على وزارة الثقافة والإعلام النفور من جمودها، وتبنّي دور جديد ومهام جديدة بدلاً من دورها المحنّط الذي فشلت في بعث الحياة فيه، هي ومنسوبوها وحتى المواطن. على سبيل المثال وليس الحصر: 1_من الممكن أن تكوّن جهة ترصد المواهب الضائعة في «أداب الشوارع» فتهتم بالرسامين والخطاطين المعلّقة مواهبهم على جدران مجهولة، أو في مواقع التواصل الاجتماعي حيث صانعو الطرفة و مؤلفو الشائعات، فتصنع من بعض هؤلاء بعد تطويرهم وتهذيهم - ولا أبالغ إن قلت ابتعاثهم-. المذيع أو القاص أو الممثل والكاتب والسينمائي وحتى السياسي. 2_الحد من جنون الحمقى بالحد من شهرتهم من خلال حذف المقاطع التي يصورونها ويتهافتون على تفاهتها، وللأسف نحن نساهم في الترويج لها مدحًا أو ذمًا أو حتى بالسكوت عنها. كما تستطيع رفع قضية بسبب إساءتهم لسمعة الوطن فهم يروّجون أننا شعب متطوّر في احتراف التفاهة، وبهذا يرتدع كل أحمق، ويتورع الناس عن نشر الحماقة. كما يمكن الاستفادة من الموهبة كما أسلفت. 3_قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبة أحد المثقفين ببيع مكتبته وتستطيع الوزارة بعد أن تقيّم الكتب - بعيدا عن البيروقراطية- أن تؤجر الكتب على الجامعات السعودية مثلًا أو تتفق مع صاحبها على تأجير مكتبه بما فيه من كتب لعدد من الساعات خلال اليوم فتكون بهذا شجّعت على القراءة ونفذ المثقف من الفقر. 4_ تستطيع الوزارة إغلاق باب الدراما السعودية إلى حين ميسرة؛ فأول ما تبدأ به الاعتراف بضعفها وفي هذا نصر مؤزر وإيمان بدورها في تعديل المشهد الثقافي؛ فالدراما عندنا اهدار للجهد والوقت والمال، كما أنها تجلب سخرية العالم. 5_ إذا عجزت وزارة الثقافة والإعلام عن كل ما فيه صلاحها وفشلت في تبنّي ما يعيد لها الحياة والحيويّة فعليها الاعتراف بفشلها الذريع وتتبنّى الرغبة في إلغاء نفسها. بعد هذه المقترحات أحب أن أنوّه إلى أنه: في وقت مضى مُلئت صحفنا بأفكار ووسائل لدعم القراءة والتصدي للعزوف الذي طوّق الناس وكبّل عقولهم، فتبنّتها دول أخرى وبنت عليها استراتيجيتها، بعد استحداث وتطوير لبعض الأفكار. فإلى متى نكتب ومكب النفايات مصير أفكارنا في بلادنا، بينما لها الصدارة والتتويج في منابر تقدّس الأفكار وتنقلها من ميدان الكلام إلى ميدان الفعل وبأسماء حتى الفكرة تقول لمتبنّيها: لستُ لك؟!. - نادية السالمي