عاشت إحدى المناطق الريفية التباعة لمدينة بنقردان الواقعة في أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا، أوقاتاً عصيبة ليلة أول أمس السبت، حيث حلقت الطائرات الحربية فوق المنطقة دعمتها أرضاً مدرعات ومدفعيات ثقيلة وذلك في إطار عملية ملاحقة ل15 عنصراً إرهابياً مسلحاً أكد شهود عيان أنها تتخفى بأحد الأودية هناك وربما تكون تستعد لتنفيذ هجوم آخر بعد الهجوم الثلاثي الذي كانت مجموعات إرهابية قد حاولت تنفيذه فجر 7 مارس الماضي وتصدت لها الوحدات الأمنية والعسكرية بكل بسالة وأحبطت أعمالها. وفيما لا تزال عمليات التمشيط متواصلة هناك، تستمر ملاحقة عناصر مسلحة أخرى بمناطق متفرقة من محافظة القصرين حيث شهدت مرتفعات جبل السلوم كامل اليومين الماضيين، قصفاً برياً وجوياً مكثفاً باستعمال الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة وفق ما ذكره عدد من شهود عيان قاطنين بالقرب من الجبل المذكور. وتتنزل هذه العمليات بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية بالجهة، في إطار تواصل العمليات العسكرية بالمناطق المغلقة بالقصرين دون أن تضيف أية معلومات أخرى. وكشف مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أن وحدات القمارق وتفتيش المسافرين بمعبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا من جهة بن قردان، تمكنت فجر أمس الأحد من الكشف عن 3 بنادق صيد متطورة وحجز عدد كبير جداً من الخراطيش مخبأة داخل هيكل سيارة تونسي قادم من ليبيا. وأوضحت مصادر قمرقية بالجهة، أن وحدات الأمن الحدودي عثرت على المحجوز عند إخضاع السيارة للتفتيش الدقيق قبل السماح لصاحبها بالعبور إلى تونس. ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه مدينة بن قردان ومحيطها خلال الليلة قبل الماضية، انتشاراً أمنياً وعسكرياً مكثفاً إثر ورود معلومات عن وجود تحركات لعناصر مشبوهة بمنطقة الصمار من محافظة تطاوين متوجهة إلى مدينة بنقردان التي لا تزال تلملم جراحها النازفة جراء مقتل عدد من أبنائها خلال العملية الإرهابية الثلاثية التي نفذتها مجموعات مسلحة فجر 7 مارس الماضي. وأكدت ذات المصادر أن الهدوء عاد إلى المناطق التي شهدت طلعات جوية عسكرية فيما تتواصل عمليات التمشيط براً على أمل القبض على العناصر الإرهابية التي يحتمل أن تكون دخلت التراب التونسي سراً بعد فرارها من الأراضي الليبية التي اشتد بها قصف مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي.