وسط تواصل العمل بنظام حظر التجول ليلاً، استفاق فجر أمس ساكنو بنقردان الواقعة على الحدود الجنوبية مع الجارة ليبيا، على وقع تبادل لإطلاق الرصاص بين مجموعة إرهابية وأفراد من القوات العسكرية والأمنية المشتركة التي حاصرت المسلحين الخمسة المتحصنين بأحد المنازل بالمدينة وقضت عليهم، وحجزت أسلحة نارية كثيرة لديهم كانوا استعملوها خلال الهجوم الثلاثي الذي نفذوه بمعية عشرات المسلحين فجر الاثنين الماضي على مقرات سيادة وضد عدد من أبرز الأمنيين بالمنطقة. وفيما تتواصل عمليات ملاحقة المسلحين الفارين من المواجهات واستناداً إلى اعترافات العناصر المسلحة التي تم إيقافها خلال هذه العملية الغادرة والتي بلغ عددها إلى اليوم 30 عنصراً أغلبها مصنف خطير جداً فيما تم التعرف إلى هوية 28 جثة من مجموع 55 من الذين تم القضاء عليهم وقد تأكد أنها لتونسيين فيما تجري عمليات تحليل دقيقة لتحديد هوية البقية، فإن المخطط الإستراتيجي الذي اعتمده الإرهابيون كان يرتكز على القضاء على أبرز القيادات الأمنية بالجهة وفي مقدمتها رئيس فرقة مكافحة الإرهاب بالجهة، وإرباك المؤسسة العسكرية واحتلال الثكنة وقتل أعوان الحراسة يمؤسسات السيادة الأخرى قصد السيطرة عليها، ومن ثمة إعلان بن قردان إمارة اسلامية. وأقر أخطر الإرهابيون الموقوفون بأن قيادات تنظيم «داعش» الموجودة بليبيا، هي من قرر «دفن» الأسلحة الحربية في الصحراء التونسية، حيث كشف مصدر أمني حسن الاطلاع أن القوات الأمنية عثرت في أحد الحقول، على حفرة كبيرة تحت الرمال تحتوي على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة الحربية من خراطيش وإطلاقات تتمثل في أسلحة مخصصة لإسقاط الطائرات الحربية، فضلاً عن بنادق كلاشينكوف وصواريخ «أر بي جي» وأسلحة خاصة بالقناصة ومخازن تابعة لها. وأقر الموقوف الخطير بأن النية كانت تتجه إلى استعمال هذه الأسلحة بعد السيطرة التامة على مقرات السيادة قصد ضرب طائرات القوات النظامية التي كان يتوقع أن تستهدفهم. وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد وصل صباح أمس إلى بن قردان وسط إجراءات أمنية وعسكرية شديدة حيث زار مقبرة الشهداء، هناك وترحم على أرواح المدنيين والعسكريين والأمنيين الذين سقطوا على يد الغدر والتطرف.