استلهم التوفيق كثيراً ووافق تحديات التنمية مراراً وتوافق مع كل منصب تولاه. إنه الوزير «الجوكر» وزير الصحة توفيق الربيعة واجهة وزراء الجيل السابق والمخضرم الذي عاش في ردهات الحقائب الوزارية المنوعة ما بين رعيل الكبار وجيل الدماء الشابة. الربيعة سليل أسرة أبحرت في خضم المسؤوليات وأمطرت بأبناء بررة عانقوا الإنجازات وسابقوا الزمن في وضع البصمات الجلية في عدة مواقع. يحمل الدكتور الربيعة شهادة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي من جامعة بيتسبرغ بأمريكا والماجستير في علوم الحاسوب وماجستير آخر في نظم المعلومات وبكالوريوس الإدارة المالية والرياضيات من كلية العلوم الإدارية من جامعة الملك سعود. قدم الربيعة للوطن بشهادات عليا وكان همه الأول وحلمه الأمثل أن ينشء البيئة المعرفية الذكية لأنه أيقن أنها بوابة العمل المؤسساتي وتيقن أن التقنية أهم أولويات وأد البيروقراطية ومعانقة النجاحات. استغنى الدكتور الشاب عن بذلتة التي جلس أسيراً لها سنوات في بلاد الغربة ليلبس ثوبه السعودي وخوذتة لينازل العمل في الميدان من وسط صناعة الإنتاج عندما عمل مديراً لهيئة المدن الصناعية مؤسساً ثقافة جديدة للعمل المتطور مع سجل ناصع من العمل كوكيل لوزارة التجارة والصناعة وقبلها مديراً عاماً في قطاع تنمية الاستثمار بالهيئة العامة للاستثمار. بوجه بشوش ومحيا ودود وملامح مألوفة وسحنة متآلفة يوجه الوزير الأبرز إن «رجحت كفة الظن» في الذاكرة الشعبية وفي الذكرى العملية العمل نحو بوصلة الواقع وحيث تتجه «عيون» المواطن على قرار مفعل بعيداً عن لغة الافتعال. يعشق الربيعة التطوير المركب المعتمد على «فريق العمل الواحد» حيث ألغى من وزارته السابقة التجارة المركزية ونظف «أركانها» من القرارات العتيقة عندما رفع العمل التقني إلى أعلى درجاته وحول التجارة الوزارة البطيئة إلى «وزارة مشتعلة باتت أنموذجا في سنوات مضت». أنشأ الدكتور الربيعة بنية ذكية داخل المدن الصناعية عن طريق توفير شبكات اتصال ذات سرعات عالية مع خدمات ذكية كما ساهم الدكتور الربيعة في تطوير وكالة الصناعة في وزارة التجارة منذ تكليفه بها سابقاً. وبرع من ضمن المؤسسين للخطة الوطنية لتقنية المعلومات، نشر أكثر من 16 ورقة عمل علمية في المنشورات الدولية المتخصصة، وشارك في مؤتمرات عديدة، وشارك في إعداد وثيقة خطة رؤية تقنية المعلومات، التي تمثل الأساس لتطوير الخطة الوطنية السعودية لتقنية المعلومات. إضافة إلى العديد من المهام المتعلقة بالاستشارات والعضويات داخلياً وخارجياً كل هذه المهام والمناصب صقلت الربيعة لتحوله إلى وزير بتوليفة خاصة وبمنهجية مبدعة. بين هيئتي المدن الصناعية والاستثمار وزارة التجارة والصناعة وأخيراً وزارة الصحة تتحدد سيرة الربيعة العصماء التي اختلطت برضا المستهلكين والمتعاملين والعملاء ونالت إعجاب المراقبين حيث صنع الربيعة بيئة عمل مختلفة وطور الأداء ومزق ملفات المواعيد وأتلف السجلات القديمة للمعاملات الحكومية ليوظف عملاً يتواءم مع تغير الفكر وتغيير التوجه. في خضم التغيير والتطوير والتجديد برق ولمع اسمه وسبقته أعماله وخلفته صداها حيث اختارت القيادة الربيعة قبل أشهر وزيراً للصحة توجه إلى «الوزارة الأكثر جدلاً» وإلى الكرسي الأصعب مكوثاً وإلى المنصب الأعلى مراقبة والأهم متابعة ليكون أمام اختيار واختبار وكعادته وهو أولهم الذي علمهم «توديع البرستيج» خلع بشته توغل في ردهات الوزارة وأرشيفها «المعتق» بالتسويفات والمواعيد استغل سيارته صال وجال في الميادين الصحية ليكشف اللثام عن «وجه» بائس طالما انتظر التجديد والتجميل ليسجل نقلة وصفت بالمطمئنة مقارنة بالزمن وسط آمال موحدة يتشارك فيها كل الوطن وستظل موصوفة بالكبيرة في شخص الوزير وماضية المسجوع بالانتاج المجموع بانتهاج العمل وانتقاد التصريحات. الربيعة القيادي المبتكر تحت مجهر شعبي دقيق نتائجه مستمرة لا يتقيد بعقارب «الساعة» وفي «مهمه» تحتاج إنجازاً تؤكده «مؤشرات الرضا» وإيجازاً تصنعه «لغة القرار» وعملاً دؤوباً يعتمد على ركنيين أساسيين وهما «التبديل والتعديل» في أخطاء مضت و»الابتكار والاقتدار» في مستقبل قادم.