من «مسابقة» إلى «مهرجان»؟ - أسباب عدة حرضت لجنة التحكيم للدورة السابعة من مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة على التوصية بتسميتها «مهرجان» أوصينا بذلك لأن المسابقة مهرجان بالفعل، لا يقل عن المهرجانات الأخرى من ناحية المكونات والتنظيم والإعداد والإدارة والمستوى الجمالي الفني المبهر الذي ظهرت به بعض العروض المشاركة. إن تحويل المسابقة إلى مهرجان لا يتعارض مع مهرجان المسرح السعودي، وليس تكراراً له، بل يكمله ويسهم معه في منح زخم كبير من الفاعلية والإثراء والتطوير للحركة المسرحية في المملكة. يميز مهرجان مسرح الدمام نفسه بأنه للعروض القصيرة أولا، وسيعزز تميزه واختلافه مستقبلا، إذا أخذت جمعية الدمام بتوصية اللجنة وفتحت باب المشاركة لعروض قصيرة خليجية وعربية. سيكون عندئذ ميداناً للتنافس الجميل والمثري لكافة المشاركين، وخصوصاً المسرحيين السعوديين عبر إطلاعهم على، وتماسهم مع تجارب مسرحية متعددة ومتنوعة. وسيتعاظم النفع والفائدة إذا أصبحت له إصداراته على غرار بعض المهرجانات الأخرى، وكذلك حين يصاحب تلك الإصدارات تدشين مشروع مجلة للمسرح تصدر عن جمعية الدمام. قد يقول بعض المتشائمين أو حتى المتسائلين انه لا يوجد في السعودية حركة مسرحية تجعل إصدار هذه المجلة مطلباً ضرورياً. لهؤلاء نقول متسائلين: لم لا تكون هذه المجلة أحد عوامل تفعيل الحركة المسرحية عبر نشر الثقافة المسرحية والمعرفة والوعي بالمسرح فناً وتاريخاً ومدارس؟ الكاتبات والنقد الذكوري قلت إن «بعض الكاتبات لا ترتضي المشروع النقدي للرجل تجاه كتاباتها، باعتباره نوعاً من إبراز التفوق عليها، إلى أي مدي لمست هذا الأمر في مشهدنا الثقافي؟ وهل قولك بناء على تجربة؟ وماذا عن المرأة الناقدة، هل مشروعها النقدي تجاه مثيلتها المرأة أو الرجل مرضي عنه، وكل ذلك يقودنا إلى معرفة رأيك في كتاب «المرأة واللغة» لعبدالله الغذامي؟ - لم يكن لما قلته علاقة مباشرة بمشهدنا الثقافي على نحو خاص؛ كنت أشير إلى موقف بعض الناقدات النسويات الغربيات تجاه ما يعرف بالنقد النسوي الذكري. كان بعض أولئك ينظرن بكثير من الشك والريبة والقلق إلى النقاد الرجال الذين شرعوا في ممارسة النقد النسوي، وكان أبرز أولئك القلقات والمرتابات المنظرة والناقدة النسوية إلين شوالتر التي وصفتهم بالمتشبهين بالنساء في مراجعة كتبتها عن كتاب جوناثان كلر (عن التقويضية) ، وكتاب المنظر والناقد الماركسي تيري إيغلتون الموسوم ب(اغتصاب كلاريسا). ترى شوالتر «إنه عندما لا تكون استعارة المنظرين الذكور للغة النقد النسوي مصحوبة بالرغبة في استكشاف الانحياز الذكوري في نسقهم القرائي، تكون النتيجة نقداً نسوياً يتنافس مع النساء بدلاً من الانعتاق من القيود البطريركية». وتوضح ماري جاكوبس في تعليقها على موقف شوالتر أن تحول أولئك النقاد الرجال إلى النقد النسوي ليس مجرد تشبه بالنساء، بل تعزيز وتأكيد للسلطة الذكورية؛ إنهم مثل المتشبه بالنساء في محاولته إثبات أنه أفضل من المرأة البيولوجية. إن نقد إيغلتون النسوي القضيبي، من وجهة نظر شوالتر، غارة جديدة يشنها على موارد الأنثوي من اجل تحديث الهيمنة الذكرية. أضيف بتردد ترجمة لجزء من ما ذكرته شوالتر عن حلمها بالمؤتمر النسوي في المستقبل: «تومئ إلى المشارك في المناقشة، ينهض بسرعة ويسيطر على المنصة. إنه قوي؛ إنه فصيح؛ إنه يتحدث عن هايدغر أو دريدا أو ليفي شتراوس أو بريخت. إنه يرتدي فستاناً». كانت المفارقة صارخة وجلية وأنا أقرأ الدكتور عبدالله الغذامي وهو يستشهد بإلين شوالتر في كتابة «المرأة واللغة»، وتتضخم المفارقة وتتأكد بإشارته في أكثر من موضع إلى كتاب جوناثان كلر (عن التقويضية) الذي وصفته شوالتر بسببه متشبهاً بالنساء. هل كان الغذامي في دراسته «المرأة واللغة» متشبها بالنساء من وجهة نظر شوالتر؟ وهل ألف هذه الدراسة ليؤكد تفوقه على المرأة في الكتابة عنها؟ وهل «المرأة واللغة» مثل نقد إيغلتون القضيبي الذي تقول عنه ماري جاكوبس إنه إسكات وتهميش للنقد النسوي عبر النطق بلسانه؟ لا أتفق، إطلاقاً، مع شوالتر في موقفها النسوي الشوفيني، الذي يحتمل أنه تغير، كما تغير الغذامي ذاته وتحول من النقد النسوي الذكري إلى النقد الثقافي، ليغدو ناقداً ثقافياً فحلاً! «لا يمكن أن ينتج الإنسان دون أن يتمتع بسقف عال من الحرية»، كيف ترى سقف الحرية في مشهدنا الثقافي، وهل نمتلك جواً صحياً للإبداع؟ - على رغم أن السؤال يأتي بقدر كبير من التعميم لعدم تضمنه تعريفاً للإنتاج المشار إليه، أفهم منه أن الإنتاج المقصود هو الإبداعي والفكري. وجواباً عنه، أقول نعم الإنسان قادر على الإنتاج حتى تحت سقف الحرية المنخفض، وفي أشد الظروف قتامة وحلكة. فالحياة يجب أن تستمر، واستمرار الإنتاج تأكيد لإرادة الحياة، وكل عمل أو نص إبداعي أو فكري جديد هو صرخة احتجاج ولو خفيضة ضد من لا همّ له سوى إبقاء السقف منخفضاً، أو يكون النص دفعة تشترك مع دفعات أخرى لدفع السقف للأعلى لترفعه عن الهامات ولو قيد أنمله. كل نص لا يتماهى مع سادن السقف هو للتمكين المعرفي والثقافي، ورافد يصب في مجرى تشكل خطاب مضاد للسائد، الذي لا يكل ولا يمل من تجديد نفسه وبسط هيمنته وإدامتها عبر الأجهزة المختلفة بحسب تنظير ألتوسير. تتكاثر الكتابات والإشارات إلى اختراق الرواية المحلية وانتهاكها لتحصينات التابو والتقليص التدريجي الواعي وغير الواعي أحياناً لمساحة ما لا يمكن رويه/سرده لكن ليس بمفهومه وأنواعه المتعددة بحسب تنظير روبن وارهول. هذا التجرؤ على الاختراق المتكرر للتابو نتيجته، في المحصلة النهائية، اتساع مساحة حرية التعبير الإبداعي. الليلة لا تشبه البارحة في المشهد الثقافي، والليلة المقبلة ستكون حتماً اشتد اختلافاً عنهما. طلب الدعم وتسول الأدباء الوضع المادي المتردي، الذي يعيشه المثقف في الغالب، هل يعد مسوغاً مقبولاً لطرق الأبواب طلباً للدعم؟ وكيف ترى انعكاس ذلك على الإبداع؟ - ذات يوم، أمسكت برواية لإحدى الروائيات الأميركيات، وبفضول لم أعهده فيّ من قبل، رحت اقرأ صفحة «الشكر»، التي حبّرت فيها الكاتبة شكرها وامتنانها لإحدى مؤسسات الأوقاف للفنون التي قدمت لها منحة مكنتها من التفرغ لتأليف الرواية التي كانت في يدي. أغلقت الرواية ووقفت للحظات صامتاً منبهراً، أتساءل: «لماذا لا يحدث هذا عندنا؟ متى توجد مثل تلك المؤسسة لتقديم الدعم المالي للمبدعين والمثقفين ليتفرغوا للتأليف؟ إنني لا أعد طلب الدعم من مؤسسات كتلك لو وجدت تسولاً كما توحي عبارة «طرق الأبواب» في السؤال؛ كما لن تكون للدعم أية انعكاسات سلبية على الإبداع إذا جاء من دون شروط. لقد تلقت ديردرا بير التي ذكرتها في إجابتي عن السؤال الثاني دعماً مالياً من أربع مؤسسات للتفرغ لتأليف سيرة صامويل بيكيت، ودعماً من ثلاث أخر لتأليف سيرة سيمون دي بوفوار. فازت الأولى بجائزة «ناشنال بوك أوورد» وتصدرت الثانية قائمة «ذا برليانت ناشنال بستسللر». كانت السيدة بير أفضل حظاً،على سبيل المثال، من مواطنها الروائي ويليام فوكنر، الذي كاد سوء الوضع المادي يدفعه إلى المجازفة بفقد سمعته الأدبية، لولا انتصار الفنان فيه - في اللحظات الأخيرة - لفنه وتعاليه على الظرف الصعب للغاية. لقد اضطرت الحاجة فوكنر إلى تأليف روايته «الملاذ»، نافخاً فيها زخات من الإثارة بحسب طلب ناشره سميث هال، الذي أرادها أن تكون مثيرة ومروعة. لكن عندما تسلّم فوكنر ألواح الطباعة أفاق على حقيقة سوئها، فأرسل لناشره يطلب منه ألا ينشرها. وكان جواب الناشر، الذي كان يعاني، بدوره، ضائقة مالية، أنه لا يستطيع إيقاف ذلك. فرد عليه فوكنر بطريقة حاسمة: «إنك لا تستطيع نشرها في هذه الحالة. إنها مجرد كتاب سيئ.» وكتب فوكنر «الملاذ» للمرة الثانية، لكيلا تسيء لسمعته، ولسمعة روايتيه اللتين سبقتاها: «الصخب والعنف»، و»حينما تمددت محتضرة». لو كان أمام فوكنر باب مؤسسة داعمة وطرقه، لما مرّ بتلك التجربة القاسية التي وضعت إخلاصه لفنه على المحك.