لقد شعر الكنديون بالأسى عندما علموا بقطع رأس جون ريدسيل على يد جماعة أبوسياف التي تخطف الرهائن في الفلبين، وبالطبع لدينا كل الحق في أن نقلق بشأن ما يمكن أن يحدث لرفيقه الكندي روبرت هال وللآخرين الذين لا يزالون قيد الاختطاف. التطور المفزع للأحداث جعلت بعض الناس يعيدون التفكير في سياسة الحكومة الكندية بعدم دفع فدية لمواطنيها الذين يجدون أنفسهم قيد الاختطاف، فهذه السياسة تشترك فيها معظم الدول الغربية بلا جدال، بينما فرنسا وسويسرا وإسبانيا من ضمن الدول التي قيل أنها دفعت فدية بالملايين، وهناك شكوك في أن كندا ربما تكون قد دفعت سرًا فدية لمرة واحدة على الأقل ربما يكون الأمر مغريًا أن ندفع، ولكنها ممارسة قصيرة النظر، فسياسة كندا بعدم دفع فدية، والتي تعلنها بكل وضوح وقوة، هي الأكثر عقلانية على الإطلاق. فقد أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن دفع فدية لجماعة من مختطفي الرهائن لن يفيد سوى بتشجيع الجماعات الأخرى على ذلك، بل وسيعرّض للخطر حياة ملايين الكنديين الذين يعيشون ويعملون ويسافرون حول العالم في كل عام. كما أشار أيضًا إلى ذلك سيساهم في تمويل المزيد من العنف بإعطاء جماعات مثل أبوسياف المصادر المالية لشراء الأسلحة ودفع الأموال لمجنديها. بالمثل، فقد آشار البعض إلى أنه إذا شعر مختطفو الرهائن برغبة في التفاوض، فإنهم سيستمرون في رفع الأسعار، وهذا الأمر مشاهد في بعض المناطق التي يعمل فيها المجرمون فقط من أجل الدوافع المالية، مقارنة بأولئك الذين يعملون بدافع أيديولوجي. وبينما تزعم جماعة أبوسياف أنها إسلامية، إلا أن دوافعهم تبدو أنها مالية أكثر منها سياسية. تلك حقائق صادمة، ولا تقدم أي تعازي لأسرة وأصدقاء ريدسديل المحطمين، والذين - كما تفيد بعض المصادر - حاولوا أن يتفاوضوا من أجل دفع فدية لإطلاق سراحه ولكنهم لم يستطيعوا جمع أموال كافية. إذن ماذا تستطيع - ويجب على - كندا أن تفعله في مثل تلك المواقف؟ المفاوضات يمكن أن تكون مفيدة إلى حد ما، فيجب الإبقاء على قنوات مفتوحة للاتصال بين الجانبين. كما على كندا أن تتعاون مع سلطات البلدان التي يُختطف فيها الكنديين وتعرض تقديم المساعدة، وبالطبع فإن إدارة الشرطة الكندية والمسؤولين الآخرين قيل أنهم ساعدوا السلطات الفلبينية من أجل تحرير هال والمختطفين الآخرين، بالرغم من أن موقعهم في الأدغال - حيث يعتقد أنه تم اختطافهم فيه - يجعل عمليات الإنقاذ صعبة. من أجل تقليل عدد المختَطَفين حول العالم، من المهم لكندا أن تحاول إقناع الدول الغربية الأخرى برفض دفع أي فدية، فبريطانيا والولايات المتحدة بين الدول التي ترفض بالفعل دفع فدية، ويقول رئيس الوزراء الكندي أنه ينتوي أن يضغط على الدول الأوروبية لتبني السياسات ذاتها. الحل النهائي يجب أن يكون القضاء على دوافع ومحفزات خاطفي الرهائن، وهذا يعني حرفيًا، أن الجريمة لا تفيد.