الكبار لا تهزهم الصدمات مهما كانت قوتها، ولا تدفعهم الخسائر لقرارات غير مدروسة. الكبار لا يتخذون قراراتهم تحت تأثير الضغط أو الانفعال. والكبار لا يبنون مستقبلهم على ردات الأفعال امتصاصًا للغضب الجماهيري. ولهذا، فلا ينبغي أن تزيد الجماهير الهلالية من ضغوطها على الرئيس الأمير نواف بن سعد، ولا حتى على أعضاء الشرف «الفاعلين» و»المؤثرين»؛ كي لا تكون قراراتهم متسرعة وغير مدروسة. وإذا كان الهلال قد ابتعد عن بطولة الدوري خمس سنوات فغيره ابتعد عشر سنوات أو أكثر، ثم عاد ليحقق البطولات، فما بالكم والهلال وإن غاب عن بطولة الدوري فإنه لم يغب أبدًا عن منصات التتويج، سواء هذا الموسم أو المواسم التي سبقته. الهلال الذي تعرفه الأوساط الرياضية المحلية والقارية على مدار السنين يعاني نقاط ضعف كثيرة. المدرب وغالبية اللاعبين والجهازين الفني والإداري كلهم يتحملون مشتركين خسارتَيْ الدوري والكأس وما يتبعهما؛ ولهذا فإن تغيير المدرب - على سبيل المثال - دون النظر للعوامل الأخرى لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا. وعلى نفس القياس، فإن تغيير الإدارة، أو استبدال بعض اللاعبين، أو غربلة الأجهزة المشرفة، أو قبول استقالة الرئيس مع إبقاء المدرب، يعني «كأنك يابوزيد ما غزيت». الهلاليون «التنفيذيون» مطالبون بالهدوء والتريث قبل اتخاذ أي قرار. أما جماهير الزعيم الغاضبون من وضع فريقهم فليس أمامهم إلا منح «الداعمين» فرصة لالتقاط الأنفاس، وتصحيح الأخطاء، ومعالجة الوضع المتراجع، بعيدًا عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية، وإلا فإنهم لن ينجحوا في مهمتهم لإعادة الزعيم لمنصات التتويج المحلية والقارية. مَنْ منا لا يحب خالد بن عبدالله؟!! فوز الأهلي ببطولة الدوري قبل نهايته الرسمية، وتأهله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، يؤكدان أن هذا الفريق العملاق هو الأفضل هذا الموسم وحتى الموسم الماضي. فريق متكامل فنيًّا وإداريًّا وجماهيريًّا. ولولا أن منافسه هو الهلال، صاحب التاريخ والبطولات، والخبير في المنافسات، لكان الأهلي قد حسم بطولة الدوري قبل ذلك بكثير. الأهلي محبوب من الكثير من الجماهير غير الأهلاوية؛ لأنه يمثل لهم النادي المثالي، الذي تحرص كل إداراته المتعاقبة على بناء علاقات طيبة مع بقية الأندية دون خبث أو تبادل للمصالح، فضلاً عن محبة الناس للأمير الخلوق خالد بن عبدالله (ومن منا لا يحب خالد بن عبدالله)، الرجل المثالي، الهادئ، النموذجي، الذي لم نقرأ له تصريحًا يقلل من الآخرين أو يسيء لهم؟ هذا الأمير الراقي هو أحد أهم الأسباب التي جعلت من غالبية الجماهير الرياضية بمختلف ميولها تبارك للنادي الأهلي بطولة الدوري والتأهل لنهائي كأس الملك. بيني وبينكم . فرح الاتفاقيين بصعود فريقهم لدوري جميل فرحٌ مبالغٌ فيه؛ فالاتفاق أكبر من أن يحتفل بهذا الشكل لمجرد صعوده؛ فالصعود ليس إلا نقطة في بحر تاريخ هذا الفريق العريق. لا أقول هذا الكلام لقتل فرحة الصعود، بقدر ما أردت إيصاله للإدارة الشابة بأن ما تحقق لهم لا يمثل تطلعات جماهيره، وأن القادم أصعب بكثير مما مضى، وأن للفرحة حدودًا، وما زاد عن حده حتمًا سينقلب ضده، وهو ما لا نتمناه. . على لاعبي القادسية إن أرادوا البقاء أن يلعبوا ما تبقى لهم من مباريات بكل قوة ومثابرة، دون النظر لمباريات المتنافسين معهم. وكلنا يعلم أن الذي لا يأكل بيده لا يشبع. . نحترم «السومة»، ونقدر نجوميته، لكننا نذكّره بأن هناك خطوطًا حمراء، لا يمكنه تجاوزها تحت أي سبب. نحن نشيد بأخلاقياته داخل الملعب، لكن ذلك لا يعني التجاوز عن هفواته خارج الملعب. . غابت شمس الهلال والاتحاد عن المباراة النهائية لكأس الملك فأشرقت شمس النصر والأهلي. هؤلاء هم الأربعة الكبار، مع التحية والتقدير لبقية الأندية السعودية. . لا أرى مبررًا لغضب بعض الجماهير على «شطحات» إحدى الصحف التي دأبت على اختيار عناوين مسيئة وغير لائقة؛ لأنها - وباختصار - تعبِّر عن مستواها الحقيقي.