نشأت محباً للأدب وللثقافة، وكنتُ طول المدة الماضية أحاول أن أجد لي مكاناً بين الأدباء والمثقفين والكتّاب، إلا أن طبيعة الملتقيات والندوات والأمسيات حالت دون أن تفسح لي مجالاً لأبرز؛ ولهذا فكرتُ في مبادرة أكون فيها ومن معي من أعضاء مبادرة (ضياء الثقافة) نحن من يسهم في مد جسور التواصل بين الأدباء ومحبي الأدب والمهتمين بعامة مع بعضهم، فوُلدت هذه المبادرة (ضياء الثقافة). فقد كنت أفكّر بعمل «ما» خارج الصندوق الثّقافي، فتبلورت الفكرة باقتراح الدّكتور سعود بن سليمان اليوسف الذي طرحه في مقاله (الأندية الأدبية.. قبل انحسار الضوء) المنشور في صحيفة الجزيرة الثّقافية في 16 / 7 / 1437ه. كانت فكرة مشروعي الأدبي قد ظهرت بعد نقاشٍ عابرٍ مع أحد الأدباء، كما ولدت من رحم التّهميش لأسبابٍ كثيرةٍ، يضيق المقال عن سردها، وخاصة أنني لست في مقام النّقد، بل في مجال العمل. وتعدّ أعمال المشروع كاملة جهوداً فرديّة تطوعية، وهي مبادرة شبابية تهتمّ بالكُتّاب والشّعراء الشّباب على مستوى الوطن العربيّ وتوفير الدّعم في إصدارتهم والتّسويق لهم وإقامة لقاءاتٍ أدبيّةٍ لهم خارج أسوار النّوادي الأدبيّة والمراكز الثّقافيّة. وبفضل الله أقمنا أوّل أمسيّةٍ أدبيّةٍ بإشراف مبادرة ضياء الثّقافة، وعُمِلت الدّراسات النّقديّة من قِبَل نقّاد في مصر والسّعودية ولبنان، لإثبات قوّة نصٍّ مميّزٍ بحكم مفرداته، وليس لعوامل تجاريّة أو محسوبيات من أيّ طرفٍ. كانت الأمسية الأدبيّة جميلةً بشهادة الحضور المدعوِّين من الأكاديميين والنّقّاد والمهتمّين في الأدب الجديد. في هذا اللقاء كان هناك مراوحة بين القصيد من الشّاعر سعود اليوسف والكاتب خزام الشّهراني في محاضرةٍ عن معوقات الكُتّاب الشّباب، بعدها تتابعت مداخلات نقديّة وأسئلة مطروحة، ووُزعت دواوين الشاعر وإصدارات الكاتب على الحضور، مع ما وصلنا من المشاركين في المبادرة على مستوى الوطن العربي، وهم: الدكتورة نورا مرعي من لبنان، وسارة كرم من مصر، والدكتور محمد السقاف، والأستاذ ثامر شاكر، والدكتورة مرام مكاوي، والدكتورة شيماء الشريف، والأستاذة لبابة أبو صالح من المملكة العربية السعودية. وبعدها أقيم حفل العشاء الذي كان أيضاً حافلاً بالحوارات الثقافية والأدبية، وفي الأسبوع الذي تلاه نظّمت المبادرة أمسيةً أدبيةً نسائيةً بإشراف أفراد المبادرة عن خطوات الكتابة الإبداعيّة، قدّمتها الكاتبة الأستاذة لبابة أبو صالح. ومن الجدير ذكره إشادة أحد النقاد الأكاديميين الكبار وهو الدكتور حسين المناصرة و إعجابه بفكرة المبادرة وعملها وتشبيهها برابطة شعراء المهجر إذا كتب الله لها النجاح، ويجري حالياً التنسيق مع بعض الجهات الثقافية بجدة لعمل أمسيات أدبية، وفي أجندة المبادرة الترتيب لإقامة أمسيات في الدول العربية بداية بالأردن حيث كانت هي نقطة انطلاق المبادرة الأولى. ويسعدني ختاماً أن أشكر نادي الرياض الأدبي على دعوته الكريمة لمبادرة ضياء الثقافة للمشاركة في أمسية أدبية على هامش معرض الكتاب الخيري العاشر الذي سوف يخصص ريعه لجمعية التوحد وهذه لفتة إنسانية رائعة منهم؛ وذلك لطرح فكرة المبادرة، والحديث عن المعوقات، وأسباب النجاح. - محمد بن زعير