استبشر الأدباء والمثقفون بالأوامر الملكية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للأندية الأدبية. هذه الأوامر -لا شك- ستكون عونا لمزيد من العطاء والعمل في أنديتنا الأدبية، التي طالما عملت وتنافست من أجل رفعة الثقافة ودعم الأدباء والمثقفين والثقافة السعودية في الداخل والخارج. الساحة الثقافية السعودية يعتلي وزارتها (الثقافة والإعلام) واحد من رجال الإعلام الأكفاء الشباب، هو معالي الدكتور عادل الطريفي، الذي تستبشر به الساحة وبمشاريعه وأفكاره واهتماماته التي ستصب -بلا شك- في رفع وإعلاء اسم المملكة في الداخل والخارج. لا شك في أن نجاح الطريفي في إدارته العامة لقناة العربية، ورئاسته تحرير جريدة الشرق الأوسط، يجعلنا نتفاءل وننتظر نجاحا موازيا في قطاع الإعلام والثقافة والفنون وقد تقلد مسئولياتها. الأنشطة والفعاليات الثقافية عامة، كانت محل اهتمام كبير من وزارة الثقافة والإعلام، كما كانت قبل ذلك محل اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب. الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون -بكافة فروعها- تقوم بدور حيوي وهام في زمن المتغيرات وزمن الثقافة وزمن الصورة. وإذا كانت جمعية الثقافة والفنون تجد دعما موازيا غير كاف يسهم في استمرار أنشطتها، فإن جمعيات أخرى أسستها الوزارة لا تزال بعيدة عن عين الوزارة، خاصة الدعم المالي. الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وغيرها من جمعيات مماثلة للمسرح والخط العربي والتصوير الضوئي والكاريكاتير، قامت على نظام انتخابي، ووُعدت بدعم مادي منذ 2007، ومع السعي لدور واضح ومؤثر لهذه الجمعيات، إلا أنها بقيت في الهامش، وتقوم على مقدار اهتمام ومساعي مجالس إداراتها، التي انتهت فتراتهم، ثم بتجديد غير قانوني يجعلها في الصورة، إذا أخذنا في الاعتبار اللوائح والنصوص التي قامت عليها الجمعيات. لم يعد لجمعية التشكيليين الدور الذي طالما انتظرناه أعواما، والذي عقده التشكيليون عليها عندما تم الإعلان عن قيامها وانتخاب مجلس إدارتها، وهو بالمثل لدى الجمعيات الأخرى. وقياسا على الماضي فإن الاهتمام التشكيلي من طرف وزارة الثقافة والإعلام محدود، ومعرض أو معرضان في العام لا يكفيان يقدر ابناؤها بالمئات. أعلم أن هناك معرضا للفنانات التشكيليات السعوديات، ولكنه أتى بعد شهور طويلة من الصمت، إدارة الفنون التشكيلية لم تزل ممثلة في شخص واحد لا يرسم أي علاقة مع كثير من ابناء الوسط، ولا تربطه إلا المراسلات الرسمية، التي يعطلها الوقت وبيروقراطية التعامل، أو الردود، هذا إذا كانت هناك ردود. لقد اتسعت الفجوة بسبب القائم على إدارة الفنون التشكيلية بالوزارة في العلاقة مع كثير من ابناء الوسط التشكيلي، وقد كتبت مرارا عن بعض المعاناة دون آذان صاغية أو رد من وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. يتجاوز عمر الساحة التشكيلية السعودية الخمسين عاما، ولم تزل الأنشطة اذا وجدت لفئة من الفنانين أو الفنانات، فقد تم تجاهل الرعيل الأول والثاني، وحتى الثالث والمفترض أن تكون هناك برامج تشمل كل فئات الفنانين والفنانات بالمعارض الفردية والمعارض المشتركة والمعارض الجماعية والمعارض التكريمية وطباعة الكتب عنهم، وطباعة الكتب عن الفن التشكيلي السعودي، ودعمهم على مستوى الداخل والخارج، وأمور كثيرة يمكن القيام بها؛ للنهوض بحركة الفن التشكيلي المحلي على المستوى الرسمي، والاهتمام بالمنتسبين لها، فلا جمعية التشكيليين استطاعت استقطاب الفنانين ودعمهم؛ لعدم وجود ميزانية أو دعم في الأساس، وجمعية الثقافة والفنون لا تزال تعيش على ما اطلقت عليه (التقشف)، وإدارة الفنون التشكيلية في الوزارة لا حياة لمن تنادي. كنت اقترحت قبل أسابيع في هذا المكان، توجيه دعوة لبعض الفنانين التشكيليين من أكثر من منطقة ومدينة، يلتقي بهم معالي وزير الثقافة والإعلام؛ للاستعلام والتباحث والحديث حول الفن التشكيلي واحتياجاته ووضعه الراهن، وآملا ألا يتم اختيار هؤلاء عن طريق إدارة الفنون التشكيلية في الوزارة؛ لأنها يمكن أن تجلب من تريد ومن تهوى. أملنا في الله كبير، ثم في معالي الوزير د. عادل الطريفي الذي أتمنى أن يكون عهده الثقافي متميزا بالعطاء والإنتاجية والاهتمام بالجميع، بالدعم والتشجيع الذي يبعثه والد الجميع، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد خطاه.