لم يدر بخلد زايد السيفي، وهو يلتقط صورة له من مدرجات درة الملاعب السعودية أستاذ الملك فهد الدولي بالرياض، وهو يتنقل بين مرافقه، على كرسي متحرك بسبب سمنته المفرطة، أن يتخلص من شحومه المترهلة يوما ما. ما زاد الطين بله - حسب تعبيره- ليس فقط ما يعانيه جراء سمنته، بل تمتد خطورته إلى كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة «إعاقة حركية»، وهي ما أدخلت الشاب الثلاثيني في أزماته النفسية، فساعداه اللذان حجزتهما دهونه الزائدة عن دفع كرسيه المتحرك، إذ يجب أن يستعين في حالات كثيرة بصديق أو قريب أو بعيد، لمساعدته على الحركة والانتقال لمبتغاه. زايد الأمس ليس كزايد اليوم، هكذا كان يتبادل أطراف الحديث على من تجمعوا له في مركز ذكاء الغذاء، الذي تابع -ولا يزال- فيه حميته الغذائية منذ 7 أشهر، وخسر فيها ما يقرب من 36 كيلو غرام من إجمالي 120 كيلو غرام، هنا يقاطع من حوله بجملة كان يحدث بها نفسه كثيراً «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة». لم يعد يكرر عبارته الشهيرة «تعبت من كل شيء» حزناً عما كان عليه في سالف أيامه، إلا أن الطريف في حديثه وهو يبتسم، أن حالته السابقة منعته من أمور كثيرة، إلا من مؤازرة عشقه الأول، العالمي «نادي النصر»، حيث ظهرت صور كثيرة له، على موقع التواصل الشهير «تويتر»، وهو يرتدي الزي النصراوي مع جماهير الشمس بمقر النادي. الملفت في نموذج «زايد السيفي»، عدم وجود احصائية صادرة من جهة رسمية توضح نسبة السمنة في شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب مدير مركز ذكاء الغذاء رضا العواد، في حين تصنف بعض المحاكم الأوربية «السمنة المفرطة» ك «إعاقة بدنية». السيفي طلق بالثلاث كرسيه المتحرك، واستبدله بما هو خير منه، ب «عكاز» يتكئ عليه، والتقط صور كثيرة له مع أخصائي التغذية العواد برفقة عكازه، بعد أن وصل وزنه اليوم 84 كيلو غرام. هناك قصة بحد ذاتها، عن قرار دخوله عالم الحمية، والتي جاءت بالمصادفة وليس بغيرها، فمطالعاته التلفزيونية الدائمة لبرامج تخفيف الوزن والأكل الصحي قادته الى برامج شارك فيها رضا العواد، استلهم بعدها قراره الفصل بالبدء في الدخول لعالم الرشاقة. بعد عمل التحاليل، تم تحديد برنامج غذائي مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد ثلاث جلسات، دخل السيفي في مرحلة الإحباط، بخسرانه 3 كيلو غرام فقط، إلا أنه جاهد نفسه بالانتظام على البرنامج الغذائي، ونجح في إزاحة أوزان ثقيلة من جسده. أصبحت «الوجبات السريعة»، في قائمة محرمات مأكولات «زايد السيفي»، إذا أصبح تفكيره في صحته، الدافع الأول والأخير لإكمال مسيرة ما بدأ من إنقاص الوزن حتى يصل لوزنه المثالي بما يتناسب مع طوله، والركيزة المهمة لدى الرجل أن الحمية الغذائية، لم تعد برنامجاً يقدمه الأخصائيون، بل قناعة لحياة سليمة خاليه من تبعات أمراض السمنة.