كل الأندية، في كل أنحاء المعمورة تفتش عن المجد وتبحث عن البطولات وتسعى لصعود المنصات، إلا الهلال فالبطولات هي من تبحث عنه، والمنصات هي من تفرش الأرض وروداً لاستقباله والاحتفاء به .. فالهلال وعلى مدى سنوات طويلة لم يكن بمعزل عن بقية الأندية بل حاله كحالها، عانى ماديا وعانى فنيا، ولكنه تميز وتفرد عن غيره أنه لم يغب عن منصات التتويج وأثبتت إنجازاته عمق العلاقة التي تربطه بالذهب الذي زين خزائنه بسبع وخمسين بطولة قابلة للزيادة حققها في ثمان وخمسين سنة، وهي عمره منذ تأسيسه ،وبواقع بطولة تقريبا في كل موسم . ففي الموسم الماضي، وبعد خسارة نهائي دوري أبطال آسيا أمام سيدني الأسترالي وخسارة كأس ولي العهد أمام الأهلي تراجع الفريق فنياً ومعنوياً ولم يستطع مجاراة النصر الذي توج بلقب الدوري، ولكن ذلك التراجع لم يستمر طويلاً، حيث نجح الفريق في العودة بشكل سريع ومميز، وأنهى موسمه بما يليق به وبما تعود عليه ،وتوجه بلقب أغلى البطولات كأس جلالة الملك، بعد أن حل ثالثا في الدوري . وفي مسابقة كأس ولي العهد لهذا الموسم، ورغم ضغط المباريات ووجود بعض العقبات التي اعترضت طريقه، ومن أبرزها مواجهة التعاون في ثمن النهائي والشباب في نصف النهائي، إلا أنه استطاع حجز مقعده في نهائي البطولة المحببة إليه، التي بلغ نهائياتها ست عشرة مرة، وتوج بلقبها ثلاث عشرة مرة . وقبل النهائي الذي أقيم، مساء الجمعة الماضي، لم يكن الفريق في أفضل حالاته الفنية، حيث تراجعت نتائجه واهتزت صدارته للدوري بعد أن فقد خمس نقاط في مباراتين متتاليتين، إثر تعادله على ملعبه أمام الفتح وخسارته خارج ملعبه أمام التعاون، وهذا التراجع وضع اللاعبين ومدربهم اليوناني دونيس تحت ضغط كبير، خصوصا في ظل تعالي الأصوات التي وجهت انتقادات لاذعة لم يسلم منها أحد، وطالبت بتصحيح الوضع قبل فوات الأوان، ولكن الفريق ورغم تلك الضغوط الجماهيرية والنفسية وافتقاده اثنين من أبرز عناصره، وهما المدافع البرازيلي ديجاو ومواطنه المهاجم إيلتون ألميدا، إلا أنه تجلى كالبدر وظهر بصورة مغايرة عما كان عليها في مبارياته الأخيرة ، ونجح في فرص سيطرته على مجريات المباراة أمام منافسه الأهلي –مكتمل الصفوف- وسجل هدفين كانت قابلة للزيادة، أنجز من خلالها المهمة وتوج باللقب، مؤكدا أنه مهما تراجعت عروضه إلا أنه في المناسبات الكبيرة دائما ما يكون حاضرا وجاهزا للتوشح بالذهب النفيس وإسعاد جماهيره .