رغم الحملة السلبية التي يواجهها المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، من معظم الشرائح الجمهورية، مثل السيدات، والسود، والأقليات، وكذلك إعلان أقطاب من الحزب الجمهوري عدم دعمهم له، بما في ذلك رؤساء جمهوريون سابقون، مثل الرئيسين بوش الأب والابن، ورئيس مجلس النواب، بول راين، والذي يُعتبر أقوى شخصية جمهورية حالياً، اذ إن رئيس مجلس النواب هو الثالث على ترتيب رئاسة أمريكا، فيما لو حدث مكروه للرئيس ونائبه، إلا أن ترمب لا زال يكابر عن الاعتذار لكل هذه الشرائح، ويمضي قدماً في حملته الانتخابية، وذلك لعلمه بأنه خطف بطاقة الترشح رغماً عن الجميع، ولكن قلق الجمهوريين يتزايد يوماً بعد يوم، لعلمهم بأن ترمب لن يكون بوسعه هزيمة المرشح الديمقراطي المحتمل، هيلاري كلينتون، في انتخابات الرئاسة القادمة، ليس لتميُّز هيلاري، ولكن لأنها تملك شعبية كبيرة لدى الفئات التي تمقت دونالد ترمب، أي الأقليات، والسود، والسيدات، علاوة على خبرتها في السياسة الخارجية، مقارنة بترمب، والذي لا تتجاوز معرفته بالسياسة الخارجية معرفة شعبان عبد الرحيم بالفيزياء الفلكية الذرية. كان من المتوقع أن يحرص ترمب، وهو في هذا الموقف السيئ، أن يختار نائباً له من ذوي السمعة السياسية المتميزة، وذوي الشعبية لدى الفئات التي تتخذ موقفاً سلبياً منه، مثل عضو مجلس النواب السابق، الدكتور رون بول، ورغم أن هذا صعب جداً، لأن معظم الشخصيات الجمهورية المحترمة سترفض حتماً العمل مع شخصية مثيرة للجدل، إلا أنه ليس مستحيلاً، في حال تدخل الحزب، ومع ذلك فإن ترمب يفكر حالياً في اختيار عضو مجلس النواب ورئيسه السابق، نيوت قينقريتش نائباً له، وقينقريتش ليس بتلك الشخصية التي من الممكن أن تجذب الناخبين، فهو من شاكلة ترمب، ويتبنى ذات المواقف، وله تصريحات سلبية جداً، ضد الأقليات العرقية والدينية، ومع أن خلطة ترمب وقينقريتش ستجذب المحافظين، أي العنصريين، مثل الإنجيليين المسيحيين (الصحويين في أمريكا)، وستجذب أنصار أقصى اليمين في الحزب الجمهوري، إلا أنها لن تجذب معظم الشرائح الأمريكية، بكل تأكيد. لا ندري من هي الشخصيات الأخرى، التي من الممكن أن يختار منها ترمب نائباً له، ولكن طالما أنه يفكر في اختيار نيوت قينقريتش، فلعلي أقترح عليه اختيار حاكمة ولاية ألاسكا السابقة، سارا بالين، والتي تسببت بنكبة كبرى للمرشح الجمهوري، جون مكين، في انتخابات 2008، عندما اختارها نائبة له، واتضح بعد ذلك أنها عبارة عن كتلة من الجهل والغباء، فهي التي قالت، عندما سُئلت عما إن كان لديها خبرة في الشأن الروسي: «نعم، إنني أستطيع رؤية موسكو من شرفة منزلي في ولاية ألاسكا!!»، وهذا يعني أنه سيكون لديها خبرة كافية عن الشرق الأوسط، فيما لو قُدر لها أن تركب طائرة تمر من فوق منطقتنا، والمؤكد أن الولاياتالمتحدة تمر بمرحلة مفصلية، منذ انتخاب الرئيس باراك أوباما، ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح، ففي النهاية، هذه هي أهم وأقوى دولة في العالم، والكل يعلم أنها أينما سارت، سار معها هذا العالم الكبير.