لا أعتقد أن هناك من ينكر تميز الثقافة في المملكة العربية السعودية في عهد مؤسس الثقافة والرياضة الأمير الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله، فقد كانت الثقافة والفنون تتبع إدارياً وتنظيمياً الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكانت تزخر بالعديد من النشاطات والفعاليات ومنها نادي القصة السعودي وصندوق الأدباء والفنانين والمجلة الرائدة المتميزة «التوباد» بالإضافة لمجلات ثقافية عديدة كانت تصدر أما عن طريق أحد فروع الجمعية السعودية للثقافة والفنون أو عن طريق الأندية الأدبية التي كانت هي الأخرى تتبع للرئاسة. كما أن العمل المسرحي في خارج المملكة كان مستمرا وأتذكر منها مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة ومهرجان الفكاهين العرب في مصر والمغرب ومهرجان المسرح العربي بمصر ومهرجان قرطاج بتونس ومهرجان المسرح الخليجي حيث لم تكن المملكة تغيب عن تلك المهرجانات كما لا ننسى مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية ومشاركة في معارض الكتاب في معظم دول العالم. وكان للرئاسة دور متميز ومشاركة بأنديتها الأدبية وجمعياتها للثقافة والفنون.. أما اليوم وبعد انفصال كل تلك الأمور عن الرئاسة بعد رحيل رجل الثقافة والرياضة الحديثة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله تبدل الحال وتدهور حال الثقافة فلم نعد نسمع الا نشاطات تعد على الأصابع لا يعلم عنها سوى فئات محدودة، والسواد الأعظم لا يعلم عنها وأقصد فعاليات الأندية الأدبية كما أن نشاطات جمعية الثقافية والفنون ضعيفة ومتهالكة لأسماء غير معروفة. فالإعلان عن أمسية ثقافية فنية تنقلب رأسا على عقب أي أنك تجدها فنية غنائية لشخص غير معروف كما أن فرع الجمعية بالرياض أهملوا العديد من النشاطات وركزوا على الفن الغنائي ولأسماء غير مؤثرة ولا مقنعة، والقسم الوحيد بالجمعية هو قسم الفنون التشكيلية الذي وفق القائمون على الجمعية في اختيار شخص كفء هو الفنان والمعلم التربوي عبدالعزيز الزهراني الذي يبذل جهوداً مضاعفاً لخدمة الفن التشكيلي. ومن المهم أن يكون هناك دمج لقطاعات الثقافية الجمعية للثقافة والفنون والأندية الأدبية والجمعيات التشكيلية والمسرحية والمنتجين تحت مظلة واحدة لعل أشرقت الثقافة السعودية تعود من جديد على سواعد المخلصين المحبين لوطنهم وثقافتهم وتراثهم وفنونهم ويسعون لخدمته وإبراز جمالياته. - محمد عبد العزيز اليحيا